مترددة في اختيار التخصص العلمي أو الأدبي، أفيدوني
2015-05-27 04:53:37 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالبة في المرحلة الثانوية، انتهيت من الصف الأول الثانوي ويجب عليّ أن أختار بين القسم الأدبي أو العلمي، -وبفضل الله- درجاتي جيدة في المواد الأدبية والعلمية، وأريد أن التحق بكلية دار العلوم لعلوم اللغة العربية؛ لأنني أعجبت بالمواد التي تُدرس فيها وأحب اللغة العربية أيضًا، ويمكن الالتحاق بها سواء كان التخصص في القسم العلمي أو الأدبي، فصليت استخارة وشعرت أن الأدبي سيكون أسهل لي من العلمي، لأن القسم العلمي يعرف بصعوبة مواده، ولا أرغب بالالتحاق به.
ولكن دار العلوم ليست من كليات القمة، فهي من الكليات التي يمكن الالتحاق بها بمجموع قليل، ولا تتوفر لها وظائف كثيرة، وليست موضع اهتمام الناس، فالقليل من يهتم بدراسة اللغة العربية، على عكس اللغات الأجنبية فكلياتها موضع اهتمام الكثير من الناس.
أصدقائي يحاولون اقناعي باختيار القسم العلمي لأنني جيدة في المواد العلمية، وأبي يريدني أن ألتحق بكلية الطب، ويرى أن القسم الأدبي مضيعة لي، فالمتعارف عليه في مجتمعنا أن طالب القسم الأدبي أقل ذكاءً من طالب العلمي.
فهل أختار الطريق الذي يمكنني من دراسة اللغة العربية والعلوم الشرعية، أم ألتحق بالقسم العلمي ليكون هدفي الوظيفة والمكانة المرموقة، سواء بدراسة اللغة الأجنبية أو الطب؟
أفيدوني جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مودة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أهلاً بك في موقعك "إسلام ويب"، وإنَّا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدِّر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوصِ ما تفضلت بالسُّؤال عنه، فإنَّنا نحبُّ أن نجيبك من خلال ما يلي:
أولاً: لقد أسعدنا حديثك المتقن باللغة العربية مع صغر سنك، وهذا يدل على نبوغك فيه، ونسأل الله أن تكوني ذلك وزيادة.
ثانياً: دار العلوم أو غيرها من الكليات الأدبية المتخصصة، نتفق معك على أن من يدخلها أصحاب الدرجات المتدنية، لكن لعلك تتفقين معنا على أنه لا يبرز فيها، ولا يكون معيداً، ومن ثم أستاذاً في الجامعة إلا أصحاب العقول الصافية والذكاء الحاد.
ثالثاً: يمكنك -أختنا- اقناع والديك بأن دخولك الكلية لأجل أن تكوني دكتورة فيها، وبهذا يجمع الله لك بين الدنيا والدين، وقدرتك العلمية تؤهلك إلى ذلك.
رابعاً: إذا لم يقتنع الأهل فلعل في ذلك الخير لك أيضاً، فما دمت -والحمد لله- متميزة في المواد العلمية، ونحن بحاجة إلى متخصصات في الطب، فلم لا تكونين إحداهن؟ ولعلك بهذا ترفعين الحرج الشرعي عن عشرات، بل مئات الأسر التي لا تريد الذهاب إلى الأطباء الذكور.
خامساً: اعلمي -أختنا- أن دراستك للمواد العلمية لن تكون عائقا أمامك عن الدراسات الأدبية، بل قد تكون مساعدة لك، وأمامك مثال ظاهر بالدكتور زغلول النجار، اقرأي في أباحثه العلمية، وانظري كيف استفاد من العلم التجريبي في كتبه الشرعية.
سادساً: نحن ننصحك -أختنا- أن لا تقدمي على أي فعل إلا بعد الاستخارة، والاستخارة رديفة الخير -إن شاء الله-، وهي كما روى جابر قال: كان رسول اللّه -صلّى الله عليه وسلّم- يعلّمنا الاستخارة في الأمور كلّها، كما يعلّمنا السّورة من القرآن، يقول: إذا همّ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثمّ ليقل: (اللّهمّ إنّي أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم فإنّك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علّام الغيوب، اللّهمّ إن كنت تعلم أنّ هذا الأمر (هنا تسمّي حاجتك)، خيرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال: عاجل أمري وآجله، فاقدره لي ويسّره لي ثمّ بارك لي فيه، اللّهمّ وإن كنت تعلم أنّ هذا الأمر (هنا تسمّي حاجتك ) شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال: عاجل أمري وآجله، فاصرفه عنّي واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثمّ ارضني به، (ويسمّي حاجته ) وفي رواية ( ثمّ رضّني به)، ثم بعد ذلك ثقي أن ما قدره الله لك هو الخير لك.
نسأل الله أن يوفقك ويسعدك، وأن تكوني نفعاً لأمة الإسلام والمسلمين، والله الموفق.