هل تناول (الأندرال) دون الرجوع للطبيب يزيل القلق والرهاب؟
2015-01-28 23:35:04 | إسلام ويب
السؤال:
أنا طالب قد انتهيت من الدراسة ولله الحمد، وعندي بعض المشاكل، وأهمها القلق الشديد من بعض المواقف، فأكون قلقا جدا في المقابلة التي تتعلق بالوظائف مثلا، أو لما كنت أدرس أكون قلقا جدا عند تقديم بعض الدروس (البرزنتيشن) في الكلية.
بعد أن دخلت موقعكم، وجدت كثيرا من الحالات تشبه حالتي، وقد نصحتموهم بتناول عقار (الاندرال) والحمد لله بعد أن تناولت هذا العقار خف القلق معي بشكل كبير، لكن كنت أتناوله عند المقابلات والأوقات التي أكون فيها قلقا وقت الضرورة فقط، وأحس جسمي يتقلص، وهذا والحمد لله بعد أن قرأت ردودكم.
استمريت على دواء (اندرال)، وكان مفعوله طيبا، وكنت أتناوله وقت الضرورة فقط، لكن التقلصات العضلية أزعجتني كثيرا، وحاليا أعاني من وخزات في الصدر، وقبل مدة استمرت يومين فقط وذهبت، وحاليا بقيت 4 أيام وأنا أعاني، فقد أزعجتني كثيرا، وأريد علاجا لهذه الوخزات التي أزعجتني كثيرا، وأحيانا لا أنام من هذه الوخزات.
أنا والحمد لله إنسان إيجابي، ولا يوجود لدي وسواس، والحمد لله أنا اجتماعي ومرح، لكن المشكلة في هذه الوخزات.
أرجو منكم أن تصفوا لي دواء لحل هذه المشكلة، علما أني لما أمارس الرياضة أحسها تخف، وهل العسل مفيد لحالتي؟
شكرا لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنت قمت بمعالجة الرهاب الاجتماعي البسيط، والذي تعاني منه بصورة جزئية، وذلك بتناولك لعقار الـ (بروبرانلول Propranlol) والذي يعرف تجاريًا باسم (إندرال Inderal) عند اللزوم، هذه الطريقة غير مرفوضة، لكنها ليست الأفضل، الأفضل –أيها الفاضل الكريم– هو أن تتناول الإندرال بانتظام بجرعة عشرة مليجراما صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم عشرة مليجراما صباحًا لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عنه، ولا مانع من استعماله مستقبلاً إذا احتجت له.
بجانب الإندرال تتناول دواء آخر مضاد للقلق، وفي حالتك عقار يعرف تجاريًا باسم (تفرانيل Tofranil) ويعرف علميًا باسم (امبرمين Imipramine) سوف يكون جيدًا، والجرعة هي حبة واحدة (خمسة وعشرون مليجرامًا) تتناولها صباحًا لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناوله.
هذا من ناحية العلاج الدوائي، أما العلاجات الأخرى فهي: الاستمرار في ممارسة الرياضة، تطبيق تمارين الاسترخاء، والتعريض والتعرض باستمرار، التعرض للمواقف التي تحسُّ فيها بالخوف، أو حتى التي لا تحسُّ فيها بالخوف، مثل الحرص على صلاة الجماعة، ممارسة رياضة جماعية، الذهاب للمناسبات، الخروج مع الأصدقاء، الترويح على النفس بما هو طيب، الذهاب للمجمعات التجارية، هذا كله فيه نوع من التفاعل الاجتماعي الممتاز، وهذا سوف يُعالج حالتك تمامًا.
ما تحسُّ به من انقباضات عضلية وكذلك وخز: هو ناتج بالفعل من حالة القلق التي تعاني منها، لأن الرهاب دائمًا يكون مصحوبًا بقلق وشيء من الوسوسة والمخاوف المرضية.
ممارسة الرياضة وتمارين الاسترخاء وتناول الأدوية بصورة منتظمة؛ سوف يؤدي إلى زوال هذه الأعراض تمامًا، لكن أيضًا أنصحك وحتى تكون أكثر اطمئنانًا: اذهب إلى الطبيب، الطبيب العمومي، وأجري فحوصات عامة للدم مثلاً؛ للتأكد من مستواه، ومستوى السكر، وأن تقيس ضغط الدم، أنا متأكد أنك سليم -إن شاء الله تعالى– مائة بالمائة، لكن اتضح أن إجراء مثل هذه الفحوصات دون الدخول في توهم مرضي يساعد الإنسان كثيرًا على زوال هذه الأعراض التي يعاني منها.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.