انفصل والدي عن والدتي ووجدت الجفاء من أبي منذ صغري!
2024-01-29 00:31:31 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة، انفصل والدي عن أمي منذ سنوات، ووجدت الجفاء من أبي منذ صغري، حتى أصبحت نفسيتي متعبة، وتعرضت للظلم من قبل زوجة أبي، اتهمتني ظلمًا أني طلبت منها مبلغًا كبيرًا، والمبلغ الذي طلبته أقل من ذلك بكثير.
وفي الحقيقة أخشى أن أكون قد قطعت رحمي، فأنا لا أذهب إلى منزل والدي كثيرًا؛ لأني إذا ذهبت إليهم رجعت باكية لأسباب عديدة، منها أن أبي ﻻ يشعرني بقيمتي، وإن زرته لا يجلس معي، ولا يسألني عن شيء، ولا ينظر إلي، كأني غير موجودة، وجرحني جرحًا ﻻ أنساه حين تشاجر إخواني الصغار، فخاصمته عمتي، وقال أمامي: هؤلاء أبنائي وأنا ربيتهم، فأشعرني أني لست ابنته، والله لقد جرحني، ومن ذلك أني أشعر بالقهر حين أرى إخوتي من أبي في أجمل الملابس ويمتلكون أحدث الأجهزة.
وأيضًا أخته جرحتني، قالت أمام أقاربي: إن شاء الله تتوظف، وتكف يدها عن الناس. ويشهد الله أني لم أذهب لهم من أجل ريال أو ريالين، إنما أزورهم إرضاء لله تعالى، وحتى ﻻ أكون قاطعة رحم.
نفسيتي متعبة جدًّا، وأتمنى أن يهتم أبي لأمري ويسأل عني، فمصروفي الشهري الذي يرسله لي قليل جدًّا، وقد أرسلت له في العيد الماضي تهنئة على جواله، لكني لم أجد منه ردًّا، وكنت أواسي نفسي وأقول: غدًا سيرد، وها هو العيد مقبل -بإذن الله-، وسيصبح لرسالتي سنة كاملة ولم أجد لها ردًّا، أنا مللت من هذا الظلم وهذا الجرح، ودمعتي ﻻ تتوقف.
ودائمًا أحلم به، وعندما تكررت الرؤيا فسرها الشيخ بقوله: خيرًا إن شاء لله، إن صدقت الرؤيا فربما علاقتك بأبيك متوترة قليلًا، أو شبه منقطعة والله أعلم، هو مغيب عنك، ولا يسمع منك، عليك ألَّا تنقطعي عنه مهما صار، وأن تتواصلي معه، لعل الله يحنّ قلبه عليك إن شاء لله.
سؤالي: هل إن توقفت عن زيارتهم أكون قاطعة رحم؟ رغم أني مجروحة منهم كثيرًا، ولا أجد من يذهب بي إلى بيت أبي من أهلي، وإخوتي من أمي صغار جدًّا، والله المستعان، فوالله أنا أكتب لكم والدمع يسبقني.
جزاكم الله خيرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ we jd an حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: ف
مرحبًا بك - ابنتنا الواصلة للرحم البارة بوالديها - ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، ويصلح أحوالك، وأن يقدر لك الخير، ويحقق لك الآمال.
لا تنقطعي عن زيارة والدك، ولا تتأثري بكلامهم، واصبري وثقي بأن العاقبة للصابرين، وأدي ما عليك، واسألي الله الذي لك، ولا يحملك تقصير الوالد على التقصير، وثقي بأن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله.
واهتمي بوالدتك وبإخوانك الصغار، ولا تظهري أمامهم التأثر، وغدا سوف يغنيك الله من فضله، ولا تظهري لهم الضعف، واعلمي أن إنفاق والدك واجب عليه، ويأثم إذا لم يفعل، وكفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول، فلا تتحسسي من أخذ ما تحتاجين إليه، ولا تكوني حساسة أكثر من اللازم، واعلمي أن الخلاف مع والدتك أو الطلاق لا يبيح له التقصير في القيام بواجباته كاملة تجاه أولاده، ويقع في الإثم إذا لم يعدل بينكم.
وهذه وصيتنا لكم بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وعليكم بالصبر فإن العاقبة لأهله، وتعوذي بالله من شيطان يريد أن يجلب لك الأحزان، وقومي بما عليك تجاه والدك والأعمام والعمات، واعلمي أن كلامهم مغلف بالبراءة ولا يقصدون إيذاءك، ولا تعطي الكلمات أكبر من حجمها، فإذا قال: هؤلاء أولادي وأنا ربيتهم، فلا تفسريه بأبعد مما يدل عليه، وأنت لست طرفا ولست المحتجة، وإن قصد غير ذلك فالعلاج بالإهمال، وكل إنسان سوف يعينه الله على نيته، ويحاسبه على أقواله وأفعاله.
ولقد سعدنا بتواصلك، وأفرحتنا رغبتك في الخير والوصال، ونتمنى أن تواصلي في الزيارة والتفقد لوالدك؛ طاعة لربك، وقياما بواجبك، ولعل الله يحدث بعد ذلك أمرا، فالقلوب بين أصابعه يقلبها ويصرفها، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، والسعادة والاستقرار.