زوجي يرفض ابني من طليقي ولا معيل لهذا الطفل سواي فماذا أفعل؟
2015-03-31 00:53:58 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا مهندسة، كنت مطلقة وعندي طفل عمره (11) سنة، ثم تزوجت منذ أربع سنوات في مصر، وكان شرط زواجي قبل الزواج رعاية ابني في بيتي، وإكمال دراسة الدكتوراه، مع استمرار عملي الحكومي.
سافر زوجي إلى الخليج، وأصر على لحاقي به فرفضت في بداية الأمر بسبب شروطي السابقة، لكنه أصر وأرسل لجميع أسرتي تهديدات مختلفة حتى يضغطوا علي، ثم حجز لي تذكرة السفر إليه، وألقى يمين الطلاق.
تركت ابني عند أسرتي، وأخذت إجازة من الدراسة والعمل، وسافرت إليه، أنجبت منه طفلين - بفضل الله -، واستمرت إقامتي معه ثلاثة أعوام مليئة بالمشاكل، وسبب المشاكل هو عدم وفاء زوجي بالشروط السابقة، مثل: منعي من السفر لوطني لرؤية ولدي الذي لم أره سوى مرتين فقط، وهو يعدني دائماً بأخذي له ولا يحقق هذا الأمر، ويرفض استقدام ابني إلي.
أهلي لم يحسنوا في معاملة ابني بشتى الطرق؛ مما أثر على صحته وتعليمه ونفسيته، وكاد أن يهرب من منزلهم لولا عرض معلمته تربيها له مع أولادها مقابل نفقته، ودفعي لثمن دروسه.
استمر الحال ثمانية شهور إلى الآن، ولكن معلمته عندها بنت عمرها (13) سنة، وأنا أخشى من سن المراهقة، خاصة وأنهم يمكثون في بيت واحد، زوجي وأهلي ووالد الطفل جميعهم رفضوا حضانته، فهل يجوز لي أن أسافر إليه، أم أحضر ابني من غير علم زوجي؟
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت، وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجمعك بولدك على خير، وأن يجعلك وزوجك وأولادك من سعداء الدنيا والآخرة، وأن يعطِّف قلب زوجك عليك وعلى ابنك، وأن يعينه على أن يقبله بين أولاده، وأن يرزقه أجره وثوابه، إنه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك - أختي الكريمة الفاضلة –: في بداية الأمر كان الله في عونك، فإنه مما لا شك فيه أن هذه الشروط التي تمتْ مخالفتها ألقت وما زالت تُلقي بظلالها على علاقتك مع زوجك، وآثارها أعتقد أنها لن تُمحى من ذاكرتك، ولكن في جميع الأحوال لعل الله تبارك وتعالى قد عوضك خيرًا وأكرمك الله تبارك وتعالى بابنين، ولكن أعتقد حتى تكتمل هذه السعادة والراحة لا بد من وجود ولدك الثالث والأول معك، خاصة مع الظروف التي أشرت إليها.
ومن هنا فإني أقول: لا بد حقيقة من الأخذ بالأسباب السلمية أولاً، وهو ضرورة حث زوجك وإقناعه على قبول وجود ولدك معك ومع أولادك، وإشعاره بأن هذا سينعكس عليه وعلى أولاده بالخير؛ لأنك ستكونين مستقرة نفسيًا، ولن يكون هناك أي إشكال، خاصة وأن وضعه طيب، بمعنى أنه ليس فقيرًا أو عاجزًا عن ضم طفلٍ، أقصد طفلٍ يتيم أو لطيم أو لا أب له، فأعتقد أن هذا الأمر يحتاج إلى تمهيد قبل أن تفكري في الخطوة التي عرضتها في رسالتك.
حاولي قدر الاستطاعة، ومن الممكن أن تستعيني بأحد يؤثر عليه إذا كان ممكنًا، واجتهدي في إقناعه بهذه الخطوة؛ لأني أعتقد أن الشيء الذي يأتي بالتراضي يكون مرضيا، أما إذا فُوجئ زوجك بأنك قد جئت بولدك دون الرجوع إليه، أو دون رغبة منه، فإن الأمر قد يكون صعبًا، ولعل الحياة تُصبح مستحيلة.
أرى – بارك الله فيك – التمهيد، وأرى أن تُظهري له حرصك الشديد على ذلك، وقولي له: (أنا لا أريد أن أستقدمه من ورائك؛ لأني مُصرة على أن يكون ولدي معي، وهذا من حقي، خاصة وأن هذا الأمر أنت كنت على علم به، وولدي ليس له مأوى وليس له مكان، حتى المعلمة التي ضمّته الآن أصبحت تعتذر لأن ظروفها لا تسمح، وأنا إن ضيعت ولدي فمعنى ذلك أني لو قدَّر الله تعرضت لمشكلة قد أضحي بأولادك هؤلاء أيضًا، فلا تضطرني أن آخذ قرارًا أنا لست في حاجة إليه).
حاولي معه قدر الاستطاعة، واجتهدي، وتوجهي إلى الله عز وجل بالدعاء، وأكثري الإلحاح على الله تعالى، عسى الله أن يُليِّن قلبه، وعليك بقيام الليل، وعليك بصيام الاثنين والخميس، والدعاء وأنت قائمة وأنت صائمة، وأنت ساجدة، أن الله يُعطف قلب زوجك عليه، مع الإكثار من الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأنا أرى أن يكون الأمر سِلْمًا، فإن أصر على ما هو عليه فقولي: (إذًا اسمح لي أنا سأنزل إلى مصر)، وهذا من باب التهديد؛ لأنه ليس من المعقول أن تُضحي باثنين مقابل واحد، ولكن دعينا نجتهد في إقناع الطرف الآخر لعله أن يُوفَّق للقبول، وبذلك تنتهي المشكلة.
هذا حقيقة ما عندي، وأتمنى أن تركزي على هذا بقوة، وأن تُشعري زوجك أنك من الممكن أن تضحي بكل شيء من أجل هذا الطفل المسكين؛ لأنه ليس له ذنب أنك طلقت من أبيه، وإنما له حق، وكما أن لأولادك حقا، فهذا له حق أيضًا.
اجتهدي في الدعاء والإلحاح على الله تعالى، وحاولي إقناعه، وأسأل الله أن يعينك في ذلك، وأن يوفقك فيه، إنه جواد كريم.
هذا وبالله التوفيق.