هل أقبل الوظيفة التي كنت أتمناها، أم أنسى الموضوع وأتفرغ للعناية بأبنائي؟
2015-02-11 23:24:11 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
هذه مشاركتي الأولى، وأرسلت لعلي أجد الجواب الشافي.
منذ أسبوع عرضت علي وظيفة، ووافقت مبدئيا، وهي في مجال تخصصي الجامعي، وقد انتظرت طويلا حتى أجد وظيفة تناسبني، وهي مفيدة لمستقبلي ولتطوير ذاتي، كما أني أم لثلاثة أطفال، وجميعهم في المدرسة، ويوجد عندي خادمة تعتني بأولادي، ولكن هناك ما يجعلني أتردد من قبول الوظيفة لطول وقت العمل، حيث ينتهي أولادي في الظهر، وهذا العمل ينتهي في الساعة الخامسة، وأخاف أن أقصر مع أبنائي أو يصيبهم أذى أو مكروه فأندم وأتحسر، فمشكلتي هي أنني مترددة، فهل أتوكل على الله وأبدأ العمل؟
علما بأني استخرت الله بكل خطوة من أول مكالمة للمقابلة إلى الآن، ووضعت لنفسي عوائق لرفض الوظيفة، ولقد تسهلت الأمور، وحلت جميع العوائق، أم أن الله سيعوضني وأجلس في البيت.
أرجو أن أجد الجواب الشافي لديكم بأقرب وقت.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ n m f حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونشرف بخدمة أبنائنا وبناتنا، ونسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يحقق في طاعته الآمال.
ونهنئك بالحصول على الوظيفة التي تناسب تخصصك، وأسعدنا حرصك على أطفالك، ونؤكد لك أن النجاح في الوظيفة والبيت ممكن بالاستعانة بالله والتوكل عليه، وهذا هو النجاح المطلوب.
فقد كانت المرأة تعمل منذ فجر التاريخ البشري، ولكن عمل المرأة في الزراعة أو الرعي كان يتيح لها اصطحاب أطفالها وخدمتهم، ولا تزال القرويات يربطن أطفالهن على ظهورهن، وكم تمنينا أن تكون في بيئة العمل حضانات حتى تتمكن الموظفة من الاطلاع على أحوال أطفالها، وإذا لم تتمكني من ذلك؛ فعليك بضمهم وتقبيلهم والدعاء لهم عند الوداع، والسؤال عنهم أثناء اليوم، والاهتمام بهم بعد العودة، والمسح على رؤوسهم وضمهم قبل النوم، وهذه تعتبر وصفة حماية من الآثار السالبة لغياب الأم، والحافظ هو الله سبحانه.
ومن هنا فنحن نقترح عليك القبول بالوظيفة، والاجتهاد في التوفيق بين الواجبات المنزلية وبين متطلبات الوظيفة، ونشكر لك التواصل في هذا التوقيت، ونتوقع لك نجاحات كبرى بحول الله وقوته، والدليل على ذلك هو همك واهتمامك، وأرجو أن يكون ذلك دليلا على علو همتك.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله في السر والعلن، وعليك باللجوء إلى الله، وقد أسعدنا تواصلك، ونفرح بالاستمرار في التواصل للتشاور، ونسأل الله لك السداد.