كرهت السفر بسبب خوفي من الطائرة والفنادق والأماكن الشاهقة..
2015-02-22 01:58:57 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
دكتوري الفاضل: وفقك الله.
لدي خوف ورهبة بسبب ركوبي لطائرة قبل سنتين، مع العلم أنني ركبت قبلها مرارًا وتطور إلى خوف من الرعد، وبفضل الله تعافيت بشكل جيد ليس كاملاً على علاج اسمه السيرترالين، ولكن الآن أصبح لدي خوف من الفنادق، والأماكن الشاهقة.
مع العلم أن هذا حرمني من السفر بسبب خوفي من ركوب الطائرة، والفنادق، والأماكن المرتفعة، أريد العلاج للخروج بالكامل من هذه الحالة حتى لو اضطررت لمقابلة طبيب نفسي.
علمًا أني أسكن في منطقة حائل، -جزاك الله الجنة-.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الفهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
المخاوف كثيرة منتشرة في بيئتنا، والمخاوف هي سلوك قلقي مكتسب، بمعنى أن الإنسان لا يُولد ومعه هذه المخاوف، والمخاوف يُدعهما التجنب، أي إذا خاف الإنسان من مصدر خوفه وتجنبه فهذا يُقوي منها تمامًا، والمخاوف ليست ضعفًا في الإيمان، أو ضعفًا في الشخصية، لا، هي علة نفسية سلوكية مكتسبة كما ذكرنا، وهي تخيُّريَّة جدًّا، أي بمعنى أنها تُصيب الإنسان في نواحي معينة في حياته، والإنسان يمكن أن يكون مروضًا للأسود؛ لكنه يخاف من القط، وهكذا المخاوف أيهَا الأخ الكريم.
مخاوف الطائرات كثيرة جدًّا، حيث إنه ارتبطت في ذهن بعض الناس حوادث الطائرات، وشيئًا من هذا القبيل، كما أن التعرض للمطبات الجوية في بعض الأحيان كثيرًا ما يؤدي إلى تولُّد هذه المخاوف، والمخاوف بطبيعتها قد تستشري لتشمل مرافق أخرى، مثلاً أنت الآن لديك مخاوف المرتفعات، وهذا غير مستغرب؛ لأن المخاوف هي كتلة واحدة أصلاً.
أيها الفاضل الكريم: الخوف يُعالج عن طريق التحقير، وهذه الطائرة العظيمة الجميلة اكتشاف رائع، يجب أن تتدبر في عظمتها، وتذكر من اخترعوها، اقرأ عنها وعن الأخوان (رايت)، وكيف تطورتْ هذه الطائرات، ودائمًا ضع في نفسك أهمية دعاء الركوب، دعاءٌ عظيم، يبعث في النفس الطمأنينة، وحين تركب الطائرة بعد أن تقرأ دعاء الركوب وتذكر الله تعالى، خذ نفسًا عميقًا، ثم قل: {بسم الله مجراها ومرساها} ستشعر بطمأنينة عظيمة، وتذكر في تلك اللحظات أن ملايين الناس يركبون هذه الطائرات يوميًا، بل هي أسلم وأحسن كثيرًا من وسائل المواصلات الأخرى.
إذًا لا تتجنب، لا تُجسِّد الأمر تجسيدًا وتضخيمًا سلبيًا، لا، أقْدِم على الأمر تمامًا، وبالنسبة للمرتفعات أيضًا: لا تتجنبها، اذهب إلى المباني الشاهقة، اصعد بالمصعد للطابق الأول، ثم الطابق الثاني، والطابق الثالث، وهكذا. عرِّض نفسك تعريضًا مستمرًا، وسوف تجد أن الأمر أسهل كثيرًا مما تتصور.
بالنسبة للعلاج الدوائي: نعم هو مهم، -والحمد لله تعالى- متوفر، وداعم جدًّا للعلاج السلوكي التطبيقي، الـ (سيرترالين Sertraline) دواء جيد، ويعرف تجاريا باسم (زولفت Zoloft)، وكذلك يُسمى (لسترال Lustral) وربما تجده تحت مسميات تجارية أخرى.
الجرعة هي أن تبدأ بحبة واحدة ليلاً، وقوة الحبة خمسون مليجرامًا، تتناولها لمدة شهرٍ، ثم تجعلها حبتين ليلاً – أي مائة مليجرام – وتستمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم تجعلها حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهرٍ، ثم حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم حبة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
السيرترالين يجب أن يُدعَّم بالـ (إندرال Inderal)، والذي يعرف علميًا باسم (بروبرانلول Propranlol)، والجرعة هي عشرة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهرٍ، ثم عشرة مليجرام صباحًا لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقف عن تناوله.
البروبرانلول لا يُنصح باستعماله بالنسبة للذين يعانون من الربو، والسيرترالين لا يُنصح باستعماله للذين هم دون سن الثامنة عشر، وقطعًا ذهابك للطبيب النفسي سوف يُدعِّم كثيرًا ما ذكرته لك مما يُساعد على شفائك وتعافيك - بإذن الله تعالى -.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.