أكره القراءة وفشلت في الدراسة وأصبت بالإحباط.. أريد حلاً
2015-03-10 04:36:25 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لدي مشكلة منذ صغري، ولم أجد لها حلاً، وهي أني منذ أن كنت في الخامسة عشر، ولدي نسيان شديد، ولا أرغب في المذاكرة عندما أود أن أقرأ شيئًا أعرض عنه، بدون أي سبب يصيبني الملل، حتى قبل أن أبدأ في قراءة أي كتاب، مع أنه قبل أن أقبل على القراءة يراودني شعور أنني أريد أن أعرف، وأن أكون متعلماً، وأنا أقرأ في المدرسة.
علمًا أني فاشل جدًا بدراستي إلى أن أصبح عمري 23 عاماً، ولم أنجح إلى أن تركت الدراسة، وقد استقمت الآن، وأرغب في دراسة العلوم الشرعية، ولدي رغبة شديدة في التعلم والدراسة، ولكن عندما أحضر كتابًا لأقرأه يصيبني الملل الشديد حتى قبل أن أقرأه، وأنا الآن محبط جداً من هذه المشكلة، وأريد لها حلاً.
وعلمًا أيضا بأنني أمارس العادة السرية منذ أن كان عمري 15 عامًا إلى أن أصبح عمري 23 عامًا، أرغب بتركها، ولكن لم أستطع، أتركها شهرين وثلاثة أشهر، ثم أرجع إليها، ولكن الآن تركتها شهرين، وأنوي عدم العودة إليها، فرجاءً أفيدوني، وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ tag aldeen حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبًا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك التواصل والاهتمام ونحيي رغبتك في القراءة، والرغبة في الخير خير، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به، وأن يلهمك السداد والرشاد والطاعة لرب العباد.
أرجو أن تكرر المحاولات بعد أن تتوجه إلى رب الأرض والسموات، وافتح على نفسك في الاتجاه الذي تميل إليه، وتجد نفسك فيه، واعلم بأن الخليفة المعتصم الذي أدب المعتدين، واستجاب لصيحة من طلبت منه النجدة كان يكره القراءة، بل فرح بموت من كان يعلمه القراءة، فرمى به والده إلى ميادين الجهاد والبطولة، ومن المهم أن يعرف الإنسان قدراته التي وهبها له الوهاب، والناس بحاجة إلى مهارات ووظائف مختلفة، وقد أحسن الأصمعي في قوله: ( الناس بخير ما تباينوا فإن تساووا هلكوا ).
ونتمنى أن تجلس مع عالم مرب، أو مدرس، وتعرض عليه ما في نفسك ليقيمك ويحدد لك نقطة البداية، وأرجو أن تكون البداية بالقرآن؛ لأنه سبب لكل تقدم في شتى المجالات، وهو يدفع بأهله للمقدمة، وهو أفضل ما يقرأ.
وننصحك بالمحافظة على الأذكار وبقراءة الرقية الشرعية على نفسك، أو اعرض نفسك على راق شرعي إذا استمر الصدود عن القرآن، وسارع بترك الممارسة السيئة، وثق بأنها من أسباب القعود والهبوط بالنفس، وقد أسعدتنا إرادتك وأفرحنا نجاحك في تركها لأشهر، والمطلوب هو البحث عن أسباب الرجوع إليها؛ ومما يعينك على التوقف بعد توفيق الله سبحانه ما يلي:
- غض البصر، وشغل النفس بالمفيد، ومرافقة الصالحين، ومراقبة رب العالمين، وتجنب الإحباط أو اليأس، وثق بأن لك مجالات يمكن أن تنجح فيها، وهكذا كل إنسان، فالعظيم وزع القدرات والعطايا والنعم، وكلنا صاحب نعمة، والسعيد هو من يتعرف على نعم الله عليه، ثم يؤدي شكرها، ومن شكرها استخدامها في إرضاء الله.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء، ونشرف باستمرار تواصلك، ونسأل الله أن يسددك وأن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به.