هل دخول الجامعة بعمر ثلاث وعشرين سنة يعتبر متأخراً؟
2015-04-05 04:47:54 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
هل دخول الجامعة بعمر ثلاث وعشرين سنة يعتبر متأخراً؟ أنا محبط، وأرجو المساعدة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلاً بك في موقعك "إسلام ويب"، وإنَّا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدِّر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوصِ ما تفضلت بالسُّؤال عنه فإنَّنا نحبُّ أن نجيبك من خلال ما يلي:
- لماذا أنت محبط -أخي الحبيب-؟ هل يحبط عبد له رب؟ هل يحبط عبد عرف الإسلام وآمن بالقرآن وعلم أنه مأجور على النعم عند الشكر وعلى النقم والابتلاء عند الصبر؟ هل يحبط عبد أدرك أن الدنيا معبر له إلى جنة عرضها السموات والأرض؟ لا ينبغي لمسلم مثلك أن يكون محبطاً قط.
- الجامعة وسيلة والغاية هي العلم، فلا تعظم الوسيلة والطلب والغاية منها العلم، والعلم وسيلة والغاية منه تقوى الله عز وجل، فلا تعظم الوسائل مع عظم الغايات.
- الهمة العالية لا تعرف السن، ولا تقف عند حدود العمر، رأى رجلٌ مع الإمام أحمد بن حنبل محبرة، وهو إمام الدنيا وقتئذ، فقال له: يا أبا عبد الله أنت قد بلغت هذا المبلغ، وأنت إمام المسلمين، ومعك المحبرةُ تحملها، فقال: "مع المحبرة إلى المقبرة".
جاء عن محمد بن إسماعيل الصايغ أنه قال: كنت أصوغ مع أبي ببغداد، فمرّ بنا أحمد بن حنبل وهو يَعْدو ونعلاه في يده، فأخذ أبي هكذا بمجامع ثوبه، فقال: يا أبا عبد الله ألا تستحي إلى متى تعدو مع هؤلاء الصبيان؟ قال: إلى الموت.
لما قيل لابن المبارك: إلى متى تطلب العلم؟ قال: "حتى الممات -إن شاء الله- وقيل له مرة أخرى، فقال: "لعل الكلمة التي تنفعني لم أكتبها بعد".
لا تمتنع عن العلم -أخي الحبيب- ولا تتوهم كبر السن لحق بك، فإن بعض أهل العلم طلب العلم وهو ابن الأربعين، وقد قيل لعيسى – عليه السلام – إلى متى يحسن العلم؟ فقال: (ما حسنت الحياة)، وقال منصور بن مهدي للمأمون: أيحسن بالشيخ أن يتعلم؟ فقال: "إن كان الجهل يعيبه فالتعلم يحسن به".
- أنت لا زلت صغيرا وتستطيع أن تفوق أقرانك وأن تنال من الدرجات أعلاها، فلا تتوقف، واحذر أن يوهمك الشيطان بذلك حتى يسوف عليك عمرك لتجد نفسك قد بلغت الأربعين ولم تفعل شيئا، توكل على الله، فالطريق أمامك واستعن بالله ولا تعجز .
أخي أنت لست مجهولاً ولا ابن نكرة كما سميت نفسك، بل أنت فتى من فتيان الإسلام وابن هذا الدين الحنيف، فأرجو منك حذف هذا الشعار البائس، واكتب بدلاً منه ما يشعرك بذاتك وأهميتك، فأنت ابن الإسلام البار.
وفقك الله وسدد خطاك والله المستعان.