والدي عمره 60 عاماً ويخون والدتي .. فماذا أفعل؟
2015-02-19 02:57:51 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أنا شاب، أبلغ من العمر 32 عاماً، غير متزوج، أعيش مع عائلتي, أعاني من مشكلة كلما أفكر فيها يقشعر بدني ويحرم النوم عن عيني, هذه المشكلة سوف ألخصها كالتالي:
اكتشفت أن والدي الذي يبلغ من العمر 60 عاماً, يخون والدتي, في البدء كانت مجرد شكوك لا أجد لها أدلة واقعية، نظراً لأن والدي كان يكثر من الخروج بدعوى أنه كثير الانشغال بعمله؛ لأنه موظف بالحكومة، وينهض باكراً، ويخرج بدعوى ممارسة الرياضة، لكنني كنت أشك في كلامه.
حتى إنه في بعض الأحيان كان يبيت خارج المنزل مدعياً أنه سوف يبيت مع صديقه في منزله، وجواله دائماً في يده.
إلى أن جاء اليوم الذي كنت أخشى أن أعيش موقفاً مثله في حياتي، فلقد جاءتني برقية مجهولة المصدر في مكان عملي تحمل اسمي، في البدء استغربت الأمر لأنه ليس من العادة أن تأتيني رسالة في موقع العمل, فتحت البرقية فإذا بها تحتوي على قرص سيدي وورقة مكتوب عليها (المرجو منك أن تشاهد هذا الفيلم أنت ووالدتك حول تصرفات والدك اللاأخلاقية)، فلما شاهدت الفيلم طبعاً لم أره لوالدتي، صدمت لمّا رأت عيني والدي يغازل الساقطات على برنامج الاسكايب، ويحكي لهم عن تجاربه مع الجنس والزنا، وأنه ذو خبرة كبيرة في هذا المجال بافتخار، ويتكلم كلاماً ساقطاً نابياً.
لقد تم تصويره من مصدر مجهول, لا أخفيكم أنني لحد هذه الساعة ما زلت غير مصدق لما رأيت؛ هل هذا فعلا والدي، أم مريض نفسي، أم مراهق في مقتبل العمر؟ والدي يفعل كل هذا رغم أنه يصلي ومواظب على المسجد وصلاة الفجر وعمل الخير.
موضوع سؤالي هو: أريد منكم أن ترشدوني إلى الطريق الصحيح والعقلاني للتعامل مع هذه المصيبة، نعم أسميها مصيبة لأنها قد تشتت أسرتي بكاملها، وأكثر ما يقلقني هو إذا قام هذا الشخص الذي بعث الفيلم بنشره على النت، فهذه سوف تكون الضربة القاضية لكرامة العائلة وسمعتها.
فهل أتكلم مع والدي؟ الذي نزل في نظري إلى الحضيض، ولا أستطيع حتى النظر إليه، هل أتكلم معه في الموضوع وأريه الفيلم وأوبخه على فعلته الشنيعة ليتعظ وليعلم أن الله فضحه أم أكتم السر في قلبي؟ لكنني أخشى من العواقب، خاصة وأن مرسل الفيلم يصر في رسالته ويستحلفني بالله أن أُري الفيلم لوالدتي التي إذا رأته الله وحده يعلم ماذا سيحل بها.
والدتي التي كلما أراها أشفق عليها ويتمزق قلبي.
أنيروني جزاكم الله كل خير، فأنا في حيرة وهم وحزن من أمري.
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طارق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحباً بك ابننا الفاضل في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال قبل اتخاذ القرار، ونسأل الله أن يهدي والدك، وأن يحقق لأسرتك الأمن والاستقرار، وأن يحشرنا في صحبة رسولنا المختار.
رغم صعوبة الموقف، إلا أن منهج الإسلام الستر مع النصح، واحمد الله أن الرسالة وقعت في يدك ولم تصل لغيرك أو للوالدة.
ولا مانع من الجلوس مع والدك والتفاهم معه، وترفق في نصحه فإن الخليل كان يردد مع والده رأس الشرك: يا أبت .. يا أبت.
وكن عوناً لوالدك على الشيطان، ونحن على ثقة أنه سوف يتأثر ويتوقف بحول الله وقوته، وهذا الظن بمن يصلي الفجر ويفعل الخير.
وأرجو أن تبحث المسألة مع الوالد من كافة الجوانب لتعرف الأسباب والدوافع، لأنك قد تضطر لمطالبة الوالدة بالقرب منه والاهتمام به بطريقة غير مباشرة، كأن تصر على أن تكون لهم غرفة نوم، لأننا أحياناً لا نعطي الكبار مثل هذه الفرصة، فتكون الوالدة محاطة ليلا ونهارا بأبنائها وبناتها وأحفادها، وقد تحتاج إلى أن تصحح بعض المفاهيم عند الطرفين.
ونتمنى أن تتواصل معنا بعد مناقشة الوالد في محتوى الشريط، ونؤكد على مسألة الستر والهدوء لأن المطلوب هو الهداية إلى الحق والطهر والخير.
وإذا تاب الوالد وصدق في توبته؛ فإن ربنا غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى، بل إن التوبة تجب ما قبلها، ونأمل من الكريم الذي ستر عليه وهو على المعصية أن يستره بعد توبته ورجوعه.
وهذه وصيتنا للجميع بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يعينك على الإصلاح، وأن يقر عينك بهدايته، وبشرى لك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ” لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم"، فكيف إذا كان الرجل هو الأب الحبيب.
وفقك الله للخير وسددك.