هل يمكن لمرض السكر منعي من الزواج؟ ومتى يمكنني مصارحة الخاطب به؟
2015-04-26 04:53:17 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم على هذا الموقع المبارك.
أنا فتاة محافظة وأكمل دراسة الماجستير، سمعتي طيبة -بفضل الله- أصبتُ منذ ثلاث سنوات بمرض السكري، وأستخدم الحبوب لضبط السكر, لكنني أفكر هل يمكن لهذا المرض منعني من الزواج والأمومة، خصوصاً وأن شبابنا لا يقبلون إلا بالفتاة السليمة, أنا راضية، وأعلم أن الزواج قسمة ونصيب, لكني أريد معرفة مدى تأثير المرض على الزواج أو الأطفال مستقبلاً، وما هي نسبة حمل الأطفال للمرض؟
وإذا خُطبت فمتى أخبر الخاطب بمرضي؟ هل أخبره بعد الموافقة التامة؟ وهل تنصحون بأن يخبر أبي أو أخي الخاطب أم نخبر أمه وتبلغه؟
فكما تعلمون أن الأمهات يفضلون أن يستقر ابنهم مع زوجة سليمة، علماً أني خُطبت كثيراً ولكن يأتي الرفض مني أو منهم أحياناً لأسباب أخرى قبل علمهم بإصابتي بالسكر.
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سديم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يكتب لك الشفاء، وأن يرزقك بصالح من الرجال، وأن يصلح لنا ولكم الأحوال، وأن يحقق في طاعته الآمال.
مرض السكر كما يقال مرض صديق، ومع المحافظة على النظام الغذائي وشيء من الرياضة والحركة، يسهل الأمر جداً، وليس هناك داع للانزعاج؛ لأن السكر مرض معروف، ويكاد يوجد في كل أسرة في أحد أفرادها أو الجيران، كما أن وسائل التحكم تتطور، ونسأل الله أن يمتعنا والمسلمين بالعافية، وأن يكتب الثواب العظيم لكل مبتلى.
يفضل إخبار من يتقدم من البداية، ولا مانع من عرض الأمر على الوسيط، وسوف يأتيك ما قدره لك القدير، كما أن من الشباب بل من الصغار جداً من هو مصاب بالسكري، ولا بد أن يدرك النساء والرجال إننا بشر، والنقص يطاردنا والكمال محال، ومن هنا تتجلى عظمة وكمال التوجيه النبوي الوارد في قوله -صلى الله عليه وسلم-: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر)، ونعم الله مقسمة، فهذه يعطيها عافية، وتلك يمنحها علم وشهادات، وثالثه يرزقها بزوج وقد تحرم من الولد، وهكذا، والسعيدة هي التي تعرف نعم الله عليها، فتقوم بشكرها، فتنال المزيد من الكريم الحميد.
وقد مرت معنا نماذج تحققت لها نجاحات بفضل رضاهم بعد توفيق رب الأرض والسموات، وقد شعرنا من خلال استشارتك برضاك وعجبا لأمر المؤمنة إن أمرها كله لها خير، وليس ذلك إلا للمؤمنة، إن أصابتها سراء شكرت فكان خيرًا لها أو أصابتها ضراء صبرت فكان خيراً لها.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والعافية والسداد، لقد أسعدنا تواصلك مع موقعك، ونفرح بالاستمرار في التواصل، ونسأل الله أن يجعلنا جميعا ممن إذا أعطي شكر، وإذا ابتلي صبر، وإذا أذنب استغفر.
انتهت إجابة (د. أحمد الفرجابي) ... استشاري (الشؤون الأسرية والتربوية).
تليه إجابة (د. حاتم محمد أحمد) ... استشاري (استشاري أول في طب الأطفال).
++++++++++++++++++++++++
شفاك الله وعافاك، بالنسبة لتأثير السكر على الزواج والأبناء فتكون المشكلة فقط في ما إذا كان معدل السكر مرتفعاً، وغير متحكم به، وبالتالي قد يؤثر سلباً على نمو الطفل في الرحم والمشيمة، وبالتالي قد يؤدي إلى إما زيادة في حجم الجنين، أو انخفاض في حجمه، وكلا الحالتين لها تأثير سلبي على المولود، كما قد يؤدي إلى الولادة المبكرة، والتي أيضًا لها عواقبها، وكل هذه المشاكل يتم التحكم بها بتنظيم نسبة السكر في الدم، وهذا هو الأساس في التعامل مع السكر بالنسبة بالمعرفة التامة، والمحافظة على النظام الغذائي الصحي، والرياضة، وحفظ معدل السكر إلى المعدل الطبي باستخدام العلاج المناسب، مع المتابعة الدورية مع الطبيب المختص.
والله الموفق.