أسكن مع زوجي في منزل خالته وأريد سكنًا مستقلًا، فما نصيحتكم؟

2015-04-15 02:45:40 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

أنا سيدة متزوجة، ونسكن أنا وزوجي وأبنائنا في بيت خالته، وهذا الوضع لا أرضاه لنفسي، وأشعر بالذل في بعض الأحيان، وأطفالي يعيشون حالة عدم الاستقرار، فهم بحاجة لمنزل خاص بهم يرتاحون فيه، ماذا أفعل لكي أقنع زوجي بأن يخبرهم بالحقيقة؟

أنا مستعدة للسكن مع أمه وأخته، ولكن ليس مع أسرة أخرى تعكر علينا أنا وأولادي حياتنا، حتى أن زوجي لا يستطيع أن يستمر في عمل؛ وذلك لأن جميع أمور البيت تقع على عاتقه، بما فيها توصيل أبناء خالته للمدارس.

أشعر أن حياتنا كلها متمحورة حول هذه الأسرة، أليس على زوجي أن يوفر لنا السكن المريح، أم أنا على خطأ؟

أنا مصابة بالتوتر من الوضع الحالي، وأخاف أن أكون على خطأ فيما أقول، ومن أولى بالنسبة لزوجي: أنا وأبنائه، أم أسرة خالته؟

أرجوكم أريد إفادتكم، وجزاكم الله عنا خير الجزاء، متأسفة جدا على الإطالة، وشكرا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حلا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يُسعدنا اتصالك بنا في أي وقتٍ وفي أي موضوعٍ، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف عنكم كل سوء، وأن يعافيكم من كل بلاء. كما نسأله تبارك وتعالى أن يُصلح ما بينك وبين زوجك، وأن يُصلح حالكم، وأن ييسِّر أموركم، وأن يوسِّع أرزاقكم، وأن يمُنَّ عليكم ببيتٍ طيبٍ مستقلٍّ تعيشون فيه حياةً طيبةً كريمةً بعيدةً عن الآخرين.

وبخصوص ما ورد برسالتك – أختي الكريمة الفاضلة –: فإني أحب أن أبيِّن لك أمرًا في أول كلامي، وهو أن أي شيء يتم بالحوار وبالإقناع فإنه يكون سهلاً ميسورًا، بدلاً من أن نتخذ مواقفًا ضد بعضنا، دون أن نُفاتح بعضنا ودون أن يتكلم بعضنا مع بعض، أتمنى كسر هذه الحواجز، زوجك هو زوجك وأبو أولادك، فما المانع أن يكون بينكما حوارًا هادئًا، حتى وإن تكرر عدة مرات، على شرط اختيار الوقت المناسب والكلام المناسب والمكان المناسب للكلام، وعرض الأمر عليه، وإشعاره بما تعانين منه؛ لأن هذا من حقك فعلاً، من حقك أن يكون لك سكن مستقل، وهذا حق لا يُنكره أحد، وهو حق شرعي.

فإذًا – بارك الله فيك – هذا أمرٌ قابلٌ للنقاش وقابلٌ للحوار، ولكن يحتاج – كما ذكرت – إلى اختيار الفرصة المناسبة، وأن تكون خارج البيت، فتكلمي مع زوجك واعرضي عليه وجهة نظرك، واستمعي إليه أيضًا، فقد يكون له وجهة نظرٍ أخرى، وقد تكون هناك أمور خفية أنت لم تقفي عليها ولا تعرفين عنها شيئًا، فإن عرفتيها لعلَّ هذا أن يُغيِّر من وجهة نظرك وأن يُغيِّر من موقفك، وأعتقد أن المسافة بينك وبين زوجك ليست بعيدة، فأنتما تبيتان في فراشٍ واحد، ولعله الآن أقرب من والديك بالنسبة لك جسدًا وروحًا.

أرى – بارك الله فيك – البدء بالحوار الهادئ والنقاش، واعرضي على زوجك وجهة نظرك، واستمعي إليه، وحاولي أن تُقدّري ظروفه، فإن وجدت الرجل معذورًا فاقبلي عذره؛ لأن الله تبارك وتعالى قال: {لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها} وقال: {لا يكلف الله نفسًا إلا ما آتاها}، أحيانًا نحن قد نحكم على الظاهر، ولكن لو عرفنا الحقيقة لعذرنا الناس، وهذا الذي ينبغي أن يكون.

ومن هنا فإني أرى الحوار الهادئ، على أن تلتمسي العذر لزوجك، حتى وإن أصر على ما هو فيه، ولم يُبْدِ لك قناعة فليس أمامك إلا الصبر، مع الدعاء والإلحاح على الله تعالى أن يُصلحه، واعلمي أن الدعاء أقوى سلاح – أختي الكريمة الفاضلة حلا – وليس سلاحًا سلبيًا كما يتوهم الكثير من المسلمين مع الأسف الشديد، بل هو سلاح إيجابي وقوي، النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول: (لا يرد القضاء إلا الدعاء) ويقول أيضًا: (إن الدعاء ينفع مما ينزل ومما لم ينزل) ويقول: (أكرم شيء على الله الدعاء).

وإجابة الدعاء هو وعد الله، فالله تبارك وتعالى قال: {أجيب دعوة الداعِ إذا دعانِ} فيستحيل أن الله تبارك وتعالى يَعِدُ عباده بوعدٍ ويُخلفه؛ لأن مَن الذي يفي بوعده أعظم من الله الجليل سبحانه؟ وهو الذي قال: {ومن أوفى بعهده من الله}.

فإذًا عليك بالدعاء والإلحاح على الله تبارك وتعالى خاصة وأنت صائمة أيام التطوع، أو في قيام الليل، أو في السجود، أن الله تبارك وتعالى يشرح صدر زوجك لقبول كلامك، وأن يبحث لكم عن مكانٍ مناسب، وهكذا، وبإذن الله تعالى ستُحلُّ المشكلة، وستكونون من سعداء الدنيا والآخرة، وأسأل الله لكم ذلك، إنه جواد كريم.

هذا وبالله التوفيق.

www.islamweb.net