زوجتي متدينة وصالحة ... لكني لا أحبها!
2015-01-31 05:48:59 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أنا شاب، عمري 25 عاماً، متزوج منذ حوالي سنتين، لدي طفل -ولله الحمد-.
زوجتي أمية ليست متعلمة، وهي صاحبة خلق حسن ودين، وهي تحبني كثيرا.
مشكلتي أنني لا أحب زوجتي منذ مرحلة الخطوبة، فقد رفضت الزواج بها لكن إرضاءً لوالدي -رحمة الله عليه- وافقت على الزواج منها، وشاء الله أن يتم الزواج، وكنت أحاول أن أقنع نفسي بأن الحب سيأتي بعد الزواج؛ ولكنني انتظرت هذا الحب طويلا ولما يأتِ بعد.
المشكلة أنني أراها قبيحة، ولا أشعر بأي انجذاب تجاهها (لدرجة أنني أمارس معها الواجب الزوجي فقط، لا أتكلم معها، وأكون دائما عصبيا معها، وهذا الشيء يؤلمني، لقد تعبتُ، وأحس بتأنيب الضمير نحوها، ويجعلني دائما يائساً من الحياة، كأنني أقترف ذنباً عظيماً، فأنا لا أشعر بأي محبة نحوها؛ حتى لا أستطيع النظر في عينها؛ ما أخشاه في حياتي هو الوقوع في الزنا.
حاولت أن أذكر نفسي مرارا وتكرارا بأنها زوجة صالحة، وأن فيها من الصفات الإيجابية الكثير والكثير، لكن ذلك لم يُجدِ نفعاً، فأنا أعيش في حالة صراع مع نفسي، ولا أزال أراها قبيحة، ولا أحبها البتة، لدرجة أنني لا أشعر بأني متزوج وأنني لست بمحصن.
علماً بأني أفكر بالزواج بالثانية، لكني متأكد أني لا أستطيع العدل بينهما، فهل يجوز لي أن أتزوج وأنا متأكد من ذلك؟ أفيدوني.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ oumar حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك ابننا الفاضل في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يحبب زوجتك إلى قلبك، وأن يغنيك بالحلال، وأن يبارك في طفلك، ويصلح لنا ولكم الأحوال، وأن يحقق في طاعته الآمال، وأن يعينك على بر والدك بعد وفاته، فالدنيا إلى زوال.
وتعوذ بالله من شيطان همه أن يكون الناس في شقاق وطلاق وضلال، ولا عجب، فهو عدوٌ يقعد على الصراط المستقيم ويبغض في الحلال.
رغم تقديرنا لما كتبت إلا أننا ندعوك إلى رصد إيجابيات زوجتك وتضخيمها، والاستمرار في تكلف الود جهدك حتى يصبح بإذن الله عادة وسجية.
ونتمنى أن تجتهد في أن لا تظهر لها ما في نفسك حتى لا تكسر خاطرها، وتذكر ولدك منها وحبها لك.
وأعجبنا اعترافك بصلاحها، وتذكر أن البيوت لا تبنى على الحب وحده -كما قال الملهم المحدث فاروق الأمة عمر رضي الله عنه وأرضاه- وإنما تبنى مع الحب على رباط العقيدة، وسياج الأخوة، ورعاية الذمم، وإنتاج الذرية .. و.. و ...
وإذا كنت قد تزوجت إرضاءً لوالدك في حياته؛ فذلك لون من البر، نرجو الاستمرار في رعايته، فلا ترضيه في حياته وتخالف مراده بعد وفاته.
ولا شك أن الزواج بثانية مع إمساك زوجتك الأولى صاحبة الدين وأم طفلك ومن تصبر عليك وتبالغ في حبك؛ لون من المروءة ننتظره من أمثالك، ولن تلام على ميل القلب، ولكن لا بد من العدل في الماديات والمبيت، وما ينبغي أن تُظهر الميل القلبي وتعلنه إذا وجد، فإنك تملك الإظهار وعدم الإظهار للميل.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بتقدير مشاعر الآخرين، وتذكر أن الواحد منا لا يرضى الجفاء لأخته ولا لابنته من زوجها، فكيف نرضاه لبنات الناس.
وعليك بالتوجه إلى من قلوب العباد بين أصابعه، واسأله أن يرزقك حبها فهو القائل: (وجعل بينكم مودة ورحمة)، وهو القائل سبحانه: (لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألّفت بين قلوبهم ولكن الله ألّف بينهم).
سعدنا بتواصلك، ونسعد بإشراكنا في قراراتك، ونسأل الله أن يسددك.