مخطوبتي متدينة وحافظة للقرآن ولكنها فسخت الخطبة لأسباب واهية، فماذا أفعل؟
2015-03-25 03:29:27 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أكرمني الله -سبحانه وتعالى- وخطبت فتاة فيها ما تمنيت من شروط، فوالدها حافظ للقرآن بالروايات العشر، وهي خاتمة للقرآن على خلق ومستوى مادي واجتماعي جيد وأصل طيب.
وكنت لا أشعر ناحيتها بارتياح قبل التقدم لها، لكن بعدما صليت استخارة عدة مرات، وجدت قلبي تعلق بها، ووجدت الأمر سار بشكل سهل جدًا وميسر -بفضل الله سبحانه وتعالى عزَّ وجلَّ- بشكل لا أتخيله، ووجدت من البشريات ما جعلني أتمسك بها أكثر.
وبعد مدة 3 شهور طلبت فسخ الخطوبة لأسباب أراها أنا وكل ما عرفها أنها أسباب تافهة، وكان من الممكن تجاوزها فعرضت عليها يومين لتفكر، وبعد يوم طلبت مني أن نواصل، لكني أردت أن أناقشها في الأسباب التي ذكرت، وتطور الأمر، وقررت إنهاء الخطوبة، ووافقت على ذلك، ولكني شعرت أني تسرعت، فاتصلت بعمها ووعدني أن يحل الأمر، وتفهم رأيي، ولكني فوجئت أنه -وللأسف كان هذا الأمر تكرر كثيرًا من والدتها- شعرت منه أنه يريد تخطئتي، وأن يجعلني أنا السبب، ويحملني الخطأ كله، كما كانت والدتها تفعل معي عندما تحدث مشكلة قبل ذلك.
عندها قررت إنهاء الموضوع، وبالفعل تم الفسخ، وكانت رسالة والدها لي أنه كان ينتظر أن أكلمه هو، وليس هي أو أي أحد آخر، كما أنه نصحني أن أتوقف عن طيبتي الزائدة، والتي لا أجد لها تفسيرًا غير أني كنت صريح جدًا جدًا، وأتعامل دون تجمل؛ لأني أريد أن يكون كل شيء واضح قبل العقد.
وبعد أيام وجدت كلامًا منها يشير أنها تتمنى رجوعي، وأنها ما زالت تريدني، وعندما عرضت عليها أن أصلح ما رأوه خطأً مني ونبدأ من جديد رفضتني تمامًا، وصرت لا أدري أهي تريدني أم لا، وكيف تشير لي أنها تريد عودتي ثم ترفضني؟
الآن؛ ولأني للأسف شخصية حساسة جدًا لا أتوقف في كل لحظة عن التفكير فيها لدرجة أنه أصابني إعياء، ولا أدري ماذا أفعل؟ أنا الآن في حيرة.
1-هل أبحث عن أخرى الآن؟ أم أنتظر قليلا؟
2- أصبت بالأعياء وأصبحت أرفض أن أحاول الرجوع لها؛ لأني شعرت أني تذللت كثيرًا لها رغم أني أكبر منها بسبع سنوات، فهي تقريبًا في بداية 20 عامًا، وهي رفضتني، كذلك كلمة والدها لي والتي تؤذيني كلما تذكرتها ( لن أرغم ابنتي على أكل شيء لا تريده)، وكأني صرت طعامًا يُرمى ويطلب حسب المزاج، وهذا ما يؤثر في نفسيتي.
3- كنت قد صليت استخارة في الأيام الأخيرة، ثم بعد الصلاة كلما أردت الصلح تظهر كلمة بسيطة، أو شيئًا تافهًا يعقد المسائل حتى أنتهى للفسخ، فيا ترى كيف كانت صلاة الاستخارة الأولى؟ وهل يمكن أن يكون الموضوع فيه خير أو لا؟ ثم ينقلب خاصة أني تعلمت كثيرًا من تلك التجربة.
4- حتى الآن لا أستطيع أن أقرر إن حدث جديد وعادت العلاقة هل أستمر مع من أهانني وآذاني، أم أفضل كرامتي؟ أنا أفسر في علم النفس بأني شخصية معبرة ودودة متطرفة، وهي كما عرفتها شخصية قيادية ودودة.
5-آسف على الإطالة، لكن أخيرًا كيف أخرج من هذه الأزمة؟
وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلاً بك في موقعك "إسلام ويب"، وإنَّا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدِّر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوصِ ما تفضلت بالسُّؤال عنه فإنَّنا نحبُّ أن نجيبك من خلال ما يلي:
أولاً: اطمئن -أخي الحبيب- وهدئ من روعك فقضاء الله غالب، ولن يتم أمر لم يقضه الله -عز وجل-، فاطمئن -أخي الحبيب- لقدر الله، واعلم أن العبد قد يرى الشر خيرًا والخير شرًا، والله يحجب عنه ما رأى من خير لحفظه إياه، ويعطيه ما رأي من شر لعلمه بأن هذا هو الخير له، قال تعالى:{وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}.
ثانيًا: ليست هناك امرأة كاملة، والبحث عن فتاة فيها كل ما يرضيك ضرب من الخيال، فالمرأة خلقت من ضلع وأعوج الضلع أعلاه، لذلك الحكمة تقتضي ألا نفترض كمالا فيمن أردنا الزواج منهن، بل نتوقع منهم أخطاء ونوطن النفس على ذلك.
ثالثًا: والدها رجل صالح، وما أخذه عليك من عتب حين حدثت غيره يدل على عقله، ويدل على إرادته الخير لك، وكان يمكنك أن تكسب البيت كله عن طريق إقامة علاقة دودة معه، سيما والرجل حافظ لكتاب الله -عز وجل-، نعم هو بشر يصيب ويخطئ، ولكن أهل القرآن أكثر رجوعًا إلى الله عند استشعارهم الخطأ.
رابعًا: إننا نرجو منك أن تقوم بما يلي:
1- أن تذهب إلى والدها في المسجد الذي يصلي فيه، وأن تصلي معه وبعد أن ينتهي تحدث إليه حديث الابن لأبيه، قل له: جئتك؛ لأني استشعرت الخطأ حين لم استشرك، وأنا اليوم آتيك لأفتح لك قلبي بالحديث، وأنا واثق أن القرآن الذي تحفظه سيوجب عليك إسداء النصيحة لي، وأنا متوكل على الله أدعوه إن كان الزواج خيرا أن يتمه، وإن كان الخير في الفراق أن يجعل ذلك، وأن مسَلم لله في كل الأمور.
2- تحدث معه بأريحية مع مراعاة أنه والد الفتاة، وأن الفتاة ليست زوجتك، بمعني أن تتحفظ في بعض الأمور التي تستشعر أن الحديث عنها فيه إهانة لها أو لأهلها.
3- بعد أن تقول كل ما عندك استمع إليه بنوع من الهدوء والإصغاء، واعلم أن الرجل حين يتحدث ستكتشف طبيعة البيت كله وطريقة تفكيرهم ونمط عيشهم من كلامهم.
4- بعد أن تستمع إليه أخبره أن الأمر بيد الله، وأنك منتظر ما يقرره الله، وأنك تتشرف بأن تكون ولده قضى الأمر أم لم يقضى، واجعل القرار عنده، وأخبره أنك منتظر ردًا منه.
5- إن جاء الأمر بالقبول فقد عرفت الطريق الصحيح، وإن جاء الرد بالرفض، فقد اتضح لك الأمر، وعليك ساعتها نسيانها والبحث من فورك على امرأة أخرى، وأن تعلم أن أقدار الله الماضية هي خير لك مما أردته لنفسك، وأن ما أراد الله كائن، ولا تحاول أن تذل نفسك أو أن تصغر وجهك، فالأمور بيد الله، وعلينا أن نستفيد من أخطائنا فلسنا أهل عصمة، والمرء يتعلم ما ظل في حياته.
نسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن يقدر لك الزوجة الصالحة التي تحفظك وتستر عليك وتعينك على دينك ودنياك، والله المستعان.