هل الهلع سيستمر معي إلى النهاية، وما العلاج للتخلص منه؟
2015-01-26 01:12:52 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
هل الهلع سيستمر معي إلى النهاية، وهل سيقتلني، ولماذا توجد أعراض جديدة ولا أحس بها من قبل؟
حين كنت قائما في صلاة الفجر أحسست في الصلاة بأني سأقع على الأرض، ويغشى على قلبي وأرتجف بشدة، وأعصابي تتوتر في لحظة، وجسدي كله يرتجف، ودقات قلبي سريعة جدا، وصداع في الرأس، وكأن هناك شيئا في رأسي، ولا أدري ما هو؟ ودوار شديد، وكأنها سكرات الموت، وقلت في بالي: يا ليت الإمام يسرع؛ لكي أذهب إلى البيت، وفي بالي إن توفاني الله فليحسن خاتمتي، هذا الذي حدث.
كنت قد أرسلت إليكم رسالة من قبل، بالنسبة للتدخين، ولم يأت الرد حتى الآن، ونظامي اليومي أنام صباحا الساعة 7 وأستيقظ بعد العصر، وبالأمس لم أتناول الريميرون، فنمت الظهر.
الآن رفعت جرعة السيبرالكس إلى قرص 10 مل، وقرص دوجمتيل فقط صباحا، ومنذ أربعة أيام وأنا على جرعة السيبرالكس، ومساء أتناول ربع قرص ريميرون، وأتناول البديل له، واسمه في مصر ميرتيماش ربع قرص 7.5 مل، هذا هو حالي عندما أرفع جرعة المضاد للاكتئاب أحس بتحسن خلال يومين، ومن ثم معاودة النوبات.
هل استمر على الجرعة، وماذا علي أن أفعل، وهل يوجد برنامج يومي أتبعه يساند الدواء؟
حفظكم الله ورزقكم من حيث لا تحتسبون، وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكرك أخِي الكريم، رسالتك جيدة وكتابتك واضحة، وأفكارك مرتبة، فلا تنزعج أبدًا.
نوبات الهلع -أيها الفاضل الكريم-: قد تأخذ مناحٍ كثيرة جدًّا، يُقال: إن هنالك أكثر من اثنين وأربعين عرضًا قد يُصاب بها مريض الهلع، تتفاوت من إنسان إلى آخر، وقد تختفي أعراض وتظهر أعراض جديدة، لكنها كلها في بوتقة الهلع القلقي الذي يؤدي إلى تغيرات فسيولوجية في الجسم، تجعل الإنسان يحسُّ بأعراض مختلفة.
أيها -الفاضل الكريم-: ما حدث لك وأنت راجع من صلاة الفجر، هذا يحدث تمامًا؛ لأن الصلاة هي مقام الخشوع والانتباه، فبعض الناس قد يحسُّ أن لديه خِفَّة في رأسه وربما يفقد توازنه أو يفقد السيطرة على الموقف، هذا كثيرًا جدًّا يحدث لمرضى الهلع.
الخوف، الانشغال بموضوع الموت: هذه كلها أعراض مصاحبة لنوبات الهلع، فلا أريدك أبدًا أن تعتبر أن حالتك تدهورت، أو أن أمورك ليست طيبة، لا، هذا شيء طبيعي جدًّا، والذي أريده منك هو أن تتناسى هذه الأعراض تمامًا، وأن تُركِّز على تمارين الاسترخاء، تركز عليها جدًّا، وتحاول أن تزجَّ بنفسك في جماعات، الجماعات على مستوى الصلاة، على مستوى اللقاءات الاجتماعية، التمازج الاجتماعي على مستوى مشاركة الناس في أفراحهم وأتراحهم ومناسباتهم، الذهاب إلى الأسواق، ممارسة رياضة جماعية.
هذا المنهاج من التفاعل الاجتماعي يتحكَّم أيضًا في نوبات الهلع والهرع، وليس الخوف الاجتماعي فقط، فكن حريصًا على ذلك.
أما بالنسبة للعلاج الدوائي: فرؤيتي أن تجعل السبرالكس عشرين مليجرامًا؛ لأنه دواء متميز جدًّا في علاج نوبات الهلع والهرع مهما كانت الأعراض.
اجعل جرعة الميرتازبين رُبع حبة ليلاً كما أنت عليه الآن، هذا ترتيب ممتاز، أدوية سليمة، جرعات صحيحة، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بها، ويمكن أن تستمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، لا بأس في ذلك أبدًا.
بعد ذلك يمكن أن تتوقف عن الميرتازبين مثلاً وتستمر على السبرالكس لمدة أربعة أشهر أخرى، ثم تنقل نفسك إلى الجرعة الوقائية، وهي عشرة مليجرام يوميًا من السبرالكس لمدة ستة أشهر مثلاً، ثم بعد ذلك يأتي التخفيض التدريجي، ثم التوقف.
أخِي الكريم محمود: تمارين الاسترخاء يجب أن تعطيها قيمة، هذه التمارين ضرورية ومهمة جدًّا جدًّا؛ لإجهاض نوبات الهلع والخوف، كما أن المراجعات الدورية مع طبيب تثق فيه هذه أيضًا ذات فائدة كبيرة جدًّا، هذه المراجعات يمكن أن تكون متباعدة، لكنها مهمة وضرورية؛ لأن بناء علاقة علاجية طيبة مع طبيب يثق فيه الإنسان تمثِّلُ دعمًا نفسيًا مطمئنًا جدًّا.
أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.