تردد الرجل بين الرجوع إلى بلده أو الصبر على صعوبة المعيشة في الغربة
2004-02-17 05:36:13 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سافر زوجي بعد العقد بشهر إلى بلد عربي لتحسين ظروف المعيشة، ولكي نعيش هناك بعد أن يستقر هو هناك، وذلك خلال سنة أو أقل، ولكن عندما سافر ظهر أن كل ما أخبروه به عن الوظيفة والراتب والسكن غير صحيح، وبذلك لن يتمكن من إحضاري ولكنه لا يستطيع الرفض والعودة إلا بعد فترة، وربما يكون عليه دفع مبلغ من المال لصاحب العمل، فهل أنصحه بالعودة ودفع أي مبلغ لصاحب العمل إذا توفر هذا المبلغ؟ حيث لا يكون قد أهدر الوقت، حيث أنه بعمله الآن لا تحصل له إي إفادة أو خبرة من هذا العمل، كما أنه يحتاج لي نظراً لكثرة الفتن حوله في العمل وغيره، أم أنصحه أن ينتظر حتى يقوم بادخار مبلغ من المال ليقوم بالحج في العام المقبل؟ وذلك لرخص مصاريف الحج هناك، ولكنه بهذا سيواجه عند عودته الكثير من الانتقادات من أهله وأهلي؛ لأنه بهذا سيكون قد أنفق ما تم ادخاره من مال، فسيقولون ما الجدوى من السفر؟ أرجو إفادتي ومعذرة على الإطالة ولكنني أردت أن أوضح الأمر كما يجب.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ أمة الله حفظها الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ابنتي العزيزة: نسأل الله العظيم أن يوفق هذا الزوج وأن يجمع الشمل، وأن يرده غانماً سالماً، وأن يقدر لكما الخير حيث كان وأن يرضيكما به.
وشكراً لك على الاهتمام والسؤال، وكما قيل: وراء كل عظيم امرأة، وتأكدي أن صبرك وتشجيعك لهذا الزوج سوف يدفعه بعد توفيق الله إلى النجاح، والحياة مدرسة وللسفر فوائد عظيمة، وفيه علوم لا يجدها الإنسان في قاعات الدراسة ولا في بطون الكتب.
ونحن ننصحك أن تعيني هذا الزوج على هذه الظروف الصعبة التي يمر بها، وسوف يجعل الله بعد عسر يسراً، وهذا الأمر بيدك أنت وزوجك، وأرجو أن يكون هدفكما واضحاً، ولا تستمعي لكلام الناس فإن رضاهم غاية لا تدرك، فإذا جلس هناك فلن يسكتوا وإذا رجع لن يسلم من كلامهم .
وإذا أمن الفتنة على نفسه واستطعت أن تصبري على بعده، فالأفضل أن يصبر قليلاً ويجتهد في تحسين الوضع، وإذا ملك الاستطاعة وتمكن من أداء فريضة الحج فسوف يخلف الله عليه بأكثر مما أنفق في طاعة الله.
وعلينا جميعاً أن نكثر من اللجوء إلى الله، ونحرص على طاعته وما عند الله لا ينال إلا بالطاعة، ولا تشغلي نفسك بالتفكير الكثير في هذا الموضوع، ولا تقولي لو أنا فعلنا كذا لكان كذا ولكن رددي بإيمان: قدر الله وما شاء الله فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان، وهذا العدو همه أن يحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئاً إلا بإذن الله .
والمؤمن إذا لم يظهر له وجه الخير والصواب في أي أمر فإنه يستخير الله ويتوجه إليه، والاستخارة هي طلب الدلالة على الخير ممن بيده ملكوت كل شيء سبحانه، ولن يندم من يستخير الخالق سبحانه، ثم يستشير الصالحين من عباد الله، ونسأل الله أن يقدر لكما الخير حيث كان، وأن يرزقنا وإياكم الرضى بقضاء الله وقدره، وأن يجعل التوفيق حليفنا في الدنيا والآخرة، وابشري بعاقبة الصبر.
أسأل الله أن يحفظك ويحفظ هذا الزوج وأن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه، وبالله التوفيق.