أساليب الحصول على القبول بين الناس
2004-06-15 07:51:11 | إسلام ويب
السؤال:
هناك حديث نبوي ورد في معنى القبول وكيف أنه من عند الله، وأن الله إذا أحب عبداً يخبر الملائكة بأنه يحبه ويأمرهم أن يحبونه، ثم يوضع له القبول في الأرض.
أرجو إفادتي بنص هذا الحديث كاملاً، كما أرجو إفادتي في مشكلتي، وهي أنني أعاني من فقدان القبول، فقد جربت أساليب كثيرة تقربني من الناس لكن دون جدوى، كما أني مهما حاولت كنت دائماً أفشل في الفوز بحب الآخرين، إلى درجة أنه ليس لدي أي صديقة.
لقد أصبحت أشعر أن الله ساخطٌ علي.
أرجو نصحي، وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هالة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أسأل الله العظيم أن يحفظك ويسدد خطاك، ويبلغك منازل حبه ورضاه، وأن يعيننا وإياك على ذكره وشكره وحسن عبادته .
فإن من يطلب رضا الناس يكون كمن يجري وراء السراب، ورضا الناس غايةٌ لا تدرك، ولكن المسلمة إذا حرصت على طاعة الله، وتقربت إليه بالنوافل من بعد الفرائض نالت حب الله، فيحبها أهل السماء ويُلقى لها القبول في الأرض؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا أحب الله تعالى العبد نادى جبريل: إن الله يحب فلاناً فأحبه، فيحبه جبريل، فينادي في أهل السماء إن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء؛ ثم يوضع له القبول في الأرض) والحديث في الصحيحين من حديث أبي هريرة.
وما أقبلَ أحدٌ بقلبه إلى الله عز وجل إلا أقبل الله بقلوب المؤمنين إليه حتى يرزقه مودتهم ومحبتهم ورحمتهم، قال تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا))[مريم:96]، قال ابن عباس رضي الله عنه: (يحبهم ويحببهم إلى عباده).
فالتحابب والتآلف إنما يُنال بالإيمان والعمل الصالح، وقال القاسم رحمة الله: يغرس لهم في قلوب عباده الصالحين مودة ومحبة . نسأل الله أن يحببك إلى عباده، وأن يحبب إليك الصالحين منهم.
وأرجو أن تعلمي أن العبرة بالصالحين والطيبات، وأما الفساق والفاجرات فلا عبرة بحبهم، ولا حُزن على بغضهم لك؛ لأنهم لا يحبون إلا أهل العصيان، فربما كره الناس من يأمرهم بالمعروف، وينهاهم عن الغيبة والنميمة والبهتان، وكما قال بعضهم: نافق أو وافق وإلا ففارق.
وهناك أشياء تجعل الإنسان يصل إلى قلوب الناس، وهذا بيان لبعضها:
1- الإحسان إليهم؛ بمساعدة المحتاج وبذل الندى وكف الأذى.
2- طلاقة الوجه وحسن الاستقبال للزميلات، والاهتمام بمشاعر الأخوات، والمشاركة في الأفراح، والتأثر عن الأحزان والأتراح.
3- استخدام الألفاظ الرقيقة، وانتفاء الكلمات المؤثرة (والكلمة الطيبة صدقة).
4- إنزال الأخوات منازلهن، واعتبار من هي أكبر منك أماً، ومن هي أصغر منك بنتاً، وتعاملي مع الزميلات كالأخوات.
5- الاهتمام بالزميلات، وإذا أردتِ أن تسيطري على قلب زميلتك فخاطبيها بأحب الأسماء إليها، وافسحي لها في المجلس، وابتسمي في وجهها (وتبسمك في وجه أخيك صدقة).
6- العفو والصفح عن المخطئة، ومقابلة السيئة بالحسنة.
7- الزهد في ما عند الناس، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد في ما عند الناس يحبك الناس).
وأرجو عدم الحزن على عدم وجود صديقة، واجعلي كتاب الله جليسك، فهو جليسٌ لا يكذب وصاحب لا يغش، وما جالس أحد هذا الكتاب إلا قام عنه بزيادة ونقصان، زيادةٌ في هدى ونقصان في عمى وضلالةٍ وجهالةٍ، وعدم الصديقة خيرٌ لك من صديقة شريرة لا وفاء عندها ولا أمانة.
وليس في نفور الناس عنك دليلٌ على سخط الله عليك، بل قد يكون في ذلك خيرٌ لك، فنحن في زمان تُبني فيه العلاقات على النفاق والمجاملات، فاستغلي نفسك في طاعة الله وذكره وحسن عبادته، واجتهدي في مذاكرة دروسك، ولا تقحمي نفسك وتدخليها على زميلات دون أن تعرفي أحوالهن.
نسأل الله أن يوفقك للخير، وأن يعيننا جميعاً على ذكره، وشكره وحسن عبادته.
وبالله التوفيق.