أخاف خسارة شهادتي لأن الاكتئاب منعني من الدراسة ومن مقابلة الناس
2015-05-04 23:42:15 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا فتاة عمري ٢٦ عاما، أعاني منذ سنة من مشاكل نفسية واكتئاب منعاني من إكمال دراستي، وأريد حلا سريعا كي لا أخسر شهادتي، لا يعلم أحد عن مشكلتي، فأنا أجد صعوبة بالغة في التنفيس عما بداخلي، وإذا حصل وتحدثت مع أحد عن مشكلتي أشعر بضيق أكبر لذا أمتنع عن البوح، أصبحت لا أطيق النظر إلى الكتب بالرغم من تفوقي وحبي لطلب العلم، حتى أني لم أعد مقتنعة بأني متفوقة، وآسفة على إنجازاتي.
وأشعر بفتور كبير في العبادة والمشاعر بشكل عام، أغلقت كل الطرق المؤدية إلى التواصل مع الناس وأكره ملاقاتهم، وأتحجج كل مرة إذا طلب أحدهم مني اللقاء خصوصا إذا كان مكان الاجتماع في الجامعة، فأنا لا أريد دخولها ولا رؤية أحد من الهيئة التدريسية، طوال اليوم أشعر بكتمة واختناق، وأحيانا تزداد الحالة سوءا لدرجة الشعور بأعراض جسدية كثقل الحركة، وألم في منطقة الصدر، مع العلم أني أعاني أصلا من الشقيقة، وازدادت نوبات الألم في الفترة الأخيرة بسبب سوء حالتي النفسية، ويترافق معها ألم في الرقبة والكتف، والقلق والتوتر لا يفارقانني أبدا، قد لا يشعر أحد بما أعانيه لأني أجيد إخفاء مشاعري.
ولتأخر زواجي نصيب في تأزم حالتي النفسية، فالقلق الدائم الذي أراه من أمي أثر علي بالرغم من أني طلبت منها عدم التحدث معي في الموضوع، فأنا وحتى فترة قريبة لم أكن قلقة من الموضوع بهذا الشكل، لكن تكرر طلبات الزواج غير المناسبة، وما يصاحب كل طلب من ضغط نفسي ويأس وخيبة أمل أراها على أمي شكلت لدي قلقا دائما، ورغبة قوية في التخلص من الموضوع بأي شكل من الأشكال.
هل هناك أدوية يمكن أخذها بدون الحاجة إلى استشارة طبيب؟ حيث لا إمكانية للذهاب للطبيب لعدم توفر التخصص نهائيا في منطقتي والمحيط بها.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية، بالفعل أعراضك حادة بعض الشيء، وهي أعراض قلقية أدت إلى عدم قدرتك التكيف والتواؤم ومواكبة المتطلبات الدراسية، وعلى المدى البعيد أعتقد أنه يوجد لديك تراكمات نفسية سلبية تتمثل في وجود شيء من الاكتئاب النفسي الذي لم يصل -والحمد لله- تعالى إلى درجة الكدر أو السوداوية في المشاعر، أعتقد أن التدخل الطبي الناجع والسريع مهم وهذا سوف يفيدك كثيراً.
اذهبي إلى الطبيب حتى وإن لم يكن طبيبا نفسيا، أنت محتاجة لدواء يسمى زاناكس البرازولام، هذا الدواء لا يمكن أن يصرف إلا بواسطة وصفة طبية، تناوليه بجرعة ربع مليجرام صباحا ومساء لمدة ثلاثة أيام، ثم ربع مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أيام أخرى، ثم ربع مليجرام ليلاً يوما بعد يوم لمدة أربعة أيام ثم توقفي عن تناوله، فهو دواء رائع جداً يكبح جماح القلق والتوترات خاصة حين تكون هنالك ضيقة في الصدر، وعدم القدرة على التنفيس عن الذات.
وفي ذات الوقت طبقي تمارين الاسترخاء بكثافة ثلاث مرات في اليوم على الأقل، اجلسي على كرسي مريح في غرفة ذات إضاءة خفيفة، أو يمكن أن تنامي على الفراش على ظهرك، أغمضي عينيك وتأملي في شيء جميل، افتحي فمك قليلاً وضعي يديك على جانبيك ثم خذي نفسا عميقا وبطيئا عن طريق الأنف، املئي صدرك بالهواء، أمسكي الهواء لمدة أربع ثوان، ثم بعد ذلك أخرجي الهواء بكل قوة وبطء عن طريق الفم، هذا التمرين كرريه خمس مرات متتالية بمعدل ثلاث مرات في اليوم، وذلك لمدة أسبوع ثم اجعليها مرتين في اليوم لمدة أسبوعين، ثم مرة واحدة في اليوم لمدة أسبوع تقريباً، التطبيق الدقيق والمتأني مع التأمل الإيجابي لهذا التمرين سيفيدك كثيراً.
والعلاجات على المدى البعيد قطعاً هي أن تكوني إيجابية في تفكيرك، أن لا تتشاءمي حول الزواج، أسأل الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح، وضعي برامج حياتية قصيرة المدى ومتوسطة المدى ثم بعيدة المدى، وأحسني إدارة الوقت، هذا كله يساعدك كثيراً، والطبيب حتى وإن كان طبيباً عمومياً لا مانع أن يصف لك أحد مضادات الاكتئاب ومحسنات المزاج، عقار مثل بروازك تناوليه بجرعة كبسولة واحدة 20 مليجرام يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ثم كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناوله، أعتقد أن ذلك سوف يكون كافياً، أما البرازولام فهو الدواء الإسعافي الذي وصفناه لك سلفاً مع التوضيح الدقيق لطريقة الاستعمال، أسأل الله تعالى أن ينفعك به.
وبارك الله فيك وجزاك الله خيراً.