كرهت الحياة بسبب مشاكل زوجتي وأهلها، فهل أطلقها أم أبقيها؟
2015-03-12 02:57:41 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله كل خير على ما تقومون به من المشورة لمن يحتاجها، وأعانكم على طاعته.
مشكلتي أنني خطبت فتاة، ونظرت إليها النظرة الشرعية، وعندما تزوجنا، وفي يوم دخلتنا تفاجأت أنها ليست بالجمال الذي أرغبه، ولم أشتهيها منذ ذلك اليوم، وحتى الآن وأصبحت أعاشرها فقط إرضاء لرب العالمين، ولكي أشبع غريزتها وأنا لا أشعر بالمتعة أبدًا، وهذا الأمر أتعبني كثيرًا حتى جعلني أفكر بالنظر إلى ما حرم الله -أستغفر الله العظيم-.
أنا لا أحبها، ولا تميل عاطفتي لها، وأتظاهر بحبي لها أمامها كي لا أجرح مشاعرها، هذه المشكلة أرهقتني، وأتعبتني جدًا، ولم أعد أشعر بالراحة النفسية، وأحلم بكوابيس توقظني من نومي، ولم أعد أهتم بعملي من شدة التفكير بالموضوع، وأفكر بالزواج من أخرى، ولكنني أعلم جيدًا أنني لن أعدل بينهما.
كما أن أهلها سيئون في التعامل مع الناس، وأشعر بالندم أني صاهرتهم، وهم حتى لم يحترموا والدي الطاعن في السن؛ لدرجة أن أمها رفعت صوتها في وجه والدي في إحدى المرات، هذه المشكلة سببت لي إحراجًا مع والدي، ومع أناس آخرين علموا بالقصة.
أنا متذمر منها، ومن أهلها، سؤالي: هل في طلاقي لها إثم؟ وهل أنال عقابًا من الله إن طلقتها؟
أنا لم أنجب منها بعد، إن حصل وطلقتها فما الأفضل تطليقها قبل الإنجاب، أم بعد الإنجاب؟ مع أنها ترغب بالإنجاب كثيرًا.
ساعدوني أرجوكم، كرهت الحياة كلها من تلك المشاكل، فكل ما أفكر فيه هو الموت أو الطلاق.
جزاكم الله خيرًا، ولا تنسوني من دعواتكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الثناء على موقعك، وكل في الموقع يتشرفون بخدمتكم، ونحيي فيك فكرة السؤال قبل اتخاذ القرار، ونسأل الله أن يقدر الخير، وأن يصلح الأحوال وأن يحقق في طاعته الآمال.
بما أنك نظرت إليها ورضيتها وأكملت معها فإننا ندعوك إلى عدم الاستعجال، ونؤكد لك أنه لا ذنب لها في قسوة أهلها، وأنك لن تجد امرأة لا عيب فيها، ولا نقص عند أهلها، ونحن لا نوافق على ما حصل مع والدك، ونسأل الله أن يرزقك رضاه.
وأرجو أن تعلم أن الحب من الرحمن، وأن البغض من الشيطان يريد أن يبغض لنا ما أحل الله لنا، فلا تقف طويلا مع ما حصل بعد دخولك عليها، وتذكر أن الشيطان يزين للإنسان ما ليس عنده، وما هو محرم عليه.
وقد أسعدنا حرصك على عدم إشعارها بما في نفسك رعاية لمشاعرها، وهذا مما نسأل الله أن يأجرك عليه، ونتمنى أن تقف مع نفسك وقفة، وتتخيل لو أن مثل هذا الموقف سوف يحصل مع أختك أو ابنتك، فما لا نرضاه لبنات الناس لا نرضاه لأنفسنا ولأهلنا، وننصحك باللجوء إلى مصرف القلوب، ورصد وحشد إيجابياتها، والالتفات إلى مواطن الجمال فيها، وتذكر ما دعاك للقبول بها، وغض بصرك فإن من يطلق بصره لا يشبع ولا يرضى ولا يسعد، ونوصيك بالصبر ثم الصبر، والمواظبة على الأذكار وقراءة الرقية الشرعية، والتأني وعدم الاستعجال ففي العجلة الندامة، ورصد ما يضايقك فيها والتواصل مع موقعك مع ذكر إيجابياتها حتى تتضح أمامنا الصورة.
ونوصيك بالاعتذار لوالدك مما حصل من والدتها، وتجنب الوحدة وعدم البعد عنها، وتقوى الله في السر والعلن.
سعدنا بتواصلك، وسوف نفرح أكثر بالاستمرار مع التوضيح، ونتمنى إشراكنا في القرار، والذي نتمنى أن يكون خادمًا للوئام والاستقرار.