هل تتسبب العين أو الحسد أو المس في غلق أبواب الرزق؟

2015-07-29 01:48:49 | إسلام ويب

السؤال:
هل من الممكن أن تتسبب العين أو الحسد أو المس في غلق أبواب الرزق؟

أعاني منذ 8 سنوات من عجز غير مفهوم ولا مبرر في النجاح في الدراسة، وتبعها فشل في العمل، مع العلم أني كنت من الأذكياء المتفوقين، ومع سهولة عملي أفشل باستمرار، في حين ينجح غيري وإن كانوا أقل كفاءة مني في نفس العمل.

كما أني لم أستطع الثبات في صلاتي منذ نفس الوقت، ويجدر بي أن أقر أني أدمنت العادة السرية مؤخرا، وأشعر بالضيق؛ لأني أريد النجاح في الدنيا والآخرة، وحاليا أعاني الفشلين، وإن كان الله قد كتب لي رزقا منذ نفخ الروح، فكيف للعين والحسد أن يحبساه؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ AMINE حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، وأن يردَّ عنك كيد الكائدين وحقد الحاقدين واعتداء المعتدين وظلم الظالمين.

وبخصوص ما ورد برسالتك -أخي الكريم الفاضل- من هذه الأمور التي بدأت تُغيِّر حياتك وشعورك بالفشل في كل شيءٍ رغم أنك كنت من الأذكياء المتفوقين، وحتى الصلاة تأثرت بهذا الأمر، وتقول: هل من الممكن أن العين والحسد يُحدثا هذا الأمر؟ أقول: نعم، وهذا الأمر لا يتعارض مع إرادة الله للعبد الخير، ومع قدرة الله تبارك وتعالى؛ لأنه -أولاً- لا يقع في ملك الله إلا ما أراد الله، فهذا الإنسان الذي يُصاب بمرض خفيف أو قوي، هذا الذي حدث له حدث له بإرادة الله تعالى، فلماذا أمرضه الله تعالى؟ لأن الله عندما ابتلاه بالمرض أراد الله سبحانه وتعالى منه أن يعبده بطريقة أخرى، فنحن نعبد الله تبارك وتعالى بعبادات متنوعة متعددة:
عبادات مائية: بمعنى أنك تحتاج إلى وضوء، وتحتاج إلى الاستنجاء والغسل، هذه عبادة.
عبادات بدنية: كالصلاة مثلاً، والجهاد في سبيل الله تعالى، والحج، هذه عبادة.
عبادات مالية: كالحج والزكاة، هذه عبادة.

هناك أيضًا عبادات باللسان، وهناك عبادات بالقلب، وهناك عبادة بالعين، كل جارحة من الجوارح لها عبادة خاصة بيَّنها الله تبارك وتعالى لها، وكذلك هناك عبادة في السراء والضراء، فالله تبارك وتعالى يريد من عبده أن يكون عابدًا له في السراء والضراء، ولذلك أنت تجد -على سبيل المثال– صيام رمضان، يأتي مرة في الصيف شديد الحرارة والأيام الطويلة، ويأتي مرَّةً في الشتاء البارد والأيام القصيرة.

إذًا الله تبارك وتعالى أراد أن نعبده على كل الأحوال، ولذلك شاء الله تبارك وتعالى أن بعض هذه المخلوقات تلعب دورًا في إلحاق الضرر بالمخلوقات الأخرى، كالثعبان الذي يلدغ الإنسان، والعقرب كذلك، والنملة التي تقرص الإنسان، واعتداء الإنسان على هذه الحيوانات، كل ذلك يقع بإرادة الله تبارك وتعالى.

الرياح التي تُدمِّرُ منتجات الناس وصناعات العالم، أيضًا الفيضانات التي تؤدي إلى قتل الآلاف، والحروب التي تقع، كل ذلك بإرادة الله تعالى، لحكمةٍ يعلمها الله تبارك وتعالى، لأنه –كما ذكرتُ– الله تبارك وتعالى يريد منك أن تعبده في السراء كما تعبده في الضراء، يريد منك أن تعبده في المنشط كما تعبده في المكره، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن لله تسعةً وتسعين اسمًا، مائة إلا واحدة، من أحصاها دخل الجنة) كل اسمٍ له خاصية في الحياة، فالله تبارك وتعالى يريد منك أن تستعمل كل هذه الأسماء وأن تعبده بجميع هذه الأسماء التي اختارها لنفسه سبحانه وتعالى، أو التي أطلقها عليه نبيه -صلى الله عليه وسلم-.

لذا أقول: الحمد لله الرقية الشرعية الله جعلها حلاًّ لمثل هذه الأمور، فلم يدعك الله تعالى بلا حل، فعليك بالرقية الشرعية، واجتهد في ذلك، واعلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (العين حق، وإن العين لتُدخل الرجل القبر، والجمل القِدر) ويقول: (من العين ما قتل) ويقول: (أكثر أموات أمتي من العين) إلى غير ذلك من هذه الأحاديث والنصوص.

ولذلك أنا أرى أن تذهب لراق شرعي، وأن تحاول أن تستفيد منه، وإذا لم تسترح من الممكن أن تذهب إلى راق آخر، وإلى ثانٍ، وإلى ثالث ورابع، حتى تجد ضالتك المنشودة، وثق وتأكد أن هذه الأمور كلها بإذنِ الله سوف يزيلها الله تبارك وتعالى عنك بهذا السبب، لأن الله جعل لكل شيءٍ سببًا، وكما أنه خلق الداء فقد خلق الدواء سبحانه، والدواء هذا قد يكون كيماويا، وقد يكون عضويا، وقد يكون نفسيا، وقد يكون قرآنا، وقد يكون سنة، وقد يكون رياضة، أنواع متعددة، كما أن الأمراض متعددة فكذلك العلاجات متعددة ومتنوعة.

ولذلك أنا أرى أن تذهب إلى راق شرعي؛ ليرقيك عدة مرات حتى تستريح، وأنا واثق -إن شاء الله تعالى- أنك سوف تتخلص من هذا كله، ولكن عليك بترك المعصية، فإن العادة السرية أيضًا تُضعفك، وتُضعف علاقتك بالله تبارك وتعالى، وتُمكّن الشيطان منك.

أرى أن تجتهد في دفعها قدر الاستطاعة، والتوقف عنها حياءً من الله؛ لأن هذا نوع من الإعانة على الطاعة، فإن العبد كلما كان أكثر طاعة كان أقرب لرضا الله تبارك وتعالى ونُصرة الله تعالى له.

حافظ على الصلوات في أوقاتها، واجتهد في الدعاء إلى الله تعالى، واستمع إلى الرقية الشرعية قدر الاستطاعة، وأنصحك بالاستماع إلى الرقية الشرعية للمقرئ (محمد جبريل) وهي على الإنترنت، الرقية الطويلة، وبإذن الله تعالى سترى خيرًا كثيرًا.

هذا، وبالله التوفيق.

www.islamweb.net