تنتابني نوبات الهلع واختلال الأنية منذ 4 سنوات.. هل أنا مريض نفسي؟

2015-05-28 03:43:38 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

مشكلتي مع نوبة الهلع دامت 4 سنوات، وازدادت إلى اختلال الأنية، وأصبحت أتجنب الذهاب إلى المسجد والأماكن التي حدثت نوبة الهلع فيها، حالتي تزداد سوءًا، حتى في دراستي الجامعية أصبحت فاشلا في الدراسة، وأصبح لدي اكتئاب وتفكير بالسفر يرعبني، حتى أصبحت أتجنب مشاهدة التلفاز، هذه الحالة لا تحدث إلا نتيجة التفكير المفرط ( سوف أموت، أو أشعر، وكأني لا أستطيع التنفس، أو الخوف من الجنون ) وكثرة النسيان، وعدم التركيز وقلق دائم.

لم أذهب إلى طبيب نفسي، ولم آخذ علاجات، والآن أوسوس أني مسحور، وقرأت أعراض السحر، ورأيتها بعضها متطابقة عليّ، لا أعلم كيف أصبحت موسوسًا لهذه الدرجة؟ لا أعلم هل أنا مريض نفسي، أو مسحور؟ مالي إلا ربي، ثم أنتم.

الأعراض:
خوف غير طبيعي، دقات قلب سريعة، وتنميل، تعرق رغم جلوسي في مكان مكيف، الشعور وكأني سوف أموت، أو سوف أجن، الرغبة بالهروب والصراخ.

إذا علمتم دكتورًا جيدًا في المدينة فأرجو أن تخبروني به.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا. إن شاءَ الله تعالى الأمر بسيط، أقلُّ كثيرًا مما تتصوَّر.

أنت تأتيك هذه النوبات، وهي بالفعل نوبات مخاوف، فيها شيء من الهلع، وفيها شيء من الخوف الاجتماعي من وجهة نظري، وما وصفته باضطراب الأنّية هو أحد مكونات القلق الذي تعاني منه، أما بالنسبة لضعف التركيز، فهذا دائمًا من الأعراض المصاحبة لنوبات الهرع والمخاوف.

وسوستك أنك مسحور أو شيء من هذا القبيل: هذا أمر حقيقة شائع اجتماعيًا، وفي بعض الأحيان لا يكون حقيقيا، ولا أراه حقيقيا في حالتك، والمسلم -إن شاء الله تعالى- في حفظ الله تعالى، احرص على صلاتك في وقتها، وأنت في المدينة المنورة ما شاء الله تعالى وهي من خير البلدان، وعليك بالأذكار والدعاء، والله خير حافظا.

بالنسبة لأعراضك: بالفعل تستحق أن تذهب إلى طبيب نفسي، والحالة ليست معقَّدة أبدًا، لا تتأخر أكثر من ذلك؛ لأن التدخل النفسي المبكر دائمًا يأتي بنتائج إيجابية ممتازة جدًّا.

أنت تحتاج لأحد مضادات قلق المخاوف الوسواسي، وعقار (زولفت Zoloft)، أو يعرف تجاريًا أيضًا باسم (لسترال Lustral)، ويسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline) سيكون دواء مثاليًا جدًّا بالنسبة لك، وبعد ذلك الذي تحتاجه هو تجاهل هذه الأعراض، وأن تحرص على النوم المبكر، وأن تمارس الرياضة وتمارين الاسترخاء، وألا تستسلم أبدًا، وتجنبك لمشاهدة التلفاز: هذا أمر خاطئ، وكل الأفكار السلبية التي تأتيك يجب أن تحتقرها، أنت -إن شاء الله تعالى- أمامك مستقبل جيد، ويجب أن تُفكّر على هذا النمط.

إذًا اذهب إلى الطبيب، وحقّر الأفكار، واجعل نمط حياتك إيجابيًا، هذه هي الأسس العلاجية، وأنا متأكد أن عقار زولفت سوف يأتيك منه خير كثير.

المدينة بها أطباء كُثر، أستحضرُ منهم الأخ الدكتور (نادر محمد عثمان مكي) في كلية الطب، والدكتور عاطف، وهنالك أطباء كُثر، فيمكنك أن تسأل عن الأطباء في المستشفيات الحكومية، هذا أفضل.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

www.islamweb.net