تشتكي من النحافة الشديدة وتطور الأمر فأثر على نفسيتها فما الحل؟
2015-03-30 05:39:14 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً على ما تقدمونه.
دكتوري الفاضل: ابنة أختي تبلغ من العمر (18) سنة، تشتكي من النحافة، طولها (172)، ووزنها هو (48)، قامت بعمل التحاليل اللازمة، تحليل فقر الدم، وتحليل الهرمونات، ولا يوجد مشكلة - بفضل الله -، نفسيتها متعبة جداً بسبب هذا الأمر.
علماً بأنها تشتكي أيضاً من حالات الإغماء التي تصيبها، المرة الأولى كانت قبل ست سنوات تقريباً، ثم تكرر الأمر نفسه خمس مرات حتى الآن، وتكون في أوقات الازدحام، أو حينما تكون مع أسرتها في مكان ولا ترتاح فيه فتطلب منهم الخروج ومغادرة المكان، فإن رفض الأهل فإنها تتعصب فيغمى عليها وتفقد وعيها.
أرجو أن تساعدها - يا دكتور -، فهي ترغب في زيادة وزنها لأنها تعاني من عدم إيجاد ما يناسبها من الملابس، وأهلها يعانون منها، نفسيتها متعبة جداً، لقد قل نشاطها عن السابق بسبب هذا الأمر، حاولت بنفسها أن تزيد وزنها بشتى الطرق لكن دون جدوى، أرجو أن تنظر في أمرها، ولك الأجر والثواب، ولن ننساك من الدعاء.
ملاحظة: إخوتها لا يشتكون من النحافة، علماً بأنها محجبة، وتدرس بكلية العلوم في عامها الأول، ولا تخرج من البيت إلا للدراسة.
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زهرة النهر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكر لك الثقة في إسلام ويب، وعلى اهتمامك بأمر هذه الفتاة التي أسأل الله لها العافية.
الذي استطعت استنباطه ممَّا ورد في رسالتك، أن هذه الفتاة في الغالب لديها شخصية حسَّاسة، مع ميولٍ للقلق، وربما شيء من الهشاشة النفسية، وعدم القدرة على التحمُّل.
وهذا ليس مرضًا، إنما هي ظاهرة نفسية متعلقة بالبناء النفسي لشخصيتها في أغلب الأحيان.
حالة الإغماء التي تأتيها خاصة حين تكون في الزحام، وأيضًا حساسيتها حول الانتقادات حتى وإن كانت بسيطة، وميلها للتعصُّب، وإصابتها بما نسميه بالعُصاب التحوّلي، بمعنى أن انفعالاتها السلبية تتحوّل إلى نوعٍ من الجسْدنة، أو الفعل، أو العرض الجسدي، والذي يظهر في شكل افتقادٍ للوعي، وهو ليس افتقادًا حقيقيًا، لكنه في ذات الوقت ليس ادِّعاءً أو تصنعًا، هذا يجب أن يكون واضحًا.
هنالك الكثير من الدنميات النفسية التي تكون على مستوى الوعي واللاوعي، وهي التي تُجسِّد وتكوِّن هذه المُخرجات النفسية من خلال وجود مُدخلات معينة تتعلق بالشخصية وسرعة التأثر كما ذكرتُ، وشيء من الحساسية.
أيتها الفاضلة الكريمة: هذه الفتاة يمكن أن تُساعد من خلال إعطائها الثقة في نفسها، أن تشعر بوجودها الحقيقي وسط الأسرة، أن تُعطى بعض المهام، أعتقد أن ذلك سوف يُساعدها كثيرًا، وفي ذات الوقت يجب أن تُساعد على أن تُعبِّر عن ذاتها، والتفريغ النفسي مطلوب، ومطلوب جدًّا، لأن يعيش الإنسان حياة نفسية وجسدية صحيَّة.
أنا أعتقد أن مقابلتها أيضًا للطبيب النفسي ستكون جيدة جدًّا، وهي تحتاج فقط لجلستين أو ثلاثة، وليس أكثر من ذلك، وفي ذات الوقت يمكن أن تُعطى أحد الأدوية المُزيلة للعُصاب والمحسِّنة للمزاج، والتي تزيد وزنها في ذات الوقت، وهنالك أدوية كثيرة وكثيرة جدًّا معروفة لدى الأطباء المختصين.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.
+++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة (د. محمد عبد العليم) .... (استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان).
وتليه إجابة (د. عطية إبراهيم محمد) .... (استشاري طب عام وجراحة وأطفال).
