أشكو من جاثوم النوم والمشكلات التي تندلع في بيتي عند قراءة الرقية
2015-09-20 02:36:32 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكلتي طبية، وأغلب الظن أنها بسبب السحر أو المس أو الحسد.
كان الجاثوم يلازمني لمدة (10) سنوات، وبنفس الوقت أصبت بمرض ولم يجد له الأطباء أي حل، فرافقت مرضي الأحلام المزعجة، والقطط، والقرود التي تطعمني في المنام، وأشياء مزعجة جدا.
التزمت بقراءة سورة البقرة منذ عامين تقريبا، وبعدها اختفى الجاثوم تماما، بعد كل المحاولات التي باءت بالفشل، لكنني لم أشفَ من مرضي، والآن -بإذن الله- نويت أن أقرأ سورة البقرة حتى آخر يوم في حياتي، فقد رأيت من خيرها الكثير، وأنصح كل شخص بها، وأن ينظر إلى حاله كيف يتبدل -بإذن الله-، وأود المداومة على الرقية الشرعية، لكن مشكلتي حينما أبدأ بها تبدأ المشاكل في بيتي، ويصبح بيتي لا يطاق، فأتشاجر مع زوجي لأسباب عادية جدا، وأضطر كارهة على تركها كي لا ينتهي الأمر بيننا بأشياء أكبر.
ماذا أفعل؟ أود فعلا الالتزام بها لكن هذا الموضوع يؤرقني، وقد حاولت لأكثر من مرة أن أتركها ولكنني أعود لها، وعندما أعود تبدأ المشاكل والمشاحنات والخلافات لأتفه الأسباب وبشكل مرعب، علما أنني
جربت أكثر من رقية، وليست رقية واحدة فقط، وأقرأ الرقية بعض الأوقات، وفي أحيان أخرى أستمع لها.
وجزاكم الله خير الجزاء.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، وأن يردَّ عنك كيد الكائدين، وحقد الحاقدين، واعتداء المعتدين، وظلم الظالمين، إنه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك فإنه ومما لا شك فيه أن كلامك حق، في أغلب الظن فعلاً أنك مصابة بشيء من الاعتداء الشيطاني، سواء أكان ذلك مسّ أو سحر أو حسد أو عين أو جن عاشق، والدليل على ذلك هذا الجاثوم الذي ذكرته، هذا من علامات المسِّ، يُسمى بالجنِّ الطيار، كذلك الأحلام المزعجة، والقطط والقرود، هذه الأشياء -بارك الله فيك- كلها تدلُّ على أنك تعرضت لشيءٍ من الاعتداء بصرف النظر عمَّا هو.
وكونك أنك استفدت من قراءة سورة البقرة، فهذا يدلُّ أيضًا ويؤكد هذا الكلام.
بالنسبة للجزئية الأخيرة التي تكلمت عنها، أنك كلما بدأت الرقية الشرعية المشاكل تزداد وتصل إلى درجة كبيرة بينك وبين زوجك، وتتحول الحياة إلى جحيم لا يُطاق، وتعود المشاكل والمشاحنات بشكل مُرعب كما ذكرت، فأنا أقول: لعلَّ الطريقة التي تتعاملين بها مع الرقية غير كافية لردِّ هؤلاء الظالمين عنك، ولذلك أنا أنصح -بارك الله فيك- بضرورة الاستعانة براقٍ شرعي ثقة، يستطيع -بإذن الله تعالى- عن طريق تكثيف القراءة عليك لعدة مرات متعاقبات أن يُخرجك من هذا المنعطف الصعب، لأنه يبدو فعلاً أن لديك شيئًا كبيرًا، وأن هذا الشيء يتأثر بالرقية، ولكنها نظرًا لأنها لم تؤثِّر فيه بصورة كافية فهو يُحدث هذه المشاكل حتى يُدافع عن وجوده في داخل البيت أو في جسدك، ولا يريد أن يترك الأسرة بحالٍ من الأحوال.
ولذلك علاج ذلك كما ذكرت الاستعانة بعد الله تبارك وتعالى بأحد الرقاة الشرعيين الثقات، وأعتقد أنهم موجودين ومتوفرين في كل مكان.
فإذًا ابحثوا عن راقي شرعي ثقة، لا يستعمل وسائل غير مشروعة، وإنما يكتفي فقط بالقرآن الكريم، وسنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وما صحَّ عن الصالحين من أهل السنة والجماعة، ويبدأ برقيتك رقية مكثَّفة، قد تحتاجين إلى فترة طويلة من القراءة، أو إلى مرات متتالية من الرقية حتى يتم تخليصك نهائيًا من هذا الاعتداء الذي يحاول فعلاً أن يتشبث بك، وألا يفارقك بحالٍ من الأحوال، ولذلك ما أن تبدئي في الاستماع إلى الرقية إلَّا وتبدأ هذه المشاكل.
كونك استفدت بسورة البقرة، هذا شيء عظيم، وممَّا لا شك فيه أن سورة البقرة يحفظك الله بها تبارك وتعالى حفظًا عظيمًا، وتصوري حالك بدون قراءة سورة البقرة سيكون حالك في غاية السوء، ولكنَّ الله تبارك وتعالى نفعك بها، إلَّا أنه كما تعلمين أن الناس يتفاوتون في الإيمان، ويتفاوتون في الإخلاص، ويتفاوتون في العلم والقوة البدنية، ولعل قدرتك لا تستطيع أن تقاوم هؤلاء الظلمة، فأنت تحتاجين إلى طرف آخر قوي يدخل معك هذه المعركة ليحسمها -بإذن الله تعالى- وليُخرج هؤلاء الظلمة المعتدين من جسدك أو من حياتك.
إذًا أنا أنصح بالرقية الشرعية - بارك الله فيك-، والاجتهاد في ذلك في أقرب وقت، حتى يتم القضاء على هذه الإشكاليات وتعيشي حياة كريمة بلا مشاكل وبلا منغصات.
الاستشارة كما ذكرت تدل دلالة قوية على أن ما توقعته حق، ولكن كما ذكرتُ لك تحتاجين إلى إعانة خارجية، وهذا -بإذن الله تعالى- سهل ميسور، وأسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقك لراقٍ شرعي ثقة، يصبر عليك ويتعامل معك بالطريقة الشرعية التي ليس فيها أي ابتداع أو تجاوز، ويصرف الله تبارك وتعالى عنك كل سوء، ويردَّ عنك كيد الكائدين، وتكونين سعيدة آمنة مطمئنة مع زوجك وأولادك.
هذا وبالله التوفيق.