أمر بنوبة اكتئاب موسمي وأريد أن تفيدوني عن هذه الأدوية
2015-05-05 02:17:39 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
الطبيب المتميز د/ محمد عبد العليم: أنا شاب بعمر 32 سنة، وأتعالج من مرض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، وفي الوقت الحالي أمرّ بنوبة اكتئاب موسمي.
الأدوية التي أتناولها هي:
1- لامكتال 100: قرصا في الصباح وقرصا في المساء.
2- ليثيوم 400: قرصين بعد الأكل.
3- سيروكسات 25: قرصا في الصباح.
في الوقت الحالي أعاني من هبوط في المزاج وعدم رغبة في الخروج من البيت، كما لا أريد أن أقوم بأي عمل، وأصبحت أهمل في نظافتي الشخصية، ولا أستحم ولا أحلق شعري وذقني، كما أعاني من صعوبة في الدخول للنوم بسرعة.
قد لاحظت أنه عند تناول الجرعة الصباحية من لامكتال أحس بتحسن ملحوظ في المزاج ويصبح مزاجي جيدا إلا أن هذا التحسن يحدث في بعض الأوقات ولا يحدث بشكل مستمر ومتواصل. فهل أرفع الجرعة من لامكتال إلى 300 مليجرام في اليوم؟
بدأت في تناول قرص من ويلبوترين 150 في الصباح، فما رأي سيادتكم في ذلك؟ ومتى يبدأ مفعول ويلبوترين في العمل والظهور؟
هل يسبب ويلبوترين ارتفاعا في ضغط الدم؟
هل يسبب تناول الليثيوم هبوطا في المزاج؟
أريد من سيادتك الاهتمام بسؤالي لأن حالتي ليست جيدة، كما أني أثق في رأيك الجليل، وأريد من سيادتك التعليق والإضافة الكريمة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جمال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
قطعًا أنا على إلمام تام بكل مراسلاتك لنا، وأشكرك كثيرًا على هذه الثقة في هذا الموقع، وأسأل الله أن ينفع بنا جميعًا.
يا أيها الفاضل الكريم: أنا دائمًا أريدك أن تعطي الأفضلية والأسبقية لرأي طبيبك المعالج، هذا أفضل كثيرًا، ومساهماتي أنا أسأل الله تعالى أن تكون هي أيضًا في مصلحتك، لكن قطعًا طبيبك أدرى بحالتك مني، وأنت في ذات الوقت متفهمٌ لنفسك ومتفهمٌ لذاتك، ولديك خبرة –الحمد للهِ تعالى– ممتازة جدًّا حول حالتك وحول الاضطراب الوجداني ثنائي القطب.
بالنسبة للأدوية –أيها الفاضل الكريم– قطعًا تُساهم في علاج حالتك بصورة ممتازة جدًّا، لكن أريدك أن تكون صاحب إرادة وإصرار وتوجهات إيجابية للتغلب على كل الصعوبات النفسية.
الآن من الواضح أنك تعيش في مزاج اكتئابي، وأنت تعرف أن تبديل المشاعر والأفكار لنجعلها أكثر إيجابية هي أفضل وسيلة للخروج من الاكتئاب، كما أن الأفعال يجب ألا تُساوم فيها أبدًا، لا تتردد، فعليك أن تنام في وقت النوم، وتستحمَّ في وقت الاستحمام، وتتواصل اجتماعيًا، مهما كانت مشاعرك، لا بد أن تُفعِّل ضلع الفعالية –كما نسميه– ضلع الأداء، هذا مهم جدًّا.
هذا هو التأهيل النفسي: أن يعرف الإنسان النواقص والإخفاقات ويتغلب عليها بذكاء، وأنت -إن شاء الله تعالى- لديك المقدرة للتغلب على الاكتئاب.
لا بد أن تُشارك مشاعرك هذه مع أحد الأصدقاء ممن تحبهم أو أهل بيتك، عبِّر له عن مشاعرك، وأنا متأكد أنك سوف تجد منه السند والدافع الإيجابي الذي يُساعدك على الخروج من هذه الحالة.
بالنسبة للأدوية: كما ذكرت لك سلفًا، أنت تتناول أدوية ممتازة جدًّا، واقتراحك حول رفع جرعة اللامكتال إلى ثلاثمائة مليجرام، أنا أعتقد أن الجرعة يمكن أن تكون حتى مائتين وخمسين مليجرامًا ما دمت أنت تحسّ بالتحسُّنِ حين تتناول الجرعة الصباحية، فاجعل جرعة الصباح مائة وخمسين مليجرامًا وجرعة الليل مائة مليجرام، والسِّرُّ وراء رفع جرعة الصباح هو أن الاكتئاب دائمًا يتعاظم ويتضخم ويتجسد أكثر في الصباح، وأنت من تجربتك أن جرعة الصباح تؤدي إلى التحسُّنِ، فقم بذلك -إن شاء الله تعالى- ولا توجد أي مشكلة.
أنا أعتقد أن الزيروكسات عقار ممتاز جدًّا لعلاج الاكتئاب، خاصة بالنسبة للذين يعانون من تمكُّن القطب الاكتئابي ممَّن هم تحت وطأة الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، والزيروكسات لا يدفع نحو القطب الهوسي.
إضافة الويلبيوترين لا بأس بها –أيها الفاضل الكريم– لكن أعتقد أن العلاج الأساسي سيكون الزيروكسات بجانب العلاجات الأخرى.
الويلبيوترين لا يُسبب ارتفاعًا في ضغط الدم، وفعاليته –أيها الفاضل الكريم– تظهر بعد عشرة أيام تقريبًا، وإن كان هنالك تفاوت فيما بين الناس.
سؤالك: هل يُسبب الليثيوم هبوطًا في المزاج؟
لا، الليثيوم له فعالية كمضاد للاكتئاب، وكثيرًا ما يُعطى للاكتئاب النفسي أحادي القطب حين يكون مقاومًا للعلاج ومُطبقًا، فالليثيوم دواء جيد جدًّا.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.