أعاني من قلق وتوتر وخوف أثر على حياتي.
2015-06-11 12:26:38 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
من قلب محب لكم ولإنسانيتكم، أدعو لكم بالتوفيق والراحة والسعادة والدرجات العليا في الآخرة على ما تقدمونه من خدمة تساعدون بها الآخرين.
أعاني من قلق وتوتر وخوف، بحيث ضربات القلب تزداد، واليدان تتعرق، والفم والبلعوم يجف عند المواقف، وعند الخروج من البيت. وخلال هذه الفترة ازدادت. وأحاول معالجة نفسي بالقراءة حول هذا الخصوص وبإقناع نفسي، وحتى الآن أصبحت أصبر وأكبح نفسي عندما يأتيني التوتر والخوف الشديد، مثلا في قاعة الامتحان يأتيني قلق شديد، وقلبي يصبح يعتصرني، ويزداد الأمر بالتفكير السلبي، مثلا: ماذا سوف أفعل؟ أنا في وضع حرج جدا، ويتأزم الوضع، لكن -الحمد لله- صبرت، وقررت لو أني سأموت من التوتر فلن أخرج من قاعة الامتحان، وبدأت ألهي نفسي وفكري بحل الأسئلة، وتلاشى القلق وذهب حينها.
تأتيني حالة أيضا من التوتر عند الحلاق نتيجة الانتظار حتى يأتي دوري، وخلال هذه الفترة أخشى أن تأتيني الحالة من التوتر، وفعلا تأتيني، لكن أحاول قدر المستطاع أن أسيطر على نفسي، وأكلم الحلاق وأمازحه عسى أن ينقضي الوقت وأنتهي من الحلاقة وأخرج، ولكن بعد أن يتعبني التوتر نفسيا.
مرت علي مواقف نفسية صعبة جدا صدمات نفسية، ولكني أصبحت أتفهم الأمور، وأسمع لنصائح الناس المنطقية، وأحاول إقناع نفسي بوجود نتائج إيجابية، لكن أريد مساعدا دوائيا للقلق والخوف والتوتر الشديد في المواقف الذي هو نتيجة تراكم الهموم السابقة، وطريقة التفكير السلبية، وتفصيلا للجرعة والمدة، وأن يكون بدون آثار جانبية، وأكون من الشاكرين لكم.
بعض خصائص شخصيتي:
- تواصلي وتفاعلي مع الناس ضعيف؛ لأني منفعل قليلا وسلبي. وليس كل الناس يعجبني التحاور معهم لأنِّي جدي.
- شعور بالنقص في بعض الأحيان.
- مكبوت ومخنوق أغلب الوقت وغير مرتاح.
- حساس وأتأثر من المواقف، وسلبي التفكير.
- القلق والخوف يعيقني في كثير من الأمور في حياتي.
مشاكلي:
- وفاة والدي أثرت في نفسي رغم أنها قبل خمس سنين، فقد كان أبا رحيما ومحبا وطيبا جدا، كان عنده ضغط دم، وأصبح عنده جلطة وأصبحت ساقه ويده اليسرى ضعيفة، وأصبح يمشي باعوجاج، أثر علي موقفه حتى أصبحت أشك أن تصبح عندي جلطة في حينها، وتركت سنة دراسية أيضا.
- رُفضت من امرأة أعجبتني جدا، ورسمت خيالا بأنها تصبح زوجتي، وأما لأولادي، حتى كنت أتخيل تفاصيل حياتي معها، لكن في النهاية رُفضت فأعيش نقصا عاطفيا.
- عندي أفكار وطموحات وأهداف كبيرة في المستقبل، فأهم نفسي عليها، وينقبض قلبي خوفا من أني لن أحققها، في بعض الأحيان أقول مع نفسي: من أنا لكي أحقق هذه الأهداف الكبيرة؟ وأحيانا تفكير معاكس بأن كثيرا من الذين ارتفعوا في الحياة لم يكونوا إلا بحياة بسيطة في السابق، ولكن بالمثابرة والطموح والإصرار نجحوا، وهكذا فوضى فكرية تنعكس على المشاعر.
- طفولتي فيها كثير من الآلام، حرمان بسبب الفقر، ومواقف ضعف أتذكرها كلها.
- لم أنجز شيئا حتى الآن لأثبت لنفسي أني شيء جدير بالتقدير.
- أنا على أبواب تخرج بعد أسبوع من الهندسة المدنية، ولا يعني لي ذلك شيئا.
- لا أحب الذهاب لأي دكتور؛ لأن هذا سوف يزيد توتري.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكرك على التواصل مع إسلام ويب.
بالفعل أنت لديك أعراض أساسية لقلق المخاوف، والإنسان حين يكون في قلقٍ وخوفٍ تأتيه وساوس كثيرة جدًّا، ويدخل في تحليلات سلبية، ويُصاب بعسر المزاج، ويفقد الثقة في مقدراته، ويبدأ في تضخيم صغائر الأشياء، بل يُشخْصِنَها، بمعنى أن الأشياء العامة التي تأتي لكل الناس يعتبرها أنها واقعةً عليه وحده، وهكذا، والإنسان يتفاعل سلبًا مع الأحداث الحياتية.
أنت بالفعل مررت ببعض الظروف، وفاة الوالد –عليه رحمة الله– عدم التوفيق في الزواج، هذه أحداث حياتية لا نُقلل من شأنها، لكن يجب ألا تؤثِّر عليك بالكيفية التي تُعطِّلك وجدانيًا. الذي يظهر لي أنك حسَّاسٌ بعض الشيء.
أيها الفاضل الكريم: اجتهد في دراستك، فأنت على أعتاب التُّخرج، وكن إنسانًا متوازنًا وجدانيًا، نظِّم حياتك، ضع لنفسك آمالًا وبرامج تُدير من خلالها حياتك، مارس الرياضة، كن شخصًا مهتمًّا بأمر أسرته، احرص على أمور دينك... هذه –يا أخِي– تُقوِّي جدًّا من بنيانك النفسي؛ ممَّا يجعل مشاعرك تتحول إلى مشاعر إيجابية.
الحرمان في أثناء الطفولة له وقعه قطعًا، لكن لا أعتبره شيئًا أساسيًا في جميع الحالات، والماضي قد انتهى، والمهم هو الحاضر ولا شك في ذلك.
بالنسبة للعلاج الدوائي: أعتقد أن عقارًا يعرف تجاريًا باسم (زيروكسات Seroxat) ويسمى علميًا باسم (باروكستين Paroxetine) سيكون جيدًا لك، لأنه يتميز في علاج القلق والمخاوف والتوترات ويُحسِّن من المزاج كثيرًا، وأنت تحتاج له بجرعة صغيرة، ابدأ بنصف حبة (عشرة مليجرام) تناولها يوميًا لمدة شهرٍ، ثم اجعلها حبة كاملة –أي عشرين مليجرامًا– استمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها عشرة مليجرام (حبة واحدة) يوميًا لمدة شهرٍ، ثم عشرة مليجرام يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.
هو من الأدوية السليمة جدًّا والبسيطة، وبهذه الجرعة لا أعتقد أنك سوف تحسُّ بأي آثار سلبية منه.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكرك على التواصل مع إسلام ويب.
بالفعل أنت لديك أعراض أساسية لقلق المخاوف، والإنسان حين يكون في قلقٍ وخوفٍ تأتيه وساوس كثيرة جدًّا، ويدخل في تحليلات سلبية، ويُصاب بعسر المزاج، ويفقد الثقة في مقدراته، ويبدأ في تضخيم صغائر الأشياء، بل يُشخْصِنَها، بمعنى أن الأشياء العامة التي تأتي لكل الناس يعتبرها أنها واقعةً عليه وحده، وهكذا، والإنسان يتفاعل سلبًا مع الأحداث الحياتية.
أنت بالفعل مررت ببعض الظروف، وفاة الوالد –عليه رحمة الله– عدم التوفيق في الزواج، هذه أحداث حياتية لا نُقلل من شأنها، لكن يجب ألا تؤثِّر عليك بالكيفية التي تُعطِّلك وجدانيًا. الذي يظهر لي أنك حسَّاسٌ بعض الشيء.
أيها الفاضل الكريم: اجتهد في دراستك، فأنت على أعتاب التُّخرج، وكن إنسانًا متوازنًا وجدانيًا، نظِّم حياتك، ضع لنفسك آمالًا وبرامج تُدير من خلالها حياتك، مارس الرياضة، كن شخصًا مهتمًّا بأمر أسرته، احرص على أمور دينك... هذه –يا أخِي– تُقوِّي جدًّا من بنيانك النفسي؛ ممَّا يجعل مشاعرك تتحول إلى مشاعر إيجابية.
الحرمان في أثناء الطفولة له وقعه قطعًا، لكن لا أعتبره شيئًا أساسيًا في جميع الحالات، والماضي قد انتهى، والمهم هو الحاضر ولا شك في ذلك.
بالنسبة للعلاج الدوائي: أعتقد أن عقارًا يعرف تجاريًا باسم (زيروكسات Seroxat) ويسمى علميًا باسم (باروكستين Paroxetine) سيكون جيدًا لك، لأنه يتميز في علاج القلق والمخاوف والتوترات ويُحسِّن من المزاج كثيرًا، وأنت تحتاج له بجرعة صغيرة، ابدأ بنصف حبة (عشرة مليجرام) تناولها يوميًا لمدة شهرٍ، ثم اجعلها حبة كاملة –أي عشرين مليجرامًا– استمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها عشرة مليجرام (حبة واحدة) يوميًا لمدة شهرٍ، ثم عشرة مليجرام يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.
هو من الأدوية السليمة جدًّا والبسيطة، وبهذه الجرعة لا أعتقد أنك سوف تحسُّ بأي آثار سلبية منه.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.
www.islamweb.net