العادة السرية وتأثيراتها.. وكيفية النهوض بالنفس!
2015-06-04 01:10:27 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب عمري 25 سنة، للأسف ابتليت بالعادة السرية منذ كان عمري 8 سنوات، وأنا الآن أعاني من النحافة وضعف النظر، والسرعة في الكلام، وقليل الصبر وعصبي، وكثير التفكير، وأعاني من بعض الاضطرابات والحركات الشاذة التي أجد نفسي مجبرًا على فعلها عند مواقف محددة مثل: الندم.
مثلا مؤخرًا اشتريت حذاءً وجدته ضيقًا بعض الشيء بعدما اشتريته، فأصابتني نوبة الحركات التي تتمثل في ضغط يدي على بعضها، وتحريك رأسي، مع إحساسي بتأنيب الضمير، وضغط عصبي.
للإشارة هذه النوبة تأتيني كلما ندمت على فعل من أفعالي, ولا أستطيع نسيان ذلك المشكل، حيث أفكر فيه لا إراديًا في العمل، وفي كل وقت، وأعاني أيضًا من الندم على العديد من الأفعال والأقوال التي أقدم عليها بمحض إرادتي، حيث كثيرًا ما يصفني الناس بالغبي من سوء تصرفاتي.
وما زاد الطين بلة هو تهاوني بالعبادة والكسل الذي قهرني، وحطمني، حيث أبدو وكأنني عديم الإحساس، ولا أحس بطعم الحياة حيث تفتقد حياتي للحيوية والنشاط، ولا أملك شخصية قوية، ولا أتأثر أبدًا عندما ينصحني أحد بالذهاب للصلاة, حيث تبدو لي الصلاة كأنها أشغال شاقة.
أرجو منكم مساعدتي، وما الذي أعاني منه؟ هل له علاقة بالعادة السرية أم مرض؟
وشكرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmed nour حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنت بالفعل لا بد أن تتغيَّر، وببساطة شديدة جدًّا: الإنسان إذا أراد أن يتغيَّر يمكن أن يتغيَّر، ولا أحد يستطيع أن يُغيِّره، وهو الذي يُغيِّرُ نفسه، فالله تعالى يقول: {إن الله لا يُغيِّرُ ما بقومٍ حتى يُغيِّروا ما بأنفسهم} والعافية والنعمة لا تزول إلا بتغيير الإنسان منهج الله الذي أراد أن يكون عليه، فالله تعالى يقول: {ذلك بأن الله لم يكُ مُغيِّرًا نعمةً أنعمها على قومٍ حتى يُغيروا ما بأنفسهم}. هذه هي الحقيقة الأولى، وهي مهمة جدًّا.
الحقيقة الثانية: يجب أن تُدرك إدراكًا دقيقًا وتفهم فهمًا سليمًا أن الله تعالى قد حباك بطاقات التغيير، قد حباك بخبرات التغيير، هي مُختبئة في داخل وجدانك، وإذا أردت أن تتغيَّر سوف تُعينك -إن شاء الله تعالى- هذه الطاقات والإمكانات المختبئة. هذه هي الحقيقة الثانية.
الحقيقة الثالثة: -إن شاءَ الله تعالى- أنت على خير ما دمت قد ندمتَ على ما اقترفته، وهذا الندم اعلم أنه بابٌ من أبواب الرحمة العظيمة، واعرفْ أنه دليلُ على أن نفسك اللوَّامة سليمة، ونفسك الأمَّارة بالسوء بدأتْ في الضّعف والانهيار التام -إن شاء الله تعالى- وهذا كله ينقلك إلى النفس المطمئنة والتي قطعًا نُريدها لك، هذه هي الحقيقة الثالثة.
الحقيقة الرابعة – وهي حقيقة مهمَّةٌ جدًّا – هي: أن الإنسان يجب ألا يتحسَّر على الماضي، ولا يخاف من المستقبل، ويعيش الحاضرُ بقوةٍ ليبنيَ مستقبلاً عظيمًا -بإذن الله تعالى- .
الحقيقة الخامسة، هي: ابدأ أنت الآن في التغيير، بناءً على الحقائق الأربع السالفة، أولاً: توقف عن العادة السرية، والقرار سهلٌ جدًّا، نعم العادة السرية ساهمت في إحراق طاقاتك الإيجابية والفعّالة والجيدة التي كان من المفترض أن تُنمِّيك علميًا وفكريًا، وحتى في بناء شخصيتك، لكن لا أسى على ما مضى، الآن يمكن أن تتغيَّر، ويمكن أن تبني نفسك بناءً جديدًا.
اجعل لحياتك هدفًا، وأول أهدافها: يجب أن تُصلي الصلاة في وقتها، والإنسان حين يُدرك عظمة الصلاة حتى وإن كانت أعمالاً شاقةٍ مؤبَّدة سوف يُؤدِّيها، ما أجمل الصلاة، ما ألذَّ وأطيب الصلاة؟! لا تُصل مُفردًا، صل في المسجد مع الجماعة، ولا بد أن تبني علاقات اجتماعية راشدة مع مَنْ هم مثلك من الشباب الصالحين.
وعليك ببر والديك، فبر الوالدين يفتح لك أبواب الخير كله، ويُسهِّل لك الصِّعاب، ويجعل ما هو شاق سهل جدًّا -بإذن الله تعالى- .
نظِّم وقتك، وعليك بالنوم المبكر، وممارسة الرياضة، والقراءة، وعليك بالاطلاع، وأنت الآن في سِنٍّ حان أن تدخل فيها إلى سوق العمل، ولا بد أن يكون لك عمل، وفي ذات الوقت لا توقف مسيرتك العلمية، هنالك الكثير من الكورسات والديبلومات التي يمكن أن يدرسها الإنسان وهو يعمل، هنا تكون قد جعلت لحياتك معنىً.
وأنا لا أريدك أن تُقدِّر ذاتك تقديرًا سلبيًا، لا، أنت مثل غيرك من الشباب، قيِّم نفسك تقييمًا سليمًا، وليس هناك أحد أفضل من أحدٍ إلا بالتقوى، فكن من المتقين حتى تصل لقناعةٍ أنك بالفعل من الفائزين، قال تعالى: { وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ}.
أنت لست في حاجة لعلاجٍ دوائي، أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الصِّلةِ مع إسلام ويب.