أريد أن أتقن حفظ القرآن وأرفع من مستواي فيه، فكيف يتم ذلك؟
2015-08-05 02:14:10 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
جزاكم الله خيرا لما تبذلونه من جهود، وتزيحون به هم الصدور.
أنا طالبة في مركز لتحفيظ القرآن في فترة العصر منذ ثلاث سنوات، تعرفت على صديقتي وهي تكبرني بسنتين، وكانت ولا زالت أفضل صديقاتي، حيث أعتبرها صديقتي الصالحة التي تأخذ بيدي إلى الجنة.
لكن منذ فترة ليست بالبعيدة أشعر أنني بدأت أغار منها، ولا أريد ذلك الشعور، فهي أفضل مني بالحفظ، ومتقدمة علي بجزئين، ومؤخرا في اختبار لتحديد المستوى حصلت على الاجتياز، بينما لم أحصل عليه، وبدأ البعض يقارن بيني وبينها، أشعر أحيانا بالحزن لذلك، ولكن أنا أحبها ولا أريد أن تتملكني الغيرة منها، أو أن أحسدها، أريد أن تكون مشاعري لها نقية خالية من المشاعر السلبية.
ولأني أريد أن أسد الفجوة بين مستواي ومستوى صديقتي أريد أن أتقن وأضبط حفظي ولا أعلم كيف السبيل لذلك؟ فأوقات حفظي عشوائية غير مرتبة، وكذلك أوقات مراجعتي غير منتظمة، علما أنني أحفظ 18 جزءًا، وأريد أن يكون القرآن متواجدا في يومي بشكل ثابت، لا أريده أن يكون متقطعا، وأعمل على ذلك فأخطط وأضع الجداول، ولكن في النهاية ألتزم فترة ثم أتكاسل عنها.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله أن يفرج الكرب، وأن ينفس ما تعسر على البشر تنفيسه، وأن ييسر بقدرته ما كان عسيرا على خلقه، وأن يلهمك طريق الصواب، وأن يرشدك إلى الحق، وأن يأخذ بناصيتك إليه.
وأما بخصوص ما تفضلت به فإنا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:
أولا: شكر الله لك أختنا الكريمة حرصك على حفظ كتاب الله، وحرصك على صديقتك، وهذا يدل على خير فيك نسأل الله أن تكوني ذلك وزيادة.
ثانيا: اعلمي أختنا أن الشيطان لا يريد لك استقرارا مع أختك وصديقتك؛ لأنها تقربك من الله ، وتعينك على طاعة الله، وهذا ما لا يريده الشيطان ولا يرتضيه، ولذلك سيجتهد في صناعة ما يصرفكم ويباعدكم عن بعض، فاحرصي أختنا أن تغلقي أبواب الشيطان، واجتهدي في التقرب أكثر من أختك، والاستعانة بها بعد الله على شتى أنواع الطاعة.
ثالثا: قد ذكرت أختنا الخلل الذي أصابك وهو يتمحور في مسألة ضبط الالتزام وتحديد الأهداف، والتخطيط الجيد بعد الاستعانة -بالله عز وجل-، وعليه فإننا نود منك التركيز أكثر على إيجاد طرق متنوعة لحفظ كتاب الله -عز وجل-.
رابعا: هناك طرق متعددة لحفظ القرآن ونحن نكتب لك طريقة ونسأل الله أن توفقي فيها:
1- اعتمدي ابتداء على سماع ما تودين حفظه ومراجعته مع التكرار، ونعني سماع القرآن أي سماعه مرتلا لأطول فترة ممكنة في اليوم، والسماع لن يعوقك على العمل البدني، فيمكنك فعل ذلك وأن تمارسي الأعمال اليومية في البيت، أو الانتقال من مكان إلى غيره.
2- اجتهدي في التركيز على ما تودين حفظه، وأن تستمعي إلى القراءة، وستعلق بعض الكلمات في رأسك وقومي ساعتها بمحاكاة القارئ وأنت تمارسين أعمالك.
3- إذا أردت البدء في الحفظ فاختاري الوقت المناسب، ونحن نفضل بعد صلاة الفجر، أو بعد النوم، فإن الذهن يكون أنشط ما يكون.
4- اعتمدي على القراءة البصرية بمعني حدقي البصر في كل كلمة وسطر تقرئينه حتى يطبع على ذاكرتك.
5- قومي بتسميع ما عليك لأحد ما، وإذا نبهك إلى خطأ فقومي بوضع علامة أسفل الكلمة، وأتمي التسميع إلى النهاية.
6- إذا فرغت من التسميع عودي إلى القراءة البصرية، وكلما اقتربت من الكلمات التي أخطأت فيها أعيدي قراءتها بصريا مرتين وثلاثا، ثم أغلقي المصحف وأعيديها ذهنيا مرتين وثلاث حتى تثبت في رأسك.
7- تعمدي قراءة ما قمت بحفظه يوميا، وقسمي ما مضى من الحفظ (الأجزاء التي فرغت من حفظها) على أن تراجع كل ثلاثة أيام، فلا تمر ثلاثة أيام إلا وقد راجعت ما حفظت، ويمكنك الاستعانة بالسماع في الأجزاء المحفوظة.
وأخيرا أختنا: استعيني بالله -عز وجل-، واعلمي أن الله قريب مجيب فأكثري من الدعاء، وخاصة في الأوقات الفاضلة.
نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يجعل القرآن الكريم شفيعا لك بين يدي الله، والله الموفق.