لا أحب مخالطة الناس وخوفي من قيادة السيارة سبب لي مشاكل، ساعدوني
2015-07-05 01:49:45 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
عمري 21 سنة، أعاني من مشاكل نفسية عديدة، فأنا لا أحب أن أخرج من البيت إطلاقًا لدرجة أني أحيانًا لشهر كامل لا أخرج، ولا أعلم لماذا؟ ولكن لا أحب مخالطة الناس كثيرًا، خصوصًا الغرباء.
مشكلتي العظمى -والتي بدأت تهدم مستقبلي- هي خوفي الشديد من قيادة السيارة، فقد كانت لدي سيارة، وكنت أقودها لمدة سنة كاملة فقط إلى الأماكن القريبة، والتي ليس فيها ازدحام أبدًا، وبسبب هذا الخوف فإني بعد تخرجي من الثانوية لم أكمل دراستي أو أتوظف، وأصبحت عالة على أهلي بكل صراحة.
أنقذوني -جزاكم الله عني ألف خير- لأنني –والله- تعبت نفسيتي، وأصبحت كالميت بروتيني اليومي المتمثل بالنوم والأكل فقط.
شاكرًا لكم جهودكم في هذا الموقع.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Salem حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
رسالتك الأولى كانت متعلقة بموضوع العادة السرية وما سببته لك من مشاكل، والآن أنت تتحدث عن افتقادك للكفاءة الاجتماعية التي سببها المخاوف من المواجهات، وأنا أعتقد أنك محتاج أن تُحسِّن الدافعية لديك، الدافعية هي آليات المقاومة الذاتية التي يبنيها الإنسان ويُحرِّكها في داخله من أجل أن يتغلب على صعوباته. تحسُّن الدافعية قطعًا يجعلك تبتعد عن العادة السرية، وتحسُّن الدافعية يجعلك لا تتهيب المواقف ولا تخافها.
والتطبيقات بسيطة جدًّا، هي أن تُحقِّر فكرة الخوف، أن تعرف أنك مُعطِّل الآن لنفسك، كيف تبقى لشهرٍ كاملٍ داخل المنزل وأنت لست بمعاقٍ؟ اخْرُجْ صلِّ مع الجماعة، اخْرُجْ رفِّه عن نفسك، اخْرُجْ زُر أصدقاءك، اخْرُجْ واصِلْ دراستك حتى وإن افتقدت المسار الأكاديمي المنتظم، فهنالك مسارات تعليمية أخرى غير منتظمة، كالالتحاق بالكورسات، أو الديبلومات الخاصة، أو شيء من هذا القبيل.
لا بد أن تكون هنالك خطوات عملية للتغلب على هذه المخاوف.
الخوف من قيادة السيارة: أنت أدخلت نفسك في هذه الأزمة؛ لأنك لم تُقاوم، فعليك أن تعرف أن هذه السيارة هي نعمة من نعم الله، وأثبتت الدراسات والتجارب أن الذين يلتزمون بدعاء الركوب ويُرددونه بقناعة ذاتية داخلية لا يُواجهون أي نوع من الخوف، فأرجو أن تنتهج هذا المنهج، وبصفة عامة: إذا وضعت برامج مستقبلية وتضع آليات توصلك إلى ما تريد، هذا يُسهل عليك كثيرًا تحسين البناء النفسي؛ ممَّا ينتج عنه ذهاب المخاوف -بإذن الله تعالى-.
عليك بالصدقات والخِلَّة الطيبة، لا بد أن توسِّع من شبكتك الاجتماعية، عليك ببر والديك، هذا يصقل شخصيتك ويطوِّر من مهاراتك وكفاءتك ممَّا يجعلك لا تخاف اجتماعيًا.
لا أرى أنك في حاجة لعقار أو دواء مُعالج للمخاوف، فحالتك بسيطة، ومن خلال ما ذكرته لك من توجيه أعتقد أنك تستطيع أن تتخطَّى ما تعاني منه.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.