الشك في الزوجة بسبب تذكر ماضيها الذي تابت منه

2004-09-23 09:27:01 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب ملتزم - ولله الحمد - وقصتي التي سأرويها غريبة، ولكنني أريدكم أن تساعدوني! أرجوكم! ما لي بعد الله سواكم.

منذ فترة ليست بعيدة، تزوجت من فتاة، وهي ملتزمة - ولله الحمد - وتخاف الله، هذا ظاهرها، والمشكلة هي أنني بعد أن خطبتها، وعقدت القران، بدأت أتذكر أموراً عن ماضي الفتاة كانت منذ حوالي السنتين تقال أمامي، ولكن الغريب عندما عرضت والدتي هذه الفتاة لم أعرفها!

وبعد أن ذهبت لرؤيتها، أعجبتني؛ لكونها ملتزمة، وكان الزواج بعد شهرين من الخطبة، وبدأت أتذكر كل شيء عن الفتاة، والتي هي الآن زوجتي، أنا أكتب هذه الرسالة والدموع تنهمر مني! نعم لقد كانت تخرج مع شاب، وتذهب معه في خلوة، وهذا الشاب صديقي، ولقد كان لها أكثر من علاقة مع غيره من الشباب.

الآن وبعد زواجي منها أتذكر كل هذه الأمور، صدقوني عندما خطبت هذه الفتاة كأنني لا أعرفها! وأنا دائماً ألمح لها، ولكنني لا أواجهها، مع أنني متيقن.

لم أعد أستطيع النظر إلى أصدقائي، أشك بزوجتي! كيف علي التخلص من ذلك!؟ أحياناً أقول أنها تابت إلى الله، فما ذنبها! إلا أنني أتذكر ماضيها بعد الزواج، انصحوني أرجوكم!

مع العلم أن زوجتي حامل الآن، وأنا أمثل حبي لها، وأنا لي نصيحة لجميع الشباب: لا تستمعوا لمن يتكلم في الأعراض! ربما يحدث معكم ما حدث معي.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله أن يعيننا وإياكم لما يحبه ويرضاه، ويوفقنا لحل مشاكلنا جميعاً، اللهم آمين.

اطلعت على استشارتك جيداً، وبتمعن، وقبل الإجابة على سؤالك، أود أن أعرض عليك الآتي، ولعلك تعلم به جيداً، لكنه من باب الذكرى:

1- خلق الله مخلوقاً سماه الشيطان لا راحة له في الدنيا ولا غاية له إلا إيذاء بني آدم في دينهم وأنفسهم، والعمل على إضلالهم، والسعي لإبعادهم عن درب السعادة، ويتخذ في ذلك شتى الوسائل والطرق، ولك أخي أن تقرأ معي إن شئت سورة الناس كلها، وتمعّن فيها، فعمله هو الوسوسة الدائمة، بجانب أنه يعمل جاهداً لإساءة العلاقة الزوجية، واسمع إلى قول الله تعالى: (( فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ))[البقرة:102] اقرأ الآية كلها.

فهذه حقيقة أرجو ألا تغيب عن بالك، وهي عداوة الشيطان لك ووسوسته في نفسك.

2- ألم تعلم يا أخي كذلك أن كل ابن آدم خطاء، عالمهم وجاهلهم، حاكمهم ومحكومهم، غنيهم وفقيرهم، الجميع يخطئون ويذنبون، وليس هناك من معصومٍ إلا الرسل والأنبياء.

وإلا إذا كان الفرد لا يذنب ولا يخطئ أبداً، فلماذا سمى الله نفسه الغفور والتواب لمن يغفر ولمن يتوب؟ إنه يغفر للذين يرتكبون الذنوب والسيئات، بل إنهم إن تابوا فإن الله يحبهم.

3- إنك يا أخي قد مدحت هذه الزوجة بأنها حسنة السلوك والأخلاق، وهذا يعني أنها صارت صالحة، وهو المطلوب الآن.

وأبشرك بما قاله رسولك صلى الله عليه وسلم، أن الإنسان إذا تاب بعد ذنبٍ ورجع إلى الله فإنه يرجع بأفضل مما كان سابقاً، ويكون محبوباً عند الله، والله لا يحب المفسدين ولا العاصين، إنما يحب المتقين، ويحب المتطهرين، فهذه المرأة الصالحة صارت محبوبة عند الله، فواجبك كذلك أن تحبها وتتمسك بها، ثم تلعن الشيطان، وتستعيذ بالله من وسواسه.

فعليك أخي أن تصطحب هذه المعاني الإسلامية، وما يحصل لك من وساوس الشيطان فاطردها بذكر الله تعالى، وأكثر من قراءة الفاتحة والإخلاص والمعوذتين وآية الكرسي، ثم ادعُ الله تعالى كثيراً أن يعينك على ذلك.

وواجب عليك أخي ألا تسيء بها الظن بعد ذلك، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن سوء الظن، وإنني لأخشى إن شعرت زوجتك بشكك في سلوكها أن ينعكس ذلك على علاقتكما الطيبة فتفسد.

فحاول نسيان الماضي بكثرة الذكر كما قلت لك، ونسأل الله أن يعينك على ذلك .

وبالله التوفيق.

www.islamweb.net