علاج الإنهاك النفسي والجسدي بعد الإصابة بالإنفلونزا
2015-04-28 03:28:18 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكركم على إتاحة الفرصة لنا لطرح استشاراتنا مجاناً، لا حرمكم الله الأجر.
عمري 28 عاما، متزوج، وأعمل معلما، ومنذ سنة ونصف شعرت بداية بانفلونزا موسمية، ولكن بعدها استمرت أعراض التعب والوهن والخمول، تعب عند أقل مجهود عضلي أو عقلي، وتعب عند الوقوف، بالإضافة إلى عدم تركيز في النظر، وكذلك عدم اتزان خفيف، يزداد عند الإرهاق والقلق أيضاً، وضعف في الأقدام أحياناً، ووسواس من الأمراض الخطيرة.
وصاحب ذلك حالة من الاكتئاب المتقطعة، والأعراض تخف تارةً، وتزداد تارةً أخرى, وجميع الفحوصات كانت سليمة ولله الحمد، عدا نقص فيتامين (د)، وزيادة في الكولسترول، علماً بأني في الآونة الأخيرة كنت قليل الحركة جداً، وكذلك ازداد وزني بصورة ملحوظة، ما تشخيصكم؟
بارك الله فيكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ راكان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
كثيرًا ما يحسُّ الناس بشيء من الإنهاك والإجهاد النفسي والجسدي بعد الإصابة بالإنفلونزا، واكتئاب ما بعد الأنفلونزا معروف جدًّا لدينا في الطب النفسي، والالتهابات الفيروسية كثيرًا ما تؤدي إلى عُسْرٍ في المزاج، لا أقول إنك قد أُصبتَ باكتئاب حقيقي، لكن قطعًا الأعراض التي تحدثت عنها من آلام جسدية وتعب وعدم شعورك بالتوازن الصحي السليم، أعتقد أنه قد أصابك شيء من الاضطرابات النفسية البسيطة التي تكون ناتجة من الإصابات الفيروسية.
وموضوع الخوف والوساوس التي انتابتك هي ناتجة ممَّا تعاني منه عضويًّا: الوهن، الآلام، قضية عدم التركيز في النظر، هذه بالطبع تجعل الإنسان قلقًا، وقد يُوسوس الإنسان حولها، لكن الموضوع ليس خطيرًا أبدًا، الموضوع بسيط جدًّا، وأعتقد أن الحالة ناتجة من الإصابة الفيروسية التي حدثت لك، وهذه الأمور يُعالجها الزمن، بمعنى أن الإنسان سوف يستعيد صحته تدريجيًا، هذا أمرٌ معروف تمامًا.
وأنت الحمد لله فحوصاتك سليمة، ممتازة، لكن نقص فيتامين (د) لا بد أن تُعالجه، لأن فيتامين (د) يُولِّد الحيوية لدى الإنسان، الحيوية العضلية والحيوية النفسية، وزيادة الكولسترول هذه يجب أن تُتابعها، وقم بإعادة الفحص بعد ثلاثة أشهر مثلاً، بشرط أن تكون صائمًا لمدة أربع عشرة ساعة على الأقل، هذا أمر ضروري جدًّا.
والذي أراه الآن هو أن تنتظم في الرياضة، الرياضة هي علاج حالتك، الرياضة تؤدي إلى تنشيط الخلايا العصابية الدماغية، تؤدي إلى ترميم خلايا الدماغ والجسم، الرياضة فيها فائدة عظيمة جدًّا، فأرجو أن تعطيها الأهمية المطلوبة، لأنها هي وسيلة علاجك، وأيضًا لا بد أن تقوم بالترتيب الغذائي الصحيح، لأن زيادة الوزن لا شك أنها مُشكلة، وكما ذكرت لك لا بد أن تعوض فيتامين (د).
ولا تعامل نفسك كإنسان معطل أو مُعاق أو شيئا من هذا القبيل، لا، يجب أن تعيش الحياة بكل قوة، تستمتع بالحياة، وتجتهد في عملك، وتحرص على صلاتك، وكما قلنا لك الرياضة أمرٌ مهمٌ جدًّا، وتعيش حياتك الأسرية على أفضل ما يكون، ولا أعتقد أبدًا أنك في حاجة لأي دواء نفسي.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.