+++++++++++++++++++++++++
معدل كتلة جسم الفتاة - حفظها الله - هو (BMI: 16.2)، وفي هذا إشارة إلى نحافة شديدة، وانعدام الكتلة العضلية تقريباً، ومتوسط معدل كتلة الجسم الطبيعية من (19) إلى (25)، وبالتالي هي تحتاج إلى ما يقرب (20) كجم ليتم ضبط وزنها.
كمية الوجبات التي تتناولها يومياً لا تكفي احتياجها اليومي، وبالتالي يميل جسمها دائماً إلى النحافة، واستكمال تلك الاحتياجات من المخزون الدهني والعضلي، وحالة ضعف الشهية، والعصبية، والقلق، قد تفسر على أنها مرض فقدان الشهية العصبي، والذي يسمى (Anorexia nervosa)، ويتصف بالاضطراب في الأكل، والانخفاض الشديد في وزن الجسم، وقد يحدث اضطراب في الدورة الشهرية، ومن أعراضه في بداية الأمر: الخوف الشديد من اكتساب الوزن أو السمنة، والإقدام على حمية شديدة سرعان ما تتطور إلى حالة مرضية.
بالإضافة إلى النصائح القيمة من السيد الدكتور الاستشاري النفسي، يمكنكم زيارة طبيب نفسي للوقوف على الحالة وتشخيصها، وعمل جلسات تحليل نفسي لإخراج ما بداخلها من توتر وقلق، ولفهم طبيعة المرض، كل ذلك سوف يساعدها كثيراً على الشفاء - إن شاء الله -، والعلاج هو أسهل ما في الموضوع، ويمكن تناول دواء (Prozac 20 mg)، المضاد للاكتئاب، وهو من أفضل الأدوية لعلاج فقدان الشهية العصبي، وحالة الاكتئاب المصاحبة له، مع الاستمرار عليه لمدة ستة شهور، وهذا سوف يؤدي - إن شاء الله - إلى تحسن الشهية، بالإضافة إلى تناول وجبات خفيفة ومتكررة ومليئة بالسعرات الحرارية حتى يزيد الوزن، ويمكنها تناول حبوب الصداع عند الضرورة، وتناول كبسولات (أوميجا3)، ورويال جلي لتقوية الدم - إن شاء الله -.
وهناك الكثير من الأطعمة التي تحتوي على فواتح شهية بطبيعتها، مثل: المخللات، والسلطات، والمشويات، ويمكن لك تعويض عدم الرغبة في الأكل عن طريق أكل وجبات خفيفة ومتكررة، وتحتوي على بعض الفطائر، والمعجنات، والتمر، والعجوة، مع زيت الزيتون، وبعض المشروبات التي تحتوي على مطحون الحلبة، والسمسم، والمكسرات، وهي أطعمة تفتح الشهية، وتحتوي على سعرات حرارية عالية، كذلك فإن ثمار التين الطازج أو المجفف تحتوي على كثير من الفيتامينات والسعرات الحرارية، ويمكنها تناول مقويات للدم وذلك للتغلب على حالة الضعف العام وعدم التركيز، وسوف تتحسن - إن شاء الله -.
ومن السهل زيادة الوزن عن طريق تناول التمر، والعسل، والمعجنات، والمكسرات، والبروتين الحيواني، مع الحرص على أخذ حقنة فيتامين (د) 600000 وحدة قياس في العضل مرة واحدة، ويتبع ذلك أخذ كبسولة فيتامين (د) 50000 وحدة قياس كل أسبوع لمدة شهرين، مع أقراص كالسيوم (500 مج)، مرتين يومياً لمدة شهرين أيضاً، وهذا لا يغني عن الحليب ومنتجات الألبان يومياً.
والخميرة تحتوي على فيتامين (ب) المركب، وعلى بعض البروتين والخمائر، وهي تفيد في فتح الشهية، وتحسن الهضم، وزيادة الوزن إذا تم تناولها في صورة حبوب أو خميرة جافة مع الزبادي، وحتى مع العصائر، مع المصالحة مع النفس، وتغذية الروح كما نغذي الجسد، وذلك من خلال الصلاة في وقتها، وبر الوالدين، وقراءة ورد من القرآن، والدعاء، والذكر، وممارسة الرياضة بشكل منتظم، خاصة رياضة المشي والركض، كل تلك الأمور تحسن الحالة المزاجية، وتصلح النفس مع البدن.
وفقكم الله لما فيه الخير.