كيف أتعامل مع جفوة خطيبي بعد أن قوبل بالطرد من قبل أبي؟
2015-03-10 04:41:09 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا فتاة عمري 23 سنة، خطبني ابن عمي منذ حوالي 5 سنوات -تقريبا- خطبة تقليدية، وهو يدرس في الخارج، وقبل حوالي سنة تم عقد قراني عليه، المشكلة حدثت قبل عقد قراني، وهي أنه اشترط شرطا، وهو أن يزورني أيام الملكة ويسمح لنا بالخروج سويًا، ولكن أبي أصدر ردة فعل قوية تجاه طلبه، وطرده خارج البيت، بحكم أنه ابن عمي، ويعلم بالعادات والتقاليد الصارمة في العائلة، وتكرر طلبه للسماح حتى تمت الملكة بسلام.
المشكلة أنه كان يحدثني على برنامج الواتساب قبل الملكة، ويبدو عليه الحماس للزواج، وكان حديثنا رسميا لأننا مخطوبين، ولكن أشعر من خلال طيات حديثه بالمغازلة والمديح والتلميحات مثل: انتظريني، وسأراك، وسأرى وجهك الجميل، إلى غير ذلك.
أما بعد الملكة، وبعدما حدث من أبي؛ أصبح جافا جدا معي، ولا يتحدث إلا عندما أحادثه، ويتعمد أن يتأخر علي بالرد، ولم يكتف بذلك، بل منعني من رؤيته متصلا الآن بخاصية يتم تحميلها في الجوال، وكأنه يتعمد الابتعاد عني.
أنا في حيرة من أمري، حاولت أن أصارحه وأناقشه في أمور يحبها، ولكن كان ينهي الحديث بأي حجة، وحاليا أكملنا سنة ونحن متملكين، وأنا أفكر في الانفصال، وذلك بسبب الخوف والقلق، فأنا أشعر أن مستقبلي معه مجهول، انصحوني ماذا أفعل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ghada حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يجمعك به ويصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.
لا شك أن للعادات سلطانها، فهي قوانين غير مكتوبة، واحترامها من الحكمة، وعندما تكون موافقة للشرع فاحترامها واجب، وليس له ذنب في طلبه، ووالدك معذور في رفضه، وعلى زوجك أن يسارع في إكمال المراسيم لتخرجي من سلطان والدك إلى ولايته، وعندها تأخذوا راحتكم بعد إعلان الدخول على شريعة الله وسنة الرسول.
ورغم أنك أصبحت زوجة له بكتب الكتاب وعمل العقد أو الملكة، إلا أن الصواب هو أن تحددوا تاريخا وموعدا لإكمال المراسيم، لأن أولياء المرأة يخافون على فتياتهم، ونحن كمستشارين نتفهم دوافعهم، والفقهاء يصرون على أن للخلوة أحكاما وأمورا تترتب عليها، ونحن لا نتمنى لكم إلا الخير، ولكن مرت علينا قصص حصل فيها اللقاء، وحملت المرأة قبل إعلان الزواج، ودخل الجميع في الحرج، وإذا أنجبت المرأة بعد زواجها بخمسة أشهر أو أقل فماذا سيقول الناس، وهل سيعترف الزوج بنسبة الولد إليه، وماذا لو أنكر، وماذا لو مات أو طلق -لا قدر الله-؟ وقد مرت قصة فتاة عقد عليها، وفضت بكارتها، ثم مات دون إعلان الدخول، وظلت الفتاة تمتنع من الزواج، لأن أهلها يقدموها للخطاب على أنها بكر وهي ليست كذلك.
ومن هنا تتجلى عظمة هذه الشريعة واهتمامها بصيانة الأعراض وحفظ الأنساب، ونتمنى أن يتفهم زوجك هذه المخاوف حتى يستوعب موقف الوالد، ويتفهم الخلفيات الفكرية بل والشرعية لبعض العادات، كما نرجو أن لا يحاكمك بموقف الوالد، وندعوك إلى أن تلتمسي له العذر، وتجنبي التفكير في طلب الطلاق، ولكن شجعيه ليكمل المراسيم، وتتم لكما السعادة والطمأنينة، وابن عمك منك، وأنت منه، ووالدك عم له، وعم الرجل صنو أبيه، وأرجو أن تعلمي أن الكلام العاطفي يتعب الطرفين إذا لم يكن موعد الزفاف قريبا.
وننتظر منك التفهم لوضعه، ومساعدته على ما فيه الخير للطرفين، واستعرضي معه العوائق، وسبل تخطيها، وثقي بأنه لك محب، والدليل هو تمسكه بك رغم أنه طرد، فهنيئا لك بزوج يحبك، ولا يلام على طلبه، ولكن كيف سيصبر عن زوجة يحبها إذا خلا بها؟ فليعجل بالزفاف لتكتمل لكم المتعة بالحلال، وحتى يفرح الأهل وينتظروا باكورة الولد.
وهذه وصيتي لكما بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، وأرجو أن تشجعيه على التواصل معنا، وأرجو أن يعلم الجميع أنه لا مانع من زيارتك في المنزل والجلوس معك في مكان مكشوف في حضور أحد أفراد الأسرة، وله الحق في محادثتك، فأنت زوجة له، بخلاف الخلوة والخروج وحدكما، فهذا ما نتمنى ألا يحصل إلا بعد إكمال المراسيم.
ولأنه لم ير للمتحابين مثل النكاح؛ فعجلوا بالخير، وخير البر عاجله، ونسأل الله أن يبارك لكم ويبارك عليكم، وأن يجمع بينكم على الخير.