لدي علاقة بفتاة أريد طلب يدها وأهلها رافضون، فماذا أفعل؟
2015-08-09 02:16:36 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب عمري 21 سنة، ولدي علاقة مع فتاة بنفس عمري منذ سنة 2007 وحتى الآن، وأنا أريدها، وأريد أن أطلب يدها، ولكن أهلها رافضون تماما، ليس لأن عمري بنفس عمرها، ولا أي موضوع آخر، لا؛ لكن التركيبة العائلية لا تسمح للفتاة الزواج من أحد خارج هذه القرية، يعني أنا من قرية قريبة منها، وهي من قرية أخرى.
هناك العديد من الأشخاص متزوجون من هذه القرية، ولكن قبل الزواج حدثت مشاكل بين الفتاة والأهل، وأنا أريد أن أخطبها، وأهلها يريدون ابن خالتها أن يتزوجها، وهي لا تريده، يعني هي ستعيش مع شخص رغماً عنها، فما الحكم في هذا الموضوع؟ وماذا أفعل أنا؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مجهول حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يفرج الكرب، وأن ينفس ما تعسر على البشر تنفيسه، وأن ييسر بقدرته ما كان عسيرا على خلقه، وأن يلهمك طريق الصواب، وأن يرشدك إلى الحق، وأن يأخذ بناصيتك إليه.
أما بخصوص ما تفضلت به فإننا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:
أولاً: قد استمعنا إلى حديثك وتفهمنا مرادك، ونريد ابتداء أن نطمئنك أن من اختارها الله لك هي في علمه جل شأنه من قبل أن يخلق الله الخلق بخمسين ألف سنة، فقد روى مسلم في صحيحه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (أول ما خلق الله القلم قال له: اكتب، فكتب مقادير كل شيء قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء) وهذا لا يدعوك إلى التكاسل أو إلى التواكل، ولكن يدعوك إلى الاجتهاد في المحاولات، مع الاطمئنان والثقة أن قضاء الله هو النافذ، وهو الخير لك، وأن الله لو كتبها لك فستكون، ولو اجتمع أهل الأرض على خلاف ذلك، وإذا لم يكتبها الله؛ فلن تكون، ولو كان معك أهل الأرض كلهم، فثق -أخي في الله- ولا تقلق.
ثانيا: الفتاة الآن أجنبية عنك، ولا يجوز لك أن تدخلها في حرب مع أهلها، أو أن تدخل أنت معركة زواج مع أهل رافضين لك، هذا سيقلب حياتك إلى جحيم لا يطاق.
ثالثا: إننا ننصحك -أخي- بالتقدم إلى أهل الفتاة في الوقت المناسب لك، بمعنى عندما تكون جاهزا للزواج تقدَّم طبيعياً، واصطحب مع أهلك بعض أهل العلم، وإذا خشيت الرفض المسبق؛ فيمكنك أن تتواصل مع أحد الأشخاص الصالحين الذي له صحبة مع والد الفتاة؛ لكي يحدثه ويقرب المسافات، وفي هذا الوقت لا ننصحك مطلقاً بالتواصل مع الفتاة؛ حتى لا يتعلق بها قلبك أكثر من ذلك، وحتى لا تدفعها إلى محاربة أهلها، وقد ذكرنا لك أن الأمور بيد الله، وأن الله الحكم العادل يعلم ما يصلحك ويصلحها.
رابعا: إن كان الجواب بالقبول فالحمد لله، وإن كان الجواب بالرفض فاحمد الله كذلك، واعلم أن من وراء الرفض حكمة، وهو الخير لك.
خامساً: لا تقدم على أي فعل إلا بعد أن تستخير الله عز وجل، وتستشير أهل الفضل والمعرفة.
نسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن يصرف عنك كل شر، وأن يوفقك للأخت الصالحة الدينة التي تساعدك على أمر دينك ودنياك.
والله المستعان.