عمي يعاني من خوف ويتهم الناس بأنهم سحروه وأضروا به
2015-02-02 05:08:39 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
مرض عمي ولا نعرف ما هو مرضه، وهو يعاني الآن من خوف، ويقول: فلان سحرني، وفلان فعل بي، وفلان لا يريدني، ويتذكر أشياء سابقة، ويريد أن يذبح أولاده، ويأتي بأقوال من الخيال، علمًا بأن أول مرضه كان لا يترك الصلوات والاستغفار، أفيدونا جزاكم الله خيرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عطا الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكرك على الثقة في إسلام ويب، وعلى اهتمامك بأمر عمِّك هذا، الذي أسأل الله له العافية والشفاء.
قطعًا هنالك بعض المعلومات المفقودة حول حالة عمِّك، لكن ما ذكرته أيضًا مفيد ومفيد جدًّا.
اعتقاده بأنه مسحور وأن فلانًا قد فعل له كذا وكذا، وأن فلانًا يكرهه، وتوجهه السلبي حول أولاده: هذا يُمثِّلُ (غالبًا) أنه يُعاني من أحد الأمراض الظنانية، أمراض الارتياب، أمراض الشك، وربما يكون هنالك نوع من الاكتئاب النفسي، لكن الذي أرجحه أنه يعاني من المرض الذهاني الشكوكي الظناني، وهذه الحالة تتعالج ويتم علاجها بصورة فعالة جدًّا، من خلال الأدوية المضادة للذهان.
أيها الفاضل الكريم: بشيء من اللطف والتودد أرجو أن تقنع عمَّك ليذهب إلى الطبيب النفسي، والحمد لله تعالى أنتم تعيشون في السعودية، ويوجد أطباء متميزون، فلا تهمل حالته أبدًا، وإقناعه بالذهاب إلى الطبيب، وتناول العلاج حتى وإن كانت مهمة شاقة، لكن أريدك أن تحمل هذه الرسالة، وأن تقدم الخير له ولأولاده.
الحالة يمكن أن تُعالج، وتعالج بصورة ممتازة جدًّا، تناول عقار (رزبريدال Risporidal)، أو ما يسمى علمياً باسم (رزبريادون Risperidone)، أو عقار (اولانزبين Olanzapine)، ويعرف تجارياً باسم (زبراكسا Zyprexa) سيفيد عمَّك جدًّا.
عدم تركه للصلاة أو الاستغفار: هذا أمر جيد، وأمر مفيد، ونسأل الله تعالى أن يتقبل منه ومنا جميعًا.
وجود المرض النفسي وحتى المرض العقلي في بعض الأحيان لا يمنع المريض من أداء صلاته والتزامه بواجباته، هنالك ما نسميه بازدواجية التوجه، أي الإنسان يكون لديه حيِّز كبير في ذاته يحمل الإدراك ويحمل الارتباط بالواقع والاستبصار، والحرص على الأمور بصورة صحيحة، وفي ذات الوقت يكون لديه المكوِّن المرضي، هذا معروف لدينا في علوم النفس والسلوك.
أبشرك بأن حالة عمِّك يمكن أن تُعالج وتعالج بصورة فاعلة جدًّا، فقط حاولوا إقناعه بالذهاب إلى الطبيب.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.