لا أحسن التحدث والتعامل مع الإناث!

2024-01-28 01:43:05 | إسلام ويب

السؤال:

السلام عليكم

أنا إنسان ناجح وسعيد في حياتي -والحمد لله-، ولكن عندي مشكلة تؤرقني جداً منذ عدة سنوات ولم أستطع إيجاد حل لها، ألا وهي التحدث والتعامل مع الإناث، وأقصد جميع الإناث قريباتٍ أو غريبات، صغيراتٍ أو كبيرات.

عندما أقترب من أي امرأة أحس بانقباضٍ في صدري، ولا أستطيع التحدث جيداً حتى إنهن ينفرن مني، وإذا كنت في مكان عملي وجاءت امرأة تستفسر عن شيء تنظر إلي ثم تسأل أي أحد من زملائي.

إنني عندما أذهب لأي مكان فيه فتيات أو نساء تضيق بي الدنيا، علماً أنه ليس في قلبي شيء من الكراهية لهن، بل على العكس أحبهن وأحترمهن جداً، وأتمنى أن أجد شريكة حياتي بأسرع وقت، حقيقةً إن هذا الموضوع أثر بشكل سلبي على حياتي وعلى علاقاتي الاجتماعية.

رجاءً ساعدوني.

---

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

ما تعاني منه هو نوع من الرهاب الاجتماعي المتجه نحو الجنس الآخر، وقد يكون سببه أسلوب التنشئة الاجتماعية الذي تعرضت له منذ الطفولة الخاص بالنظرة للمرأة، وهذا الإحساس قد يحسه أيضاً الشخص الذي تربى في مجتمع ذكوري.

لا بد أن تعلم أن الله تبارك وتعالى خلقك في أحسن تقويم، واحمد الله على نعمة العقل فهي أعظم النعم، لذلك لماذا الخوف؟ ولماذا الرهبة من النساء المخلوقين مثلك؟ فكل الناس لها محاسن ولها عيوب والكمال لله وحده.

تقديرك غير الواقعي للمرأة ولنفسك هو سبب الخوف والتوتر، لأن هذا ناتج عن النظرة السلبية لنفسك، والتقييم المتضخم للجنس الآخر، فحاول تعداد صفاتك الإيجابية، ولا تقارن نفسك بالآخرين في هذا المجال، انظر إلى المرأة بأنها الأم والأخت والعمة والخالة والجدة، وغيّر المقياس أو المعيار الذي تقيّم به الناس، فأفضل المقاييس على الإطلاق هو المقياس المستمد من الكتاب والسنة، فتقوى الله عزّ وجلّ هي المحك الحقيقي لتقييم الشخصيات، فالمظهر الخارجي والوضع الاجتماعي والاقتصادي وغيرها من الأمور الدنيوية ليست هي الأصل الذي يجعلنا نحترم الناس أو نخاف منهم.

نرشدك بالآتي:

1- تذكر حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: كنت خلف النبي -صلى الله عليه وسلم- يوماً، فقال: (يا غلام، إني أُعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سأَلت فاسأَل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعـوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف).

2- حاول تصوّر المواقف قبل حدوثها، وضع لك استراتيجية معينة للقيام بتطبيقها إذا حدثت مثل هذه المواقف، مثلاً إذا سألتني إحدى النساء عن شيء يخصني سأقوم بالخطوات التالية: أقول لها: تفضلي ماذا تريدين؟ أو ماذا تقصدين؟ أسألها وأتأكد من طلبها، أقول لها: الأمر قد يحتاج لبحث أو يحتاج لوقت ... وهكذا بالنسبة لبقية المواقف.

3- لا تركز على نفسك وعلى شكلك في مثل هذه المواقف، واخرج من الدائرة المغلقة بالنظر إلى مضمون الموقف، سواء في اجتماع أو في مواقف عرضية.

4- غض البصر عن الأجنبيات؛ فهذا يكسوك المهابة والاحترام والتقدير من قبل الآخرين سواء كانوا نساء أو رجالاً.

وفقك الله تعالى لما فيه الخير.