أعاني من حالات هلع وقلق ووساوس واكتئاب، ما العلاج؟
2015-04-15 00:17:39 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
إخوتي الكرام كنت مصاباً بحالات هلع وقلق ووساوس واكتئاب منذ نحو 5 سنوات أو أكثر، وذهبت إلى طبيب نفسي وأعطاني دواء سيروكسات، والحمد لله، تحسنت كثيراً، وتغيرت شخصيتي إلى الأفضل، ولله الحمد.
كنت موشكا على الزواج، وخفت من موضوع الخمول الجنسي أو قلة الرغبة الجنسية التي كانت إحدى أعراض دواء السيروكسات فتركت الدواء من تلقاء نفسي بشكل فجائي، وبعد فترة صرت أعاني من حالة من ثقل الرأس بما يشبه الدوار الخفيف، يأتي الشعور تقريباً كل 5 دقائق لمدة ثانية ويذهب إلى أن أشرب حبة سيروكسات فأشعر بالراحة، وتستقر أعصابي.
أنا على هذه الحالة منذ سنتين، وأخاف أن أرجع للدواء من أجل أعراضه الجانبية، مثل ضعف الرغبة الجنسية، والسمنة، وكنت آخذ حبتين (20 غرام) يومياً.
تعبت كثيرا، ما هو الحل؟ هل أرجع للدواء أم أغير الدواء؟ أنا متزوج ولا أريد أن أحس بقلة الرغبة الجنسية، وأجد صعوبة جدا في الالتزام بالدواء مرة أخرى.
أرجو الإفادة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ باسل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أخي الكريم: أنت كنت مُصابًا بالهلع والقلق والوساوس والاكتئاب، والحمد لله تعالى أصبح هذا الأمر في خبر كان، أنت الآن شُفيت لدرجة كبيرة جدًّا، وما يأتيك من شعورٍ بالتوترات البسيطة من وقتٍ لآخر هذا ليس انتكاسة مرضية، وأعتقد أن التوقف المفاجئ من الزيروكسات ربما يكون هو السبب في شعورك بالدوَّار البسيط الذي يحدث لك، وحين تتناول الدواء يختفي هذا العرض، وهذا أحد الأعراض المعروفة جدًّا لمن يتوقفون عن الزيروكسات بصورة مفاجئة.
أنا أريد أن أضع لك برنامجًا أسأل الله تعالى أن يساعدك، وأريدك – أيها الفاضل الكريم – أن تستعمل الزيروكسات بصورة منتظمة ولفترة قصيرة جدًّا، وهي كالآتي:
ابدأ في تناوله بجرعة حبة واحدة يوميًا (عشرون مليجرامًا) لمدة شهرٍ، ثم اجعلها عشرة مليجرام يوميًا لمدة عشرين يومًا، ثم عشرة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة عشرين يومًا أيضًا، ثم توقف عن تناول الدواء.
حين تبدأ تناول الزيروكسات بجرعة عشرة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة عشرين يومًا هنا ابدأ معه في تناول عقار (دوجماتيل Dogmatil) ويعرف علميًا باسم (سلبرايد Sulipride) ويوجد منتج ممتاز في السعودية يعرف (جنبريد genprid) تناول هذا الدواء بجرعة خمسين مليجرامًا (كبسولة واحدة) لمدة عشرين يومًا، وبعد أن تتوقف تمامًا من الزيروكسات اجعل السلبرايد – أي الجنبريد – خمسون مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة شهرٍ، ثم اجعل الجرعة خمسين مليجرامًا – أي كبسولة واحدة – يوميًا لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.
الجنبريد ليس له أي أعراض انسحابية، وسوف يحميك تمامًا – إن شاء الله – من القلق والشعور بالدوّار كارتدادات سلبية للتوقف عن الزيروكسات، بالرغم من أني لا أتوقع أن تحدث لك آثار انسحابية من الزيروكسات في هذه المرة، لأننا قد انتهجنا المنهج المتدرج جدًّا والبطيء، والذي يحميك – بإذن الله تعالى – من أي أثرٍ انسحابي.
أيها الفاضل الكريم: أرجو أن تنتهج هذا المنهج، لكني قطعًا أريدك أن تكون إيجابيًا في تفكيرك، في تصرفاتك، في نمط حياتك – هذا مهم جدًّا – ويجب أن تحسن إدارة وقتك، أن تحافظ على الصلاة في وقتها، أن تمارس الرياضة، أن تعزز شبكة تواصلك الاجتماعي، أو تجعل لحياتك هدفاً، وأن تضع الوسائل والطرق التي توصلك إلى أهدافك، وأن تكون ملتزمًا بالتطبيق.
أخي الكريم: هذا هو الذي يمنع - إن شاء الله تعالى – من أي انتكاسات مرضية قادمة.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.