هل ميلي الانحرافي يعد غضبًا من الله علي؟!
2015-06-18 02:56:18 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أعاني من اَلام نفسية أولها وأخطرها الميل لنفس الجنس، لم أشعر يوماً أني ذكر، ولو مرة بحياتي، فكل حياتي أعيش كالأنثى، ولكن -الحمد لله-، لا ألبس لباس الإناث إنما ألبس ثوب رجال -والحمد لله- ولا أزين وجهي، ولا أتمنى ذلك.
لكني دائماً أمر بحالة نفسية كالوسواس، والضيق والشك في الخالق، وأشعر بالإهانة في نفسي عندما أعبد الله، لكن لا ألتفت لهذا الشيء، لكني سأبقى طيلة حياتي أعاني من جميع الأمراض النفسية والجسدية، وسؤالي هو: هل كل تلك الأمور تعد غضبًا من الله عليّ؟ لكن لماذا؟ ما سبب ذلك؟ وهل هو غضب من الله فعلا؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مجهول حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك التوفيق والسداد.
الميل الجنسي أو التفضيل الجنسي قد لا تخلو منه شوائب في بعض الأحيان، وقد تكون هذه الشوائب مصائب، مثلاً الميل التام والممارسة الجنسية مع الجنس المثلي لا شك أنها فاحشة وانحراف كبير.
أنت – أيها الفاضل الكريم – لديك ميول لنفس جنسك، لكن - الحمد لله تعالى – ليس لديك الانغماس الانحرافي، فأنت ترفض هذه المهانة، ومشاعرك الداخلية هي التي تجُرَّك نحو هذا النوع من التفضيل السلبي، وأنا أقول لك: إنك محتاج فقط أن تُسلِّط نفسك اللوامة على نفسك الأمَّارة بالسوء، نفسك الأمَّارة بالسوء هي التي تقودك نحو الميل لنفس الجنس، اجعل نفسك اللوَّامة قويَّة، وصادمة، وهي نفسٌ بالفعل تُنقذ صاحبها إذا أخذ الأمور بجدية واستبصار، حقِّر هذا الفكر حتى وإن أدى ذلك إلى جلد الذات.
وأنصحك نصيحة مهمة جدًّا، وهي: التفكير في الزواج، والسعي نحو الزواج، وفي ذات الوقت عش الحياة التي تُناسب جنسك وجندريتك – أي أفعال الرجال – وعليك بالدعاء، وعليك بالاستغفار، هذا -إن شاء الله تعالى- يُخرجك من هذه الدوَّامة.
لا تكن متهاونًا مع نفسك، احذر تمامًا من الاطلاع على ثقافات سيئة وما تنشره جمعيات الشواذ والمثليين، فقد أصبح لهم صوت، ويُسببون الكثير من الضجيج، فكن واعيًا، كن حذرًا، ولا تقبل لنفسك المهانة.
أيها الفاضل الكريم: الوساوس والضيق والشك الذي تعاني منه أعتقد أنه يحتاج لعلاج دوائي، ونحن في مثل حالتك هذه نقول: إن الأدوية التي تؤدي إلى التحكُّم التام في المشاعر السلبية، وتؤدي إلى تحسين المزاج ستكون مفيدة، عقار (بروزاك Prozac)، ويسمى علميًا باسم (فلوكستين Fluoxetine) على وجه الخصوص سوف يُحسِّنُ من مزاجك، ويزيل وساوسك، وفي نفس الوقت -إن شاء الله تعالى- يقتل تمامًا أو يساعد في قتل مشاعرك الجنوسية.
اذهب إلى الطبيب وسوف يُرتِّب لك الدواء بالصورة التي يراها مناسبة، عليك أن تجتهد وتكون لك صحبة طيبة، واجتهد في دراستك، واسع في بر والديك، وشهر رمضان على الأبواب، وهو فرصة عظيمة لأن ننقي نفوسنا.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، أما بالنسبة للجانب الشرعي فسوف يُجيبك أحد الأخوة المشايخ.
++++++++++++++++++
انتهت إجابة د. محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وتليها إجابة د. أحمد الفرجابي مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
++++++++++++++++++
فمرحبا بك -ابننا الفاضل- الرافض لما يخالف الفطرة - في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يجلب لك الطمأنينة ويحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.
الحمد الله الذي رد كيد الشيطان إلى الوسوسة، بمعنى أن الشيطان لم ينجح في أن يجعلك تحول الأفكار السالبة إلى أعمال مستقبحة، وهذا من فضل الله عليك.
ونبشرك بأن الوسوسة غالبًا تأتي لمن يطلب أن تكون أموره مئة بالمئة، ونذكرك بأنك مأجور على مدافعة ما في نفسك، ونتمنى أن تستفيد من توجيهات الدكتور محمد -جزاه الله خيرًا- وكن على تواصل مع موقعك وانضبط في مشاهداتك وقراءاتك، وتجنب الدخول لمواقع المثليين، أو التحاور مع الملحدين؛ لأن الأصل أن يبتعد الإنسان عن مواطن الشبهات، ومعظم من يكتب في تلك المواقع من الجهلة، ومناقشة المنحرفين من تخصص العلماء المختصين.
وإذا جاءتك الشكوك في العقيدة والخالق، فالوصفة النبوية هي أن تتعوذ بالله من الشيطان، وأن تقول آمنت بالله، وأن تنته، بمعنى أنك تقطع التواتر والتسلسل في الخواطر وتشتغل بأمر آخر مفيد.
والمسالة ليس من الضروري أن تكون غضبًا من الله، بل ربما تكون ابتلاءً من الله، وأنت تؤجر على صبرك، وتنال التكفير والتطهير بصبرك، بل ينال الصابر على البلاء درجات ومنازل لا يبلغها إلا بالصبر على البلاء.
أنت -ولله الحمد- تملك عناصر قوة ونفس خيرة رافضة لما يصادم الفطرة، وتشكل بهذا الرفض سدًا منيعًا فاستعن بالله، وانتقل للمراحل الإيجابية، وأدخل نفسك مع رفقة طيبة، وأقبل على الله، وواظب على الذكر والتلاوة حتى ينفر منك الشيطان، وينكسر وينهزم.
سعدنا بتواصلك ونسأل الله أن يحفظك ويوفقك ونهنئك بشهر رمضان، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.