كيف أربي ابني تربية سليمة دون استخدام الضرب أو العنف؟
2015-03-04 02:32:33 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابني عمره ثلاث سنوات، لكنه لا يتكلم بعد إلا كلمات غير مفهومة، أو غير كاملة في نطق الحروف، ونعيش بفرنسا.
أريد أن أعرف كيف أربي ابني تربية سليمة؛ لأنه عنيد، ولا يطيعني، وقد قمت بضربه عدة مرات، ولا يسمع كلامي إلا عندما أضربه.
والمشكلة أنه رآني وزوجي ثلاث مرات ونحن نقوم بالعلاقة الجنسية، لأن باب الغرفة ليس له قفل، وقد ضربته بسبب دخوله.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامية حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك ابنتنا الفاضلة في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقر أعيننا جميعا بصلاح العيال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.
لا تنزعجي لتأخر طفلك في الكلام؛ لأنه وحيد، وأرجو أن تبحثي له عن قرناء، كما أرجو أن تتكلموا معه، وتلاعبوه، وتجنبوا زجره، والصراخ عليه، وحذاري أن تضربوه، وأرجو أن تبتعدوا عنه حالة العلاقة الخاصة، وكان ابن عمر رضي الله عنه لا يعاشر أهله في حجرة فيها طفل رضيع، وينبغي عمل قفل للغرفة أو وضع شيء ثقيل ليحجز الباب (كطاولة مثلا) إلى حين عمل القفل، ويمكن كحل مؤقت وضع مزلاج بسيط أو حتى ضرب مسمار يقوم بدور المزلاج إلى حين حل مشكلة القفل.
واعلمي أن ضربك له بعد الدخول، ومشاهدتكم؛ مما يزيد من فضوله وعناده، وسيرسخ عنده ما شاهده، ونتمنى أن تنتبهوا مستقبلا، علما بأن الصواب يكون بتشتيت بصره، وبصرف اهتماماته، وبشغله بأشياء يحبها، ومن المهم تدريبه على آداب الاستئذان.
وأرجو أن تكثروا له من الدعاء، أكثروا من الكلام والقراءة، والتلاوة والأذكار في حضوره، وكرروا معه الحروف والكلمات والأذكار، نشطوا حواسه، وشجعوا أي تطور في قدراته، وفروا له ألعابا هادفة تنمي عنده المعارف والدقة والتوازن، كالمكعبات والألعاب التي تنمي عنده الدقة، والألعاب التي فيها حركة وأدوار، وشاركوه في اللعب، ولا تضعوا له قيودا، كأن تقولوا: لا توسخ المكان، ولا تلعب بصوت، والصواب أن نقول: رتب الألعاب والمكان بعد اللعب.
لا تضحكوا منه إذا نطق الحرف بطريقة خاطئة، ولا تقلدوا نطقه الخطأ، ولكن كرروا له الصواب، وحبذا لو مزجتم التعليم باللعب، وتواصلوا مع موقعكم، ونتمنى أن توضحوا نقاط القوة عند الطفل، والفرص المتاحة في الخارج، ومدى الاتفاق بينكم.
هذه وصيتنا لكم بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.