خطيبي يسيء معاماتي فهل أتركه أم أستمر معه؟
2015-05-04 01:07:20 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة عمري 25 سنة، على خلق ودين وهداية، مخطوبة منذ سنتين ونصف بدون عقد قران لرجل على خلق عال، أتحدث أنا وخطيبي على الهاتف يومياً، وأسمع كلامه وأنفذه بما يأمرني به الدين الحنيف، وأسعى لإرضائه، وأبتعد عن كل ما يغضبه، وهو يتدخل في كل ما يخصني من لبس وتصرفات.
ولكنني أشعر بالضيق من تحكمه في أموري، وأقع في حيرة من أمري بين رغباته ورغبات أهلي، ثم أحل ذلك الخلاف بما يرضيه، وأتحدث معه بصدق رغم أنه لم يصبح زوجي حتى الآن، فمثلاً يمنعني من الاختلاط، وأنا طالبة طب وأتعرض للتدريب في المستشفى مع الأطباء، رغم أنني لا أقترب منهم ولا أتحدث معهم، ولا أعرف غيره من الرجال.
طلبت منه التوقف عن المكالمات الهاتفية، فربما زادت مشاكلنا لأن كلامنا مع بعضنا يغضب الله، ولكنه رفض ذلك لحرصه على معرفة أخباري، وأخذ يسبني ويشتمني، وأنا أتمالك نفسي حتى لا أغضبه، ولكنني أفقد السيطرة أحياناً، فأرد عليه إهاناته لي، ثم أندم بعد ذلك، وبعدها قال لي: لن تكوني زوجة صالحة لأنك تردي علي الإهانة، فهل فعلاً لن أكون زوجة صالحة كما يقول؟
لا أتحمل أن يشتمني أحد، ولا أحب الظلم، وأكثر من الاستغفار والصلاة، وأشعر بأن الله غاضب مني، واستخرت الله تعالى هل أتركه أم أستمر في هذه الخطوبة، وهل يحق له شتمي وإهانتي قبل أن أصبح زوجته؟
أفيدوني جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الصالحة بحول الله وقوته- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، والسعي نحو الكمال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يصلح الأحوال، ويحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.
لقد أحسنت ببعدك عن الرجال جهدك، وأمتنا بحاجة لطبيبات فاضلات صالحات، يرفعن الحرج عن بناتنا وأمهاتنا المريضات، ونسأل الله أن يوفقك ويرفعك درجات.
وأرجو أن تعلمي أن زعم خطيبك أنك لن تكوني زوجة صالحة ليس في مكانه، وعليه أن يسعى في إصلاح نفسه، ولن يكون إلا إذا ترك السب والشتم والإساءة، والمسلم ليس بسباب، ولا لعان ولا فاحش ولا بذيء، والرسول -صلى الله عليه وسلم- هو القائل: (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر).
ونحن لا ننصح الخاطب بالإكثار من الأوامر، ولكننا ندعوه لتحويل الخطبة إلى عقد زواج، والاستعجال في الدخول على أهله، وعندها سوف يسهل التنفيذ للتوجيهات، والتعاون على الخيرات.
وكم تمنينا لو عرضت لنا نموذجا من القضايا الخلافية، حتى نستطيع أن نفهم الوضع، ونتصور ما يحدث، والحكم على الشيء فرع عن تصوره، ونتمنى أن لا تهتز ثقتك بنفسك لأجل كلامه، فأنت أعرف بنفسك، وربنا أعلم بك منك ومنه، فاستمرى على ما أنت عليه من الخير، واقصدي بكل طاعة وجه الله، وأرجو أن لا تحملك إساءته -إن حصلت- على الإساءة، وحافظي على ما كنت عليه، وقابلي الإساءات بالإحسان.
وهذه وصيتنا لك: بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.