أعاني من اكتئاب ووساوس، هل من علاج لا يسبب أعراضاً؟
2015-03-24 00:34:06 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
د/ محمد عبد العليم:
استعنت بالله وبدأت بتناول جرعة صغيرة جداً من paroxetine 10 نصف حبة لعلاج الرهاب، فهل من الممكن أن أشعر بتحسن حتى ولو 10% لأني أخشى -كما ذكرت سابقاً- من أن يكون عندي اضطراب ثنائي القطب من الدرجة الثالثة أو الرابعة، وأريد أن أقول لكم: إنه في طفولتي جاءني اكتئاب مدة شهرين، وتعالجت بالقرآن والحمد لله، وجاءني بعدها وسواس وتعالجت منه أيضاً بقراءة القرآن.
أنا شخصية حساسة جداً، ولا أحب أن أكون متبلد المشاعر، فهل هذا الدواء يسبب تبلد المشاعر؟ اعذرني يا دكتوري العزيز، والله إني أدعو ربي أن لا يسبب لي هذا الدواء أي هوس.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أخي الكريم: أعرفُ الكثير ممَّن استفادوا من الجرعات الصغيرة من الأدوية، مثل الباروكستين paroxetine، فأقول لك: توكل على الله وتناول العشرة مليجرام، وحسِّن لديك إرادة التحسُّنِ والدافعية، وهذا قطعًا يزيد من فعالية الدواء، وأنا أسأل الله أن يجعل لك فيه خيرًا عظيمًا.
أخي الكريم: أنا أقر هذه الجرعة تمامًا، وإن شاء الله تعالى يكون التحسُّن أكثر من عشرة بالمائة، ركّز على الجوانب السلوكية، مع هذه الجرعة الدوائية البسيطة، وقطعًا سوف يكون هنالك تضافر فيما بين فعالية الدواء وكذلك التطبيقات السلوكية، وهذا قطعًا يعود عليك إن شاء الله بخير كثير.
الشخصية الحساسة – أخي الكريم – أفضل من الشخصية القاسية، وأفضل كثيرًا من الشخصية المكتئبة، أو الشخصية الظنانية، أو الشخصية البَيْنِيَّة، أو الشخصية الحدّيَّة، أو الشخصية السيكوباتية.
الشخصية الحساسة لا توقع أذىً على الآخرين، نعم الإنسان قد يتضايق بعض الشيء، لكن حساسية الشخصية يمكن التخلص منها أيضًا من خلال ممارسة الرياضة، التعبير عن الذات أول بأول بحسب ما هو مستطاع، وممارسة الرياضة، وتمارين الاسترخاء، والتواصل الاجتماعي، كل هذا يُقلل من حساسية الشخصية.
أريدك – أخي الكريم عبد الرحمن – أن تُعلّم نفسك أيضًا أن تقبل الناس كما هم لا كما تُريد، هذا يُريحك كثيرًا، ويُقلل من حساسيتك في بعض المواقف الاجتماعية.
بارك الله فيك أخي، وأشكرك على الثقة في شخصي الضعيف، وأقول لك: إن شاء الله تعالى جرعة العشرة مليجرام من الباروكستين لن تدفعك لقطب هوسي في حالة أنه لديك درجة من الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية الكامن من الدرجة الثالثة أو الرابعة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.