قريبتي ملتزمة بصلاتها وفعل الخير ولكن صدرها يضيق عند الصدقة.. ما تفسير هذا الشعور؟
2015-07-08 02:07:28 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل: موافي عزب المحترم، مبارك عليكم الشهر الفضيل.
سؤالي يتعلق بنسيبتي حيث إنها إنسانة ملتزمة في صلاتها، وفي فعل الخير، ولكن -يا شيخنا العزيز- عندما تريد أن تتصدق تحس بضيق في الصدر، ما تفسير هذا الشعور؟
ولكم جزيل الشكر والتقدير والاحترام، ودمتم في رعاية المولى عز وجل.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يُبارك في نسيبتك هذه، وأن يتقبَّل منها، وأن يجعلنا وإياك وإياها وسائر المسلمين من صالح المؤمنين، وأن يتقبَّل منا جميعًا الصيام والقيام وصالح الأعمال، إنه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك -أخي الكريم الفاضل حسين – فإن هذه الأخت التي أكرمها الله تبارك وتعالى بهذه العبادات الطيبة عزَّ على الشيطان أن يدعها تؤدي عباداتها بسعادة وفرحٍ ورغبة، ولذلك ما وجد شيئًا يمنعها من خلاله عن عمل البر والخير إلا ضيقة الصدر هذه، لاحتمال أنها تحول بينها وبين الصدقة؛ لأن الشيطان يُجرب أسلحة متعددة متنوعة، فيُجرِّب سلاحًا، إذا وجده قد جاء بنتيجة استعمله، ويظل يستعمله حتى ينتبه الإنسان له، فيبدأ في مواجهته، فإن وجد أن السلاح أصبح لا يُجدي ولا ينفع بحث عن سلاحٍ آخر، وهكذا.
هو لم يستطع الآن أن يمنعها من الصلاة؛ لأنها صاحبة صلاة وعبادات كبيرة، ولكنها تتصدق، فقال: دعني الآن أحاول على جبهة أخرى في قضية الصدقة، ما دامت هي محافظة على الصلاة أحرمها من الصدقة، فبدأ يفعل هذا الذي تشعر هي به من ضيق الصدر وعدم الراحة.
الحل أنها تواصل ما تفعل، وتجتهد في الدعاء إلى الله تبارك وتعالى أن يشرح الله صدرها لذلك، وأن يُحبب إليها البذل والتصدق في سبيله، وأن يتقبل منها.
إذًا بذلك تكيد للشيطان بطريقتين، الطريقة الأولى: أنها لا تتوقف عن الصدقة، والطريقة الثانية: أنها تدعو الله تبارك وتعالى أن يقبل منها، وأن يشرح صدرها لذلك، وأن يُعينها على بذل المزيد من البر والإنفاق، وبإذن الله تعالى سوف تتحسَّن حالتها؛ لأنك تعلم أن الله جل جلاله أمرنا بالدعاء ووعدنا بالإجابة، وعد الله لا يُخلف الله وعده، وعد الله لا يُخلف الله الميعاد، ونسأل الله أن يتقبل منها ومنكم ومن سائر المسلمين جميعًا، إنه جواد كريم.
هذا وبالله التوفيق.