كيف أتعامل مع زميلي المعجب بي؟ وهل تجاهلي له يعتبر إهانة له؟
2015-09-08 00:50:31 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم كثيراً وجزاكم الله خيراً على جهودكم.
أنا فتاة أطلب مساعدكم، فلا أعرف كيف أتصرف مع شاب يراقبني، هذا الشاب يعجبني كثيراً، فهو إنسان مؤدب ويتمتع بأخلاق جميلة، وأشعر بأنه صادق في اهتمامه بي، فهو لا يخالط النساء، أحاول تجاهله فلا أنظر إليه لكي لا أتعلق به ولا يتعلق بي، رغم أنه في قسم آخر بعيدا عني، وقليلاً ما أتحدث معه.
أعرف أنه ينتظر الوقت المناسب لكي يفاتحني بموضوع الزواج، وربما يكون متردداً في ذلك، فزميلته تسألني أسئلة خاصة، ولكن ما يقلقني أنه وسيم جداً، ويتمتع بقامة طويلة وجميلة، وأنا إنسانة عادية جداً وقصيرة، وأظن أن الفرق بيننا قد يكون أكثر من 30 سم، وهذا ما يجعلني في حيرة من أمري، فشاب مثله إذا طلب الارتباط بأي فتاة جميلة وخلوقة ستقبل به دون تردد، فلماذا يريدني؟ وأفكر هل سأقبل به إذا تقدم لخطبتي، أم سأرفضه رغم أنه لا ينقصه شيء؟
أشعر بالنقص، وأفكر بنظرة الناس لي في المستقبل، وخاصة أهله، وأنهم سيعقدون المقارنة بيننا، وقد ينصحونه بالزواج بفتاة تليق به، وقد يشعر بالندم عند ارتباطه بي، فهل أبالغ في تفكيري وأسبق الأحداث، أم أن هذا سبب مهم لرفضه إذا تقدم لي؟
ما يهمني في الوقت الحالي كيف أتعامل معه، وهل أكون بتجاهلي له قد أهنته خاصة أمام زملائه الذين على علم بالموضوع؟ لأنني أرى في أعينهم نظرة العتاب لعدم اهتمامي بزميلهم.
أفيدوني جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ المحبة في الله حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والتواصل مع موقعك، ونحيي فكرة السؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.
ليس غريباً أن يرغب الشاب الطويل في فتاة قصيرة، فالحب لا يعترف بتلك الفوارق، لأنه التقاء بين الأرواح، وهي جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف، وكل أنثى جميلة بأنوثتها، وبحيائها وأدبها، بل هي جميلة في عين الشاب الذي سيضعه الله في طريقها، ولولا اختلاف وجهات النظر لبارت السلع، وننصحك بتعزيز ثقتك في نفسك، وعدم الركون إلى المشاعر السالبة، وعلى الشاب إذا أرادك أن يطرق بابكم، ويمكن أن تصله الرسالة من خلال الزميلة المذكورة، وثقي بأن استمرارك في عدم التجاوب معه في هذه المرحلة مطلب شرعي، وعدم تقديم تنازلات سوف يزيد من مكانتك عنده وعند أهلك، والأهم من ذلك أنه أرضى لله، فاطردي عن نفسك الوساوس السالبة، واشغلي نفسك بحب الله وطاعته، يلقي لك القبول في قلبه وقلوب العباد، كما قال تعالى: "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً".
وثقي بأنه لن يشعر بالندم إذا اختارك؛ لأنه من طلبك وتقدم إليك، ولن يفعل ذلك إلا إذا رآك جميلة في عينه، ولا ننصحك لرفضه لتلك الأسباب، ولا تسابقي الأحداث، واعلمي أن أول اختبار لصدقه يكون بقبوله بمقابلة أهلك، ونتمنى ألا تنساقي وراء عواطفك حتى يقوم بوضع العلاقة في إطارها الشرعي والرسمي، ولا تذكريه إلا بالخير فإنه لم يبدر منه إلا الخير، واعلمي أنه لن يشعر بالإهانة، خاصة عندما يعلم أنك لا تتجاوبين إلا مع علاقة شرعية تبدأ بمقابلة أهلك، وإعلان العلاقة، وهذا ما تقبل به شريعتنا العظيمة.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يلهمك السداد والرشاد.