الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sarra حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله تعالى لك العافية والشفاء، الحالة التي أصابتك قبل شهر رمضان بيوم في ظاهرها تسمى بنوبات الهرع أو الفزع وهو نوع من القلق النفسي الحاد الذي يظهر في أعراض فسيولوجية:
كالشعور بالوهن، وتسارع ضربات القلب، وربما نوع من الخوف، وكذلك التوتر العصبي، وهذه النوبات حين تتكرر تجعل الإنسان يعيش نوعاً من قلق المخاوف ذي الطابع الوسواسي، والناس تتفاوت في تحملها لهذه الأعراض أو الكيفية، والكم الذي تظهر به هذه الأعراض.
أنا أرى أن حالتك يمكن أن تفسر على هذا النمط، أي أن نوبات الهرع والفزع نتج عنها قلق نفسي بسيط، وقلقك الذي يظهر عليك لم يتجسد في جانبه النفسي، أي القلق الواضح والتوتر والخوف، إنما ظهر بشكل انقباضات عضلية، ويعرف أن القلق النفسي يؤدي إلى انقباضات عضلية، وأكثر العضلات التي تتأثر هي عضلات البطن وعضلات فروة الرأس وأسفل الظهر، وهذه معروفة جداً، ومن وجهة نظري أن الأمر كله يتعلق بنوع من القلق البسيط، وليس أكثر من ذلك.
والشعور بعدم الاتزان كثيراً ما يكون سببه القلق، وحتى موضوع الرجفة أنت قمت بالشيء المطلوب والواجب، وهو أنك قمت بزيارة الأطباء، وأنا متأكد أنه قد أجريت لك الفحوصات اللازمة، وأنت ترين أن حالتك هذه لا علاقة لها بالحالة النفسية، وأنا لا أرى أنك مريضة نفسية قطعاً، لكن هنالك ظاهرة نفسية يمكن أن تفسر الذي حدث لك، والذي أنصحك به بسيط جداً:
وهو ممارسة تمارين الاسترخاء بكثافة، وهذه يمكن أن يدربك عليها أحد الأخصائيين النفسيين، أو ترجعين إلى استشارة إسلام ويب والتي هي تحت الرقم (
2136015) وتطبقي ما بها من الإرشاد والتوجيه، وسوف تجدين في ذلك فائدة كبيرة جداً بإذن الله.
أيضاً التعبير عن الذات، وتجنب الكتمان، فهذا النوع من التفريغ النفسي وجد أنه مفيد جداً لإزالة التوترات النفسية التي تظهر وتنعكس على الإنسان في شكل توترات عضلية قد تصيب أماكن معينة من جسده، كذلك التفكير الإيجابي، وحسن إدارة الوقت، والنوم المبكر، والتوازن الغذائي، كلها أمور مطلوبة، وفيها خير كثير جداً لصحتك النفسية والجسدية.
أيتها الفاضلة الكريمة: ربما تحتاجين لدواء بسيط جداً، لكن أريد الطبيب المعالج أن يقرر لك ذلك الدواء، والذي يعرف باسم فلونكسول، وهنالك دواء آخر يعرف باسم بوسبار، هي أدوية بسيطة جداً لعلاج التوترات العضلية الناشئة من القلق النفسي المقنع، أي الذي لا يظهر في شكل قلق.
بارك الله فيك، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.