ابن عمي يريدني زوجته مع علمه بمشاعري تجاه ابن خالتي، ماذا أفعل؟
2015-02-17 02:29:40 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرًا على هذا الموقع، جعله الله في ميزان حسناتكم.
أنا فتاة أبلغ من العمر (21) سنة، تواصلت مع قريبي - ابن خالتي -، كان التواصل كتابيًا عن طريق الجوال، بعلم والدتي ووالدته، بعد فترة صرح لي برغبته في الزواج والتقدم لخطبتي، علماً بأننا نحمل في داخلنا مشاعر متبادلة منذ زمن بعيد، وبالفعل تقدم لخطبتي، ولم يحدث النصيب بيننا، بعدها بفترة قصيرة أخبرني ابن عمي، والذي أتواصل معه كتابيًا مع علم والدينا، بأنه يرغب في الزواج مني، مع علمه بأني وابن خالتي نحمل المشاعر لبعضنا.
في الحقيقة أنا لا أتقبل ابن عمي أبداً، ليس لشيء، ولكنني لا أعلم السبب، وأشعر بأنني لا أستطيع الوثوق بشخص يعلم بتعلق الفتاة في شخص آخر، أخشى من أن يعيرني مستقبلاً، وأخشى من أن يشك بي في المستقبل، علماً بأنه تقدم لي عدة مرات، وكلها انتهت بالرفض.
لا أعلم ماذا أفعل؟ أفيدوني جزاكم الله خيرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ كادي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك - ابنتنا الفاضلة - في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يهديك للحق، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.
وأرجو أن تعلموا أن علم الوالدين بوجود علاقة لا يبيح التمدد، والتواصل المستمر، وإظهار المشاعر إلى درجة تعمقها في النفس، ومن خلال ما حصل معك، تتجلى جوانب العظمة في هذا الشرع، الذى يريد للحب الحلال أن يبدأ بالرباط الشرعي، ويزداد بالتعاون على البر والتقوى وحسن المعاشرة قوة وثباتاً ورسوخاً.
ولا يخفى عليك أن كثيراً من الفتيات يخطبها شاب ويتركها، ثم يخطبها آخر، ويفوز بها ثالث، ولا يقول الثالث لقد كانت وكانت، ونفس الأمر قد يحدث مع الشاب، والمطلوب في هذه الأحوال هو طي الصفحات القديمة، وتجنب الحديث عن الماضي، والإقبال على الحبيب الجديد، والزوج الحلال، والوفاء له، بخلاف ما إذا كانت هناك أسباب أخرى لرفض ابن العم.
ونحن لا ننصح بالاستعجال في الرفض، ونؤكد أن ابن العم بأرفع المنازل، كما أن عم الإنسان صنو أبيه، فأعطي نفسك فرصة، واستعرضي إيجابيات ابن العم، وتأملي العواقب، وانظري في الفرص والبدائل، وتذكري أنه لم يحدث مع ابن الخال نصيب، وابن العم يكرر المحاولات، وأنت مدبرة ومترددة، ونذكر بأن الحياة فرص، وليس من مصلحة أي فتاة الرد المتكرر للخطاب، لأن ذلك يجعل الشباب يحجمون عن طرق الباب.
ولا شك أنك صاحبة القرار، وصاحبة المصلحة، ومن طرق الباب وهو يعلم بعلاقتك، ومع ذلك جاء يطلبك، مع وجود خيارات واسعة بالنسبة له، فقدري كل ذلك، وتعوذي بالله من شيطان لا يريد للناس الزواج الحلال، واشغلي نفسك بذكر صاحب العظمة والجلال.
وهذه وصيتنا لك، بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وقد أسعدنا تواصلك مع موقعك، ونفرح بالاستمرار، ونتشرف بإشراكنا في القرار، ونسأل الله أن يسعدك، وأن يحقق لك الأمل والاستقرار.
ولك منا الدعاء، ونسـأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان، ثم يرضيك به.