بسبب إغماء تعرضت له أصبح ينتابني الخوف والقلق والتوتر.. فهل أنا مريضة نفسيا؟

2015-08-31 05:43:24 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا منذ 6 شهور تقريبا أغمي علي بشكل مفاجئ وأنا في السوق، ولله الحمد أن أختي كانت طبيبة وأنقذتني، وقالت بأني أغمي علي لأكثر من 3 دقائق، ومن بعدها أصبحت أخشى أن أقف كثيرا في أي مكان، وأصبحت أعاني بشدة من الوقوف في الطابور المدرسي وفي السوق، وأخاف أن يصيبني الإغماء، رغم أني ذهبت وقتها للطبيب، وقال بأني بخير، ولا أعاني من أي مرض، وأجريت تحليلا للدم وكان طبيعيا، ولكن عندما أكون في مدرستي أو في السوق أشعر بحر شديد وقلق وتوتر وسرعة نبض في قلبي، وأخاف أن أقف كثيرا، وعندما أكون جالسة وأقوم بسرعة تصبح الرؤية لدي بيضاء لبعض الوقت.

أرجو منكم أن تجدوا لي حلا، أخاف أن يؤثر علي هذا الشيء، وخصوصا أن الدراسة قد اقتربت، وأخاف أن يحصل لي شيء، فقد أصبحت أخشى الذهاب للسوق، وأشرب ماء كثيرا ظناً مني أنه سينقذني، فهل أنا أعاني من مرض نفسي؟

الرجاء الإفادة ولكم جزيل الشكر.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هناك بعض الأسئلة حتى نعرف ما نوع الإغماء، فكنتُ أريد أن أعرف المزيد عن هذه الإغماءة:
- هل فقدت الوعي نهائيًا أم فقط كنت تحسِّين بما يدور حولك ولكنك لا تستطيعين التحدُّث؟
- هل وقعت على الأرض أم شعرت بالدوخة وطلبت الجلوس؟
- ما معنى إنقاذ الطبيبة لك؟ هل جلست معك أو هي التي ساعدتك في إفاقتك من الإغماء أم ماذا؟
- هل كنت مُجهدة في ذلك اليوم؟
- هل كان هناك شيء ما يُعكر مزاجك ومتضايقة منه؟
- هل لم تتناولي أي طعام قبل الإغماء؟

كل هذه الأسئلة كانت قد تكون مفيدة لمعرفة ما سبب الإغماء، ولكن على أي حال، كل الأشياء التي ذكرتها بعد أن حصلتْ هذه الإغماءة من الخوف، من الخروج إلى السوق وحدك، أو الوقوف في صفِّ الطابور، كل هذه أعراض نفسية واضحة؛ لأنك تخافين أن تحصل لك هذه الإغماءة، فارتبطت بالسوق والخروج من البيت، ونحن نسميه في علم النفس بالارتباط الشرطي، أي حدوث شيءٍ ما في مكانٍ ما، هذا المكان وإن كان في حدِّ ذاته لا يُسبب هذا الشيء، ولكن يُثير قلقًا أو خوفًا.

هذه أعراض نفسية محضة، أنصحك بأن تقاوميها بالخروج إلى السوق مرة أخرى، وأن تعيشي حياة طبيعية لكي لا يتعمَّق هذا الخوف -أو الفوبيا، أو الرهاب - لأن علاج الرهاب أو الخوف هو المواجهة المتدرجة والمنضبطة، وليس تفادي الموقف، لأن التفادي من الموقف والهروب منه يزيد من الرهاب والخوف ولا يُعالجه. علاج الخوف والرهاب هو المواجهة للشيء الذي تخافين منه، لأن السوق والطابور بريئان، ليس هما اللذان يُحدثان لك الإغماءة، ولكن هناك شيء ما، إمَّا شيء نفسي، أو شيء عضوي في ذلك اليوم، والذي حدث هو الذي جعلك يُغمى عليك ويُصيبك ما أصابك، وإن شاء الله كان هذا شيئا عارضا، ولن يحدث لك مرة أخرى بإذن الله تعالى.

عيشي حياتك حياة طبيعية، اذهبي إلى الأسواق، اخرجي ولو كان هناك بعض القلق؛ لأن هذه هي الطريقة الوحيدة التي تواجهين بها هذا الرهاب وهذا الخوف.

وفَّقكِ الله وسدَّد خُطاكِ.

www.islamweb.net