واجب الخطيب نحو خطيبته أثناء الخطوبة وكيفية الحوار معها

2004-10-07 01:33:11 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم لهذا الموقع الجميل، وزادكم من علمه وفضله كل خير.
سؤالي هو: أنا أبلغ من العمر (29 عاماً)، وأقبلت على الزواج، وحينما خطبت، خطبت فتاة عمرها الآن 19 عاماً، سؤالي: هل يوجد فرق كبير بيننا؟ وللعلم: فلفترة قصيرة تم التفاهم بيننا بسهولة.
ما واجب الخطيب نحو خطيبته أثناء الخطوبة من تعاليم أمور الحياة، والكلام عن مستقبل حياتنا معاً؟ وهل الكلام في المواضيع العاطفية، والمواضيع التي تخص الزوجين مع خطيبتي فيه جزء من الحرمة؟ وإذا أمسكت يدها ـ كجزء من أحاسيسي، وتعبير عما بداخلي، وليس شهوة ـ فهل من ذنب؟
وأنا وهي دائماً نتطلع إلى إرضاء الله، وإلى تجنب غضبه، وإذا تم عقد قراننا، فهل من الجائز التحدث في الأمور العاطفية والزوجية التي تخصنا معاً؟ مع العلم أنا وهي دائماً ما يذكر كل منا الآخر بأيام الصيام، وتلاوة القرآن.
شكراً لكم، وجزاكم الله خيراً، وآسف للإطالة.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله العظيم أن يجمع بينكما في خير، وأن يرزقنا وإياكم الرشاد والسداد، وأن يلهمنا رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا.
فاحمدِ الله الذي وفقك لخطيبةٍ تذكرك بالصيام وتذكرها بتلاوة القرآن، ونسأل الله أن يجمع بينكما في طاعته، ولا إشكال في هذا الفارق في السن إذا وُجد التوافق والتفاهم بين الرجل والمرأة، وأعتقد أنكما قد تجاوزتما هذه المسألة.
وأرجو أن تعرف أن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، ولا تبيح للخاطب التوسع في علاقاته مع المخطوبة ولا الخلوة بها ولا يحل له أن يمسك يدها مهما كان الدافع لذلك، واعلم أن الشيطان لا يدعو الإنسان للخطيئة مباشرة، ولكنه يقوم بالتزيين للمنكر، ويأخذ ضحاياه خطوةً خطوة، ولذلك كان النهي القرآني عن اتباع خطوات الشيطان والاغترار بحيله، قال تعالى: ((لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ))[النور:21]، وقال تعالى: ((وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ))[الأنفال:48].
ولابد من الحذر من المخالفات الشرعية، فإن للمعاصي شؤمها وآثارها: ((فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ))[النور:63].
والحوارات في مرحلة الخطوبة لا تُفيد كثيراً؛ لأنها قد تكون قائمة على الخداع والمجاملة، وكل طرف يظهر للآخر أحسن ما عنده، بل ويركب الموجة التي يحبها الطرف الآخر، ويظهر من الصفات والأشياء ما ليس فيه، (المتشبع بما لم يُعط كلابس ثوبي زور) كما أن هذه العواطف الكاذبة تكون خصماً على العواطف الحلال بعد الرباط الشرعي الرسمي المعلن، وهذا مما لاحظناه عند الكثيرين ممن توسعوا في علاقاتهم العاطفية وأطالوا فترة الخطوبة، وبعد الزواج اكتشف كل طرف أن الشريك كان يجامله ويجاريه، ويبدأ الملل والفتور في التسلل إلى الحياة الزوجية الجديدة، كما أن الإنسان إذا توسع في الكلام قد يذكر أشياء تزرع الشكوك والأشواك عند الطرف الآخر، ومن هنا أكرر كل نصحي بالمسارعة في إتمام مراسيم الزواج، واعلموا أن الحب الحقيقي يبدأ بالرباط الشرعي، وهو وحده الذي يصمد أمام صعوبات الحياة، وخير البر عاجله، ورضى الله لا يكون إلا بطاعته، والذي أمر بالصيام وتلاوة القرآن هو الذي نهى عن التوسع في العلاقات العاطفية قبل الزواج الشرعي.
وإذا تم عقد القرآن فقد أصحبت زوجتك رسمياً، ولا بأس من مناقشة بعض الأمور الهامة، مع ضرورة الحرص على إتمام المراسيم وإعلان الزواج، وأرجو أن لا يكون زواجاً مع وقف التنفيذ كما يفعل بعض الناس، فاحرص على أن تأخذ زوجتك لمنزلها، وتبني بها؛ لأن من أهداف الزواج طلب العفاف وإنجاب الأولاد، واعلم أن تأخير الدخلة يسبب قلق لأهل المرأة، وقد تحدث أمور وعوائق أنتما في غنىً عنها، فرتب أمورك، وخير البر عاجله.
نسأل الله لك التوفيق والسداد.

www.islamweb.net