أريد الزواج ولكن تعيقني ظروف العمل الصعبة، ما نصيحتكم؟
2015-08-26 03:46:19 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا إخواني: لدي مشكلة، وأرجو منكم المساعدة.
تعرفت على فتاة صالحة من أسرة صالحة، ثم قررت أن أتزوجها، ولكن ترددت كثيرا، ولم أستطع اتخاذ قرار نهائي بسبب مروري بظروف اجتماعية صعبة قد تمثل عائقا أمام الزواج.
ومن هذه الظروف أنني أعيش في بلد يمر بظروف اقتصادية صعبة للغاية، وأصبحت فرص العمل فيه محدودة للغاية، وبمرتبات ضعيفة لا تلبي احتياجات الحياة الزوجية، فأنا لا أملك عملا في الوقت الحالي يؤهلني للزواج، بالإضافة إلى أنني أعاني من ظروف صحية، وهذه الظروف الصحية تقف مانعا أمام بعض أنواع الأعمال، فالأعمال التي من الممكن أن أمارسها هي بعض الأعمال التي تتعلق بالتفكير والعقل فقط، فأنا شاب درست علوم تصميم المواقع والبرمجيات، وهي الوحيدة التي من الممكن أن أعمل بها؛ نظرا لظروفي الصحية، ولكن -كما ذكرت- نمرّ بظروف اقتصادية صعبة، وفرص العمل غير متوفرة بما يكفي.
والدي -رحمه الله- توفي وترك لنا مالا من الممكن أن يساعد في الزواج، بالإضافة إلى أنني أملك منزلا مجهزا بكل ما فيه من أثاث، ومتاع، وغيره، ولكن تبقى المشكلة الأكبر هي إيجاد فرصة عمل.
نصحتني والدتي بأن أقتطع جزءا من مال أبي شهريا، وهي سوف تدعمني بمبلغ مثله حتى أستطيع إدارة متطلبات الحياة الزوجية، ولكن ذلك بصفة مؤقتة حتى إيجاد فرصة عمل، ولكن -كما ذكرت- مشكلة إيجاد فرصة العمل المناسبة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، وأيضا ظروفي الصحية.
أريد النصيحة -يا إخواني- وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسني حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابننا الكريم- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك وأن يصلح الأحوال، وأن يقدر لك الخير ويحقق لك الآمال.
رحم الله والدك وأموات المسلمين، وبارك لك في والدتك، ورزقك برها، وجعل الفتاة المقصودة من نصيبك، ونتمنى أن تقبل باقتراح الوالدة، وتبدأ في مشروع الزواج طالما كنت ممن يملك المنزل المجهز والأساسيات، أما المستقبل فبيد رب الأرض والسموات، وهو المتكفل بالأرزاق، وقاضي الحاجات، وهو القائل: {وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها} وهو سبحانه القائل: {وفي السماء رزقكم وما توعدون} وأرجو أن تعلم أن في النكاح الغنى، قال تعالى: {إن يكونوا فقراء يغنهم الله} وكان قائل السلف يقول: التمسوا الغنى في النكاح. يتأولون قول ربنا الفتاح.
ونحن نطالبك بالتعجيل، وخير البر عاجله، والفتاة المذكورة لن تنتظر، والحياة فرص، والعاقل يغتنم الفرص، وأنت -ولله الحمد-عندك ما تتزوج به، بل وتملك ما يمكن أن تسير به حياتك حتى تتحسن ظروفك الصحية وظروف البلد الاقتصادية.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وندعوك للتعجيل بإعفاف نفسك، ونحن في زمان الفتن، ومن تزوج فقد استكمل نصف الدين، فليتق الله في النصف الآخر.
سعدنا بتواصلك، وسرتنا مناصرة والدتك لك، وأفرحنا اقتراحها الرائع، فاستعن بالله، وتوكل عليه.
ونسأل الله أن ييسر لك أمر الزواج، وأن يكسبك عافية البدن، وسعة الرزق، وأن يسعدك بالحلال.