بعد إصابتي بمرض في المعدة صرت أخاف من الموت والإصابة بالسرطان.
2015-05-14 04:36:39 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
مشكلتي النفسية بدأت منذ 2011 عندما مرضت بمرض في المعدة، بدأت أخاف من الموت والإصابة بالسرطان وأشياء من هذا القبيل، ثم تعودت على الأمر وصار التفكير في الموت طبيعيا بالنسبة لي.
أنا شخص مدمن على مشاهدة كرة القدم، لا أضيع أي مباراة، ومؤخرا بدأت أتابع كرة السلة بشكل كبير، وفي بعض الأحيان أتابع مبارياتها عوضا عن كرة القدم، هنا بدأت أتساءل مع نفسي: هل لم تعد الكرة تمتعني؟ هل فقط يخيل لي؟ بحكم حبي الجنوني للكرة لم أتقبل هذه الفكرة، ومنذئذ وأنا أعيش صراعا نفسيا رهيبا جدا، عندما أكون أشاهد مباراة ما، أقول مع نفسي: هل ما أشاهد يمتعني أم فقط أتابعه لأني أحب الكرة فقط؟
أنا رافض تماما فكرة ترك مشاهدة الكرة؛ لأني لن أقدر على ذلك ولأن الكرة تشكل 90٪ من تفكيري اليومي.
المرجو إرشادي لحل ينسيني هذه المعاناة، وأعود طبيعيا أشاهد المباريات وأنا مستمتع!
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mhammed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أيها الفاضل الكريم: أنت لديك مخاوف قلقية ذات طابع وسواسي، هي التي جعلتك تتخوف من الموت بالصورة التي ذكرتها، وكذلك الخوف من الإصابة بالسرطان.
فيا أيها الفاضل الكريم: توكَّل على الله تعالى، وعش حياة صحيَّة، والحياة الصحيَّة تعني:
• أن يؤدي الإنسان الصلاة في وقتها مع الجماعة.
• أن يحافظ على الدعاء، خاصة الدعاء المأثور عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مَعَادِي، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ) خاصة ممَّن يخاف الموت أو يخاف عمومًا.
• أن يكون لك ورد قُرآني.
• أن تُحافظ على الأذكار، خاصة أذكار الصباح والمساء.
• أن تصل رحمك، وأن تبرَّ والديك، فإن فيهما البركة في العمر والسعة في الرزق.
• أن تبني في نفسك شعورًا بأنه من الواجب أن تكون نافعًا لنفسك ولغيرك.
• أن تنام مبكرًا وتستيقظ مبكرًا، لأنك تجد من ينام مبكرًا ويستيقظ مبكرًا نشيطًا وحيويًّا ومُقبلًا على أموره بكل قوة ودافعية وإيجابية.
• أن تمارس الرياضة، فإنك تجد من يمارس الرياضة قوي البنية طويل العمر بإذنِ الله تعالى.
• أن يكون غذاؤك متوازنًا؛ لأنك تجد من يفعل ذلك لا يشتكي علةً إلا ما شاء الله.
• أن تكون متواصلا اجتماعيا فعّالًا.
• أن تكون لك خُطط لإدارة المستقبل، وذلك من خلال: أن يكون لك مشاريع آنية، ومشاريع متوسطة المدى، ومشاريع بعيدة المدى.
هكذا الحياة –أيها الفاضل الكريم– وحُسن إدارة الوقت هو سر النجاح للناس، لأن الذي يُحسن إدارة وقته يُحسن إدارة حياته.
بالنسبة للصحة ومتابعتها: هذا يتمُّ –أيها الفاضل الكريم– من خلال التواصل مع طبيب الأسرة مثلاً، مرة كل ستة أشهر؛ لإجراء بعض الفحوصات الطبية الروتينية، هذا أيضًا من وسائل التغلب على المخاوف المرضية والإكثار من التردد على الأطباء.
أرجو أن يكون منهجك قائمًا على ما ذكرتُ لك.
أما بالنسبة لموضوع مشاهدة كرة القدم: فأنا لا أرفض ذلك، لكن يجب ألا يتناقض مشاهدة الكرة مع ما ذكرتُه لك سابقًا، وهو حسن إدارة الوقت لتُحسن إدارة حياتك.
فيا أيها الفاضل الكريم: حدِّد أسبقياتك، وحدِّد واجباتك، وضع برامج يومية تُدير من خلالها وقتك، لا بد أن يكون هنالك وقت للعمل، ووقت للعبادة، ووقت للدراسة، ووقت للترفيه عن الذات، وهكذا. فانتهج هذا المنهج، وهو المنهج المطلوب، وهو المنهج الصحيح، وشاهد كرة القدم بشيءٍ من المعقولية.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.