عملت ريجيمًا حادًا، والآن أعاني من آثاره السلبية، كيف أتخلص منها؟
2015-02-19 01:01:20 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
قبل 4 شهور عملت ريجيمًا حادًا، ونزّلت خلال شهرين 25 كيلو جرامًا، ومنذ شهرين إنهارَ جسمي بالكامل، وعملت كل أنواع التحاليل، وظهر أن فيتامين (د) مقداره 10، وليس عندي مشاكل غير هذا، ولكني آخذ العلاج منذ شهرين.
هناك تحسّن بسيط، فقد كنت طريح الفراش لمدة شهرين، ولا أتعرض للشمس، ودائمًا في الظلام، وصرت لا أحس بالحياة، وأكره الأضواء، وعندي عتامة مع الألوان، مع أني غيرت مقاس النظارة.
عندي اكتئاب حاد، وأحيانًا يتشوش تفكيري، ولا أحس بالواقع، كأني في حلم! مع أني سابقًا قبل الريجيم لم أكن أعاني أي شيء من ذلك، والآن انقلبت حياتي كلها، ولم أدخل الجامعة؛ بسبب ظروفي السيئة، والحمد الله على كل حال.
شكرًا لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يبدو أن هذه الحمية القاسية قد أدت إلى بعض التغيّرات لديك في مكونات الجسم من الأملاح والشوارد (صوديوم، كالسيوم، بوتاسيوم،...)، وقد توجد تغيّرات أخرى؛ لذا أنصحك بالمتابعة مع أخصائي بالأمراض الباطنية، وإجراء تحاليل شاملة للجسم، وكذلك يُنصح باتباع التعليمات المرفقة من أخصائي الأمراض النفسية.
نرجو من الله لك دوام الصحة والعافية.
+++++++++
انتهت إجابة الدكتور/ محمد مازن، تخصص باطنية وكلى.
وتليها إجابة الدكتور/ محمد عبد العليم، استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
+++++++++
نرحب بك في إسلام ويب، ونسأل الله لك العافية، ونرجو أن تأخذ بما ذكره لك الأخ الدكتور/ محمد مازن، ومن جانبي أقول لك:
نعم، شدة إنقاص الوزن بالصورة التي ذكرتها ربما تؤدي إلى تبعات نفسية وجسدية، لكن –أيها الفاضل الكريم– أريدك أن تُكافئ نفسك بهديّة جميلة جدًّا، وهي أن ما قمت بإنجازه هو أمرٌ ليس بالسهل، كم من الناس يستطيعون تخفيض أوزانهم بهذه الطريقة؟! نعم، حتى وإن كنت قاسيًا على نفسك، لكن هذا إنجاز وإنجاز كبير جدًّا.
المطلوب منك الآن، هو أن تُجريَ الفحوصات -كما ذكر لك الطبيب–؛ لتتأكد من سلامتك الجسدية، وأحسبُ -إن شاء الله تعالى- أنك سليم، وموضوع تعويض فيتامين (د) هذا سهل جدًّا، وفيتامين (د) الآن 80% يعانون من نقصه، حتى الذين لا يقومون بتنزيل أو إنقاص أوزانهم.
أخِي الكريم: كل الذي تحتاجه هو أن تنام مبكرًا، وأن تمارس بعض الرياضات، وأن يكون لك بعض الأنشطة الاجتماعية، هذا سوف يجعلك في هدوء، في سكونٍ مع نفسك، وتقبُّلٍ لحياتك، ولا بد أن تُشغل نفسك أيضًا بعملك، بأن تكون مثابرًا؛ حتى تحسُّ بطعم الحياة.
لكن أنا من ناحيتي أقول لك: إن ما أنجزته هو إنجاز ليس بالسهل، فكافئ نفسك على هذا، و-إن شاء الله تعالى- بممارسة الرياضة، التوازن الغذائي، التفكير الإيجابي، النوم المبكر، والنظرة المستقبلية المتفائلة، -إن شاء الله تعالى- تعود أحوالك على ما كانت عليه، وتُصبح على ما يُرام، مع خفضٍ في وزنك، وهذا إنجاز عظيم.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.