أشكو من نوبة الفزع والهلع، وأنا حامل، فما هو العلاج المناسب لحالتي؟
2015-08-03 03:21:31 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا صاحبة الاستشارة رقم: 2275905 عادت لي نوبة الفزع والهلع بعد دخولي مستشفى الطوارئ لمدة محددة، ومع تعاملهم السيء وبرودة المكان أصبت بفزع وأصابني خفقان لم أشعر منه بقدمي والمشي كذلك، تجمدت أطرافي وبدأت كأني أود الصراخ، كأنني جننت، ضغطت على نفسي وطلبت من الممرضة أن تزيل المغذيات، وخرجت على مسؤوليتي، ولم آخذ نتيجة التحاليل، ومن بعدها وأنا في حالة اكتئاب، ولا أشعر بأطرافي، دائما منملة وخاصة القدم.
كان لدي دواء موتيفال وأخذت واحدة وهدأت قليلا، كنت وقتها بالأسبوع التاسع من الحمل، وحالي لم يتحسن، ضللت ملازمة للفراش لمدة 3 أيام، لا آكل جيدا، وأشعر بوخز في قدمي وكأن بها دبابيس، وأصبحت لا أخرج من المنزل؛ خوفا من أن أصاب بنوبة الهلع.
ذهبت لطبيب شرحت له حالي فقال لي: إنني جبانة، ووصف لي علاج (لكسوتانيل 3 مج) ربع حبة لمدة 3 أيام، وأخذتها وكنت بالأسبوع العاشر، في البداية تحسنت حالتي قليلا، وقد قال لي نصف حبة عند اللزوم.
لم أضطر لأخذ نصف حبة إلا مرة واحدة وكانت في الأسبوع الثاني عشر؛ لأنني أحاول أن أضغط على نفسي حتى لا آخذ العلاج؛ خوفا على الجنين، مع أن النوبة تتكرر معي، وأشعر وقتها أنني أود الهروب من المكان الذي أنا فيه أو الصراخ أحيانا، وأقول لنفسي أنه بقي القليل لأجن.
أنا أخشى على طفلي خاصة أن هذا أول حمل لي، أخاف من تشوه الجنين بسبب المهدئ وبسبب الموتيفال، فما أنسب علاج لي بهذه الحالة؟ فأنا خائفة كثيرا من الوقت الذي سألد فيه الطفل، ليس من الولادة بل من نوبة الفزع إذا أتت وأنا بتلك الحالة، هل صحيح يمكن أن أصاب بالجنون بسبب هذه النوبات؟ ماذا أفعل بعد الولادة هل آخذ سبرالكس لمدة معينة؟
سألتني عن طبيعة العلاقة مع زوجي فهو لا يفهم بأمور الطب النفسي، لذلك ألجا للسؤال لديكم وأنا ذهبت للطبيب مع أخي دون علمه؛ لأن حالتي كانت صعبة في ذلك الوقت وهو مسافر.
أتمنى أن تطمئنني، وهل سأنجو من هذا كله وتعود حالتي طبيعية كما كانت؟ جعل ربي كل ما تقدمونه في ميزان حسناتكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الحنين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هوِّني عليك – يا بنتي – وإن شاء الله تعالى تضعين حملك بالسلامة ويُقر عينك بمولودك.
جرعة كاملة من الـ (موتيفال Motival) أو حتى أكثر أو من الـ (لوكستونين) في هذا الوقت المتأخر من الحمل، بإذن اللهِ لا تُسبب الضرر لطفلك، الخوف دائمًا من تناول الأدوية في الفترة الأولى من الحمل – فترة تخليق الأجنة – والتي في الثلاثة الأشهر الأولى، وأخذ أدوية معينة نخاف من أن تتناولها المرأة الحامل في هذه الفترة، أما في هذا الوقت الذي قد تفيد الأدوية وبهذه الجرعات الصغيرة، فاطمئني -إن شاء الله تعالى- لا تُسبب أي ضررٍ لطفلك، وإن شاء الله تعالى تلدين طفلك بالسلامة.
نوبات الهلع في حدِّ ذاتها يكون من أعراضها الإحساس بأن الشخص سوف يَجِنُّ، هذا عرضٌ من أعراض نوبات الهلع، ولكن -إن شاء الله تعالى- لا تؤدي إلى الجنون على الإطلاق، بل تنتهي في وقتٍ قصير – كما تعلمين – فلا تمتدُّ أكثر من عشر دقائق إلى نصف ساعة في كثير من الأحيان، ولا تؤدي إلى الجنون قط، فهي محدودة الوقت، ولكن هذا الإحساس والفزع والخوف الشديد في النوبة هو الذي يُصيب الإنسان بالهلع ويجعله متوترًا، ولكنها تنتهي في حينها.
نعم هنالك أدوية – إذا لا قدر الله أصابتك هذه الحالة وعاودتك بعد الولادة – يمكن استعمالها مع الاستمرار في الرضاعة الطبيعية، ولعلَّ أحسن دواء يُستعمل لنوبات الهلع والرضاعة الطبيعية هو ما يعرف تجاريًا باسم (تفرانيل Tofranil) ويعرف علميًا باسم (امبرمين Imipramine) خمسة وعشرين مليجرامًا حبة إلى حبتين يوميًا، هي مفيدة جدًّا لعلاج نوبات الهلع، وهذه العلاجات مُجربة منذ وقتٍ طويل، ولا تُسبب مشاكل في الرضاعة، ويمكن الاستمرار عليها لفترة شهرين أو ثلاثة أشهر حتى تزول عنك النوبة نهائيًا، ونسأل الله العلي القدير ألا تُعاودك بعد الولادة، وتعيشي حياة طبيعية، ولكن هذا من باب الاحتياط.
وفَّقك الله وسدَّد خُطاك.