أعاني من بيئة الجامعة بسبب الاختلاط وتصرفات الزميلات
2015-03-05 01:48:39 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أعلم كيف ابدأ مشكلتي، ولكنني أتمنى منكم -آبائي الأفاضل- مساعدتي وإرشادي، أنا فتاة جامعية عمري 18 سنة، أدرس بكلية الطب في جامعة مختلطة، صادقت بعض الفتيات، ولكنني اكتشفت أن صداقتهن لي كانت للمصلحة فقط، وحدثت بيننا بعض المشكلات، ولكنها انتهت -بفضل الله-، فإن وجدتهن أمامي في القاعة أسلم عليهن، إلا واحدة منهن، وذلك لعظم المشكلة التي سببتها لي بالكذب، وكادت أن تنتهي بفصلي من الجامعة، فلم أستطع مسامحتها، ولا حتى النظر إليها، فاكتفيت بالصمت، (ليست هذه المشكلة).
المشكلة الأساسية: أشعر بنظرات الإعجاب من الشباب في الجامعة، مع أني محجبة ولا أصافح الرجال، وألبس العباءة والملابس الطويلة، ولا أعلم هل أتوهم ذلك لأنني أكون لوحدي، أو لنقص في، ولكنني أحاول غض بصري، فكيف أتأكد من ذلك الإحساس لكي ترتاح نفسي، وأتقرب من ربي ليرضى عني؟
جزء آخر من المشكلة: أنني أمشي لوحدي في الجامعة، لأنني لم أجد الصديقة التي توافقني في الأفكار، فمعظم الفتيات من دول بعيدة وثقافات منفتحة، ولم أستطع التأقلم معهن، واللاتي أعرفهن من كليات أخرى، إذا التقيت بهن صدفة فإني أسلم عليهن وأسألهن عن الدراسة فقط، وهذا الشيء لا يعجب أمي، وتقول لي: يجب أن تجدي صديقات ترافقيهن طوال الوقت؛ لأن تخصصي يتطلب الاختلاط مع الناس للاستفادة منهم، وأن النجاح يعتمد على العمل الجماعي، ولكنني لا أستطيع فعل ذلك، لكي لا أشعرهم بأنني متطفلة عليهن، أو أنني أريد مصلحة منهن. فهن يخالطن الشباب بحجة الدراسة، وهذا الأمر لا يعجبني.
أعتذر عن الإطالة، وأتمنى أن ترشدونني للصواب، جزاكم الله الفردوس الأعلى.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زرقاء اليمامة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
مرحباً بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله لنا ولك التوفيق وصلاح الأحوال، وأن يحقق في طاعته الآمال.
لقد أسعدنا التزامك بالحجاب والستر، وحرصك على غض البصر، ومن الطبيعي أن تكون المؤدبة المحجبة محط أنظار الشباب، حتى المتفلتين المقصرين يعجبون بالمتحجبة، ويقدمونها ويفسحون لها الطريق، وهذا قبس من المعاني الكبيرة، والثمار اليانعة، في قول ربنا عن المتحجبات المتسترات: "ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين"، يعرفن بأنهن العفيفات الطاهرات الفاضلات الخيرات، وقد وقفت على دراسة تؤكد أن الزواج في المحجبات المنقبات أكثر من المتبرجات، وهذا ما جعل تلك المتبرجة تفقد وقارها، وتصرخ في جامعتها وتقول: (إنهم يثنون على ملابسنا، وعلى تسريحة شعرنا، ويضحكون معنا، لكنهم يتزوجون من غيرنا).
ابنتي الفاضلة: اثبتي على ما أنت عليه من الخير، وثقي بأن الرجل يجري وراء المرأة التي تهرب منه، وتلوذ بعد الله بحجابها وحيائها، ولكن الرجل يهرب آخر المطاف ممن تقدم له التنازلات، وإذا كان الشباب ينظرون إليك فلا تبادليهم النظرات، وعاونيهم على الخير بمزيد من التمسك بآداب الإسلام والمكرمات، وجودي بحجابك، وأكملي سترك، وحذار أن تكوني فاتنة أو مفتونة، واستمعي لنصح الوالدة، واقتربي من البنات، وكوني محبة وناصحة للأخوات، ولا تقفي عند الحواجز الوهمية، ولا تبخلي على زميلاتك بالابتسامة والسلام، والسؤال عن الدراسة والأحوال.
وثقي بأنك لن تتضرري مما يقال من خلفك، بل إنك ستجدين كل ذلك في صحائف الحسنات، وكوني محبة لجميع الأخوات، وزيدي في حبك وقربك من الصالحات، واجتهدي في الوصول إلى المصلحات، واسألي الله توفيقه وعالي الدرجات، وإذا مدحك الناس فاحمدي رب الناس، واحتكمي في عواطفك وحياتك لشريعة رب الأرض والسموات، وإذا اضطررت إلى محادثة الرجال، فالتزمي أدب المؤمنات كما قال تعالى: (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً)، والشريعة حددت نوع الكلام، وطريقته ومقداره وكيفيته.
وهذه وصيتنا لك: بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.