تعرفت على فتاة مطلقة ولها بنت، محتار هل أتزوجها أم لا؟
2015-08-06 03:07:18 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا شاب أعزب، تعرفت على زميلة في العمل، وأعجبت بها، وعقدت العزم على الارتباط بها، ولكني اكتشفت أنها مطلقة، ولديها طفلة، فأنا محتار أأتزوجها؟ أم ماذا؟
هي تقول لي بأن أبنتها ستعيش مع جدتها، لأن جدتها متعلقة بها جدا، فهل التي تتخلى عن ابنتها ستحافظ عليّ؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ hazm حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يقدر لك الخير حيث ما كان، وأن يرزقك الرضا به، وأن يمُنَّ عليك بزوجةٍ صالحةٍ طيبةٍ مباركةٍ تكون عونًا لك على طاعته ورضاه.
وبخصوص ما ورد برسالتك -أخي الكريم الفاضل- فإني أتمنى أن تفكِّر ألف مرة ومرة في الارتباط بأختٍ مُطلقة، لأنه ممَّا لا شك فيه أنها خاضت تجربة، وأنت لا تدري حقيقة هل هي فعلاً كانت السبب في الطلاق أم أن السبب كان خارجًا عن إرادتها؟
ثانيًا: هناك مقاييس شرعية وضعها الله تبارك وتعالى في شرعه لاختيار الزوجة، ليست أي امرأةٍ يُعجب بها الإنسان تصلح أن تكون زوجة له، فقد تصلح لغيرك ولا تصلح لك، ومن هنا فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- وضع لنا شروطًا بالنسبة للمرأة، على رأس هذه الشروط أن تكون صاحبة خلق، وأن تكون صاحبة دين، أيضًا لا مانع أن تكون مقبولة شرعًا حتى لا تنظر لغيرها، حتى تطمئن إليها وتستقر الحياة معها، أما أن تتعجَّل لمجرد إعجابك بها، وقد تكون لها ظروف خاصة بها تحول بينك وبين الاستمرار معها، فتُكرر عليها تجربة مؤلمة.
ومن هنا فإني أقول – بارك الله فيك – عليك أولاً: أن تبحث في الضوابط الشرعية التي بيَّنها لك الإسلام من حيث الدين والخلق وغير ذلك من الأمور الأخرى.
ثانيًا: الخلق على وجه الخصوص مع الدين، هذه أهم شيء، لأنك تحتاج إلى امرأة ذات علاقة حسنة مع الله تبارك وتعالى، حتى تكون أهلاً لإكرام الله لها ولرضا الله تبارك وتعالى عنها.
ثالثًا: أنت تحتاج في نفس الوقت – أخِي الكريم – امرأة صاحبة خلق حتى تصبر عليك وحتى تتحمَّل ظروفك، ولا تكون امرأة عصبية تُثار لأتفه الأسباب وغير ذلك.
رابعًا: عليك أن تنظر في العوامل التي أدت إلى طلاقها، ولا مانع أن تسأل أكثر من واحد ممَّن كان له علاقة بالأسرة، حتى تعرف هل كانت هي السبب في طلاقها؟ أم أن الأمر كان بسبب زوجها؟ أم كان خارجًا عن إرادتها؟
أما فيما يتعلق بتركها لابنتها عند أمها: هذا ليس معناه التخلي عن ابنتها، لأنها ستكون في حضن أمها، وبالتالي ستكون عندها، وسوف يكون من السهل عليها أن تزورها، وهي لا تُريد أن تكون ابنتها عائقًا في حياتها، خاصة وأنها قد تكون شابة وفي حاجة إلى رجل.
فأنا لا أرى أن قضية ابنتها عائق، وإنما أرى أنك لا بد أن تنظر في الأسباب والدوافع التي أدت إلى طلاقها.
أيضًا هناك نقطة أخرى، وهي أهلك وأسرتك، هل ليس لديهم مانع من أن ترتبطَ بامرأةٍ مطلقة؟ خاصة وأنك لم تُخبر هل أنت كنت متزوجًا قبل ذلك أم لا؟ وهل لديك زوجة أخرى أم لا؟ فلعل أهلك لا يوافقون على ذلك – أخِي الكريم – فإن بعض الأسر يقولون: لماذا تتزوج امرأة مطلقة وأنت ليس فيك عيب، ومن الممكن أن تتزوج امرأة بكرا، وهذا كلام النبي صلى الله عليه وسلم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال للصحابي جابر رضي الله تعالى عنه، عندما عرف أنه تزوج امرأة مُطلقة، فقال له: (هلَّا بكرًا تُلاعبها وتُلاعبك، وتُداعبها وتداعبك).
فإذًا المرأة البكر لها ظروف أفضل، فأنا لستُ في حاجة أن أتخير امرأة درجة ثانية، وأنا لديَّ الفرصة أن أتزوج امرأة درجة أولى، بمعنى أنها صاحبة خلق ودين وبِكر، لم تُقابل الرجال، ولم تتعرف على الرجال، وليس لديها تجربة سابقة، وبالتالي لن تستطيع أن تعقد مقارنة بينك وبين زوجها السابق.
الأمر يحتاج منك إلى نوع من الاهتمام، وإلى مراعاة هذه الأشياء التي أشرت عليك بها، حتى لا تندم بعد ذلك، ورجاءً ألا تتعجّل، وخذ كلامي مأخذ الجد، وبإذن الله تعالى ستصل إلى مرضاة الله تعالى، وبعد أن تنتهي إذا وجدت أن الأمور في صالحك عليك بالاستخارة أولاً قبل أن تُقدم بطريقة رسمية، حتى تكون من الذين لا يندمون، لأنهم استشاروا واستخاروا.
وأسأل الله لك التوفيق، إنه جواد كريم